اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
خلادالحوتي

أطفال الشوارع ورمضان...تحقيق

Recommended Posts

 

في مصر.. أطفال الشوارع لا يعرفون رمضان

 

 

 

 

 

 

مشهد اعتاد على رؤيته الكثيرون فأصبح لا يمثل لهم مصدرًا للقلق ولا يترك في نفوسهم ذرة تأثير نفسي تُذكر؛ ذلك مشهد أطفال فقدوا مذاق الطفولة والدفء والحنان؛ تراهم في الطرقات ينامون بجانب الحائط أو تحت أحد الكباري أو داخل عربة القمامة؛ لسان حالهم يقول: "ما ذنبنا فيما نحن فيه؟".

 

 

وفي شهر رمضان الكريم نجد داخل البيوت المصرية مشهدًا مناقضًا للمشهد السابق، حيث تجمع أفراد الأسرة حول مائدة واحدة يملؤهم الدفء الأسري، بينما أطفال الشوارع تائهون مشتتون ومشتاقون لجلسة واحدة من تلك الجلسات أو حتى وجبة طعام ذات قيمة يطفئون بها ظمأ أيام وليالٍ طويلة من الجوع والفقر.

 

 

فما هي قصص هؤلاء الأطفال؟ وكيف يقضون شهر رمضان الكريم؟، وما هي أحلامهم في هذا الشهر؟، وهل هناك من يشعر بهم في شهر الرحمة فيجمعهم ويضمهم ليعوض عنهم جزءًا يسيرًا مما فقدوه طويلاً؟)، يرصد حياة هؤلاء الأطفال في رمضان في سطور التحقيق التالي:

 

بجوار الحائط كان حسن (12 عامًا) يجلس ممسكًا بيمينه ورقة لشهادة وفاة والديه، اقتربنا منه لنسأله كيف يقضي يومه في رمضان فحدثنا قائلاً: "أنا معنديش حاجة اسمها رمضان، كل اللي بعمله في الشهر ده إني ألف على موائد الرحمن وآخد أكل من هنا ومن هناك علشان أديهم لأخواتي البنات الأربعة وأمي".

 

 

أهل الخير

محمد سامي البالغ من العمر 9 أعوام كان يفترش الأرض بجوار سور المترو هو وأخته يبيعان بعض الحلوى؛ وبمجرد أن سألناه عن برنامجه اليومي في رمضان وكيفية قضائه أفضى لنا بكلام كثير؛ يشعرك بمجرد سماعه بحياة خشنة ويائسة يعيشها ذلك الطفل الذي أصبح رجلاً من كثرة تحمله للمسئولية؛ حيث ذكر لنا أن والده ترك والدته، وزوجة أبيه لا تريده معها هو وأخته وقامت بطردهما من البيت؛ قائلاً: "ملقيتش غير الشارع نعيش فيه أنا وأختي".

 

 

وعن إحساسه بشهر رمضان وكيفية قضائه أكد محمد أن "أهل الخير" يأتون إليه بالطعام والشراب يوميًّا، ولكنه بلغة تحدٍ وإحساس بالمسئولية قال: "بنبيع شوية حلويات ومناديل نجيب بيهم فلوس علشان نشتري اللي إحنا عاوزينه ومنمدش إيدينا كتير لحد".

 

 

عايش لوحدي!

ملابس رثة مر زمن وهي على جسده النحيل، قدمان حافيتان يسير عليهما متجولاً بين السيارات المتوقفة في إشارات المرور، حاملاً بين يديه ما استطاع أن يقدر عليه من أكياس المناديل، يسأل أصحاب السيارات أن يساعدوه ويمدوا له يد العون، حينما اقتربنا من عبد الله (10 سنوات) بدت عليه في البداية علامات الخوف، حتي اطمأن لنا وحينما سألناه عن شعوره في رمضان قال: "أنا بروح للجوامع بعد صلاة المغرب علشان ألاقي حد يعطف عليّ ويساعدني، لأني عايش لوحدي بتمرمط في الشوارع".

 

 

شهر التغيير

"مش لاقيين حد يضمنا أو يجمعنا والناس بتخاف مننا لكن في رمضان بيتغيروا معانا"، كانت هذه هي الكلمات التي تلفظ بها رضا فتحي (11 سنة) بمجرد أن أخبرناه عن يومه وحاله في شهر رمضان؛ مضيفًا أن شهر رمضان هو شهر الخير والرحمة والود والخير، وقال: "بنلاقي الناس في رمضان تعطف علينا أكتر من غيره من الشهور، ووقت أذان المغرب بنشوف ناس منعرفهمش يجيبوا لنا أكل وشرب".

 

 

مش هصوم!!

على الجهة المقابلة وجدنا سيد البالغ من العمر 11 عامًا يجري يمينًا ويسارًا خلف المارة يطلب منهم أن يساعدوه وإخوته؛ استوقفناه لنسأله، فبادرنا وقال: "حاجة لله عاوز آكل"، فقلنا له سوف نعطيك ولكن حدثنا في البداية ما هو حالك في رمضان؟، وهل تصوم فيه؟، فقال بصوته المتردد :"أصوم؟؛ مفيش حد علمني أصوم إزاي وكام ساعة أصوم؛ كمان أنا بفضل أجري وألف في الشارع من الصبح، يعني م الآخر مش أعرف أصوم".

 

 

وحينما سألناه عن أهله وأسرته أكد أنهم قالوا له: "إنت بقيت زيادة علينا في البيت ولازم تسيب المدرسة وتدور على شغل وتجيب فلوس"، وقص لنا بصوت يبكي من يسمعه؛ أنه حينما كان يعود لأسرته بدون أموال كانوا ينهالون عليه ضربًا، وذات مرة قرر سيد أن يتركهم من قسوة معاملتهم وأصبح الشارع هو الحضن والمأوى الوحيد الذي يضمه بعدما تركه الجميع وتخلوا عنه.

 

 

أحسن شهر

"شهر رمضان ده أحسن شهر عندنا" بتلك الكلمات بدأ عبد الرحمن (10 أعوام) حديثه؛ مشيرًا إلى أنه يجد في هذا الشهر الكريم مساندة ومساعدة من الجميع، وأنه تعلم الصوم من أحد الأشخاص الذين يساعدونه منذ رمضان الماضي.

 

 

وعن كيفية قضائه لشهر رمضان قال عبد الرحمن إنه يذهب في الصباح لمحطات المترو والأتوبيس حيث يتواجد مارة كثيرون يعطونه بعض الأموال، ووقت الإفطار يجلس في مكان يبيت فيه حيث يعرفه الناس المحيطون بالمكان ويقدمون له الطعام، وبعد التراويح يتوجه للمساجد ويقف على أبوابها منتظرًا خروج الناس من الصلاة لكي يساعدونه.

 

 

لعنة الموائد!

مجموعة من الصبية ممن يفترشون الأرض تحت كوبري غمرة، قالوا إن القائمين على موائد الرحمن يرفضون دخولهم إليها ويطردونهم منها خشية إزعاج المفطرين، فيضطرون إلى البقاء قريبًا منهم حتى ينهوا إفطارهم ثم يساعدونهم بأي شيء، أو يذهبون إلى أقرب مسجد يفطرون فيه، في حين يبيعون مناديل وأشياء أخرى في المترو ومحطات الأتوبيس في الصباح.

 

 

قنبلة موقوتة

وبعد هذه الجولة بين أطفال الشوارع وازدياد تلك الظاهرة في شهر رمضان، توجهنا للدكتورة عزة كريم أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية لتلقي لنا الضوء عن أبعاد تلك الظاهرة في شهر رمضان، وما مدى تدخل العوامل الاجتماعية في ذلك الشهر الكريم في تنامي تلك الظاهرة؟

 

 

وتؤكد أن أطفال الشوارع مشكلة كبيرة أشبه بالقنبلة الموقوتة، كما أنه لا يوجد بشأنهم أية إحصائيات رسمية بسبب عدم كفاءة وقدرة الحكومات في رصد وتتبع تلك الظاهرة؛ مؤكدةً أن الإهمال الحكومي كان سببًا مباشرًا في تناميها وزيادتها؛ حيث تخلت عن الدور المنوط بها من وضع نظام أو إطار يحتويهم ويضمهم.

 

 

وتضيف أنها أجرت دراسة متخصصة وعميقة لظاهرة أطفال الشوارع وثبت لها أن شهر رمضان يمثل أكثر الشهور استمتاعًا ورفاهيةً بالنسبة لهم، حيث يجدون عطفًا وحنانًا من الجميع؛ ونجد أن الجانب الإنساني يغلب على الجميع في هذا الشهر الكريم؛ مشيرةً إلى ازدياد الظاهرة في شهر رمضان لهذه الأسباب.

 

 

واقترحت د. عزة كريم أن يتم إنشاء صندوق في كل منطقة يتبع كل مسجد يتم فيه وضع الأموال الخاصة بأطفال الشوارع، ويتم توجيه الأطفال لتلك المساجد للحصول على الأموال التي يحتاجونها.

 

 

وتشدد على ضرورة احتواء هؤلاء الأطفال والعمل على تربيتهم وتأديبهم وليس إطعامهم أو كسوتهم فقط؛ لأن مجرد تقديم الطعام والملبس لهم لن يحل شيئًا من الظاهرة، "لذلك لا بد من توجيههم وتعليمهم بعض العبادات والأخلاقيات الإسلامية الجميلة التي ترقى بسلوكياتهم وهو الأمر الذي يجب اغتنامه في شهر رمضان الكريم.

:bravo:

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥



×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..