العـــيد فرحة‏..‏ وعيديــــــــــة

[ali desoky 391]

العـــيد فرحة‏..‏ وعيديــــــــــة

 

 

 

 

العملة المعدنية الجديدة التي يرفضها الكثيرون اليوم يمكن أن تقدميها لأطفالك كعيدية في العيد تذكارا لأيام العز التي كانت فيها العيدية جنيهات ذهب‏,‏ خاصة أن العادات والتقاليد ربطت دائما بين العيدية وبين النقود الجديدة سواء كانت ورقية أو معدنية كما كانت في الماضي‏..‏ فالعيدية لها تاريخ طويل مثل كل عاداتنا المرتبطة بالأعياد والمواسم‏..‏ فما هي حكايتها ومن ابتدعها ولمن كانت تدفع؟‏.‏ يروي التاريخ أن العيدية عادة ابتكرها الفاطميون وكانت في الأصل مصطلحا شعبيا يطلق علي ما كانت توزعه الدولة من نقود خلال موسمي العيد لأصحاب الوظائف المختلفة‏..‏ وكانت العيدية تعرف بالرسوم في دواوين الدولة ويطلق عليها التوسعة في وثائق الوقف الفاطمية والمملوكية‏.‏وترتبط جذور العيدية فيما يروي عن الخليفة الفاطمي المعز لدين الله عند دخوله مصر بعد فتحها علي يد القائد جوهر الصقلي‏,‏ حيث قام بإخراج بعض الذهب ونثره فوق رؤوس الناس‏.‏ وقد حرص الفاطميون علي توزيع العيدية مع كسوة العيد فضلا عما كان يوزع علي الفقهاء بمناسبة ختم القرآن ليلة عيد الفطر من دراهم فضية‏,‏ وفي صباح يوم العيد كان الرعية يذهبون إلي الخليفة ليهنئوه بالعيد فكان ينثر عليهم الدراهم والدنانير الفضية من أعلي أحد أبواب القصر‏..‏ لكن بزوال الدولة الفاطمية توقفت الدولة عن صرف العيدية لأرباب الوظائف المدنية و اكتفت بصرفها للجنود المماليك وكانت عبارة عن دنانير ذهبية ودراهم فضية وعملات نحاسية وكانت تتفاوت قيمة العيدية تبعا للراتب فكانت تقدم للبعض علي شكل طبق مملوء بالدنانير الذهبية وآخرين تقدم لهم الدنانير الفضية وإلي جانب الدنانير كانت تقدم المأكولات الفاخرة وكان الفاطميون يضربون أيضا دنانير خاصة لغرة العام الهجري وتعرف بدنانير الغرة ويضربون أيضا قطعا ذهبية تعرف بالخراريب والخروبة تساوي‏192‏ جراما‏,‏ وكانت توزع علي موظفي الدولة والأمراء في الأعياد كل حسب مكانته‏.‏ وعلي الرغم من تغير الدولة وأنظمة الحكم التي تعاقبت علي حكم مصر وتنوع أسماء العملات علي مدار العصور‏,‏ فإن ذلك كله لم يجعل الناس تنسي عيدية الفاطميين فأصبحت عادة عربية يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد‏..‏ وبعد أن خرجت الدولة الجديدة من عملية توزيع العيدية علي الأفراد‏.‏ حل محلها الآباء والأعمام والأخوال يتحملون هم صرف العيدية للأطفال لتضفي علي العيد لونا جماليا يحمل معه الفرحة والابتسامة وتوطد روح المحبة والألفة والتواصل بين أفراد العائلة الكبيرة‏.‏