ali desoky 391 قام بنشر September 10, 2009 الصيام الهادف إذا كان شهر رمضان يمضي وتقترب منا نهايته فإن للدرس الذي يجب استيعابه من هذا الشهر أنه يجعل التقوي حصنا للإنسان من الوقوع في الاخطاء فالهدف من الصيام هو التقوي كما نتعلم من الآية الأولي من آيات الصيام في سورة البقرة حيث يقول تعالي: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون" والتقوي صيغة مصدرية من الفعل "اتقي" وهو يعني احاطة النفس بالموانع من الوقوع في الآثام فهدف الصيام هو الوقاية من الوقوع في الآثام لأننا حينما ندرس الصيام دراسة مستوعبة نجد أنه يضع الترك في موضع الفعل وهو الجانب الايجابي المقابل للترك وقد يفهم بعض الناس من ذلك ان الصيام هو عبادة الترك لأنه يقوم علي الامتناع. حيث ينتهي الإنسان فيه عن الطعام والشراب ومقارفة النساء وصحيح ان هذا جانب مادي من جوانب هذه العبادة التي تقوم علي ترك الطعام والشراب. ولكنها في الوقت نفسه تربي الإنسان علي الاستقامة في السلوك وحسبنا في ذلك قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" فالصوم من هذه الناحية له جانب تربوي لأنه يمنع الإنسان من المخالفة للحق ومعني ذلك ان يمارس الحق ويعمل له ويدعو الناس إليه وإذا توفر ذلك للإنسان فإنه يكون سائرا علي الطريق الصحيح للحياة وهو الطريق المستقيم المؤدي إلي آخرة سعيدة. والذي يتأمل الآية الأولي من آيات الصيام في سورة البقرة يجد ان التقوي هي هدف الصيام وهي ليست هدفا وقتيا تتحدد بوقت الصيام وإنما هي درس يتعلمه المؤمن من الصيام ليبقي هذا الدرس معه طوال حياته. فسائر العبادات الإسلامية ليست مقصودة لذاتها وإنما هي مقصودة لما تؤدي إليه من سلوك. فالصلاة مثلا يقول الله في شأنها: "ان الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر" وكما ورد في الآية الخامسة والأربعين من سورة العنكبوت. وهو ما يؤكده رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديثه الشريف "من لم تنهه صلاته فليست صلاته بصلاة" وهذا يعني ان الصلاة الصحيحة المقبولة عند الله هي التي ينتهي بها صاحبها عن الفحشاء والمنكر وهما وصفان لمحرمات كثيرة وإذا كان بعض أهل العلم قد خصص للفحشاء معني واحدا فإن المنكر لم يدخل في هذا التخصيص والحقيقة التي نفهمها من النص القرآني ان الصلاة الصحيحة هي التي تؤدي بصاحبها إلي الاستقامة في حياته السلوكية الصادرة عن الإيمان المستوعب لهذا النص الكريم. الصيام إذن له هدف عظيم في الحياة وهو التقوي وإذا لم يلتزم الإنسان الصائم بالتقوي في حياته فإن صيامه ليس حقيقيا وإنما هو ترك للطعام والشراب فقط بينما الصيام يؤدي إلي التقوي بمعناه العام الكبير فالصيام يؤدي إلي الاستقامة الكاملة الصادرة من إيمان القلب إلي حركة الجوارح وهو الأمر الذي يوضحه الحديث الشريف الذي يقول فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم: "رب صائم ليس من صيامه إلا الجوع والعطش" فصيامه صيام جوارح فقط لم يتجاوز الفم والمعدة إلي العقل والقلب والسلوك الحسن. نحن الآن نعيش الأيام الأخيرة من شهر رمضان وهي أيام مباركة لأنها تتجمع فيها حكم كثيرة للتقوي التي هي هدف الصيام والتي تتمثل في السلوك ليكون عيد الفطر والأيام التي تأتي بعده قد افادت المؤمن بالصيام وهي كذلك أيام يستجمع فيها المؤمن خيرات الصيام في النفس والتي أبرزها سلوك المؤمن مع الآخرين وإذا كنا نتمثل دائما بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" فالصيام بمعني الامتناع عن الأكل والشرب ليس هدفا في ذاته وإنما هو عمل يؤدي إلي السلوك العام. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
NADA 34 قام بنشر September 11, 2009 جميل جداااااً يا علي بس المهم الناس تفهم ده,, الحياة بقت صعبة أوىىىىى شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر