اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
ali desoky

الفتنة أشد من القتل

Recommended Posts

الفتنة أشد من القتل

(فتنة التفرق)

 

 

ليس المقصود من الأحاديث التي تتكلم عن الفتن حقيقة المقصود مما تدل عليه ألفاظها. وما تفيده عباراتها. ولكن المقصود منها تنبيه المسلمين إلي خطورة ما تحدثه تلك الفتن علي الدين والعقيدة والنفس.

 

وقد بين القرآن الكريم أثر الفتنة علي حياة المسلمين. فقال سبحانه: "والفتنة أكبر من القتل". وقال سبحانه: "والفتنة أشد من القتل".

 

وإذا كانت الفتنة خطراً علي النفس بما يزيل أثرها من الوجود. فإن ذلك الخطر ينسحب علي الدين والعقيدة. لأن الإنسان المكلف هو محل الالتزام بهما. وحيث زالت النفس. فلا تكليف ولا عقيدة. ولهذا كان من الواجب درء الخطر الناجم عن الفتنة. أو ما يؤدي إليها. أو توقي أسبابها.

وذلك هو المقصود أصالة من الحديث عن الفتن. فهي إخبار عما سيقع للمسلمين من أهوال. ليس بقصد الإخبار. وإنما بقصد التوقي وأخذ الحذر. حتي يتنبه المسلمون لتلك المخاطر ويعملوا علي تلافيها. أو يبتعدوا عن المسالك التي توصل إليها.

 

وقد جاء في باب افتراق الأمم من كتاب الفتن في سنن ابن ماجة. عن عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم: "افترقت اليهود علي احدي وسبعين فرقة. فواحدة في الجنة. وسبعون في النار وافترقت النصاري علي ثنتين وسبعين فرقة. فإحدي وسبعون في النار. وواحدة في الجنة. والذي نفس محمد بيده. لتفترقن أمتي علي ثلاث وسبعين فرقة. واحدة في الجنة. وثنتان وسبعون في النار. قيل يا رسول الله. من هم؟. قال: الجماعة". رواه الترمذي.

 

وهذا الحديث الشريف يتحدث عن فتنة التفرق. ويدل علي أن حظ المسلمين منها أكثر من حظ أهل الديانات السابقة فقد زاد عدد الفرق المتصارعة في الإسلام عن نظائرها في المسيحية واليهودية.

وليس المقصود بالعدد في الحديث حقيقته. وإنما المراد به الكثرة التي تدل علي تعذر اللقاء. وصعوبة التوحد. وأنها في الإسلام أشد ضراوة مما حدث في الديانات السابقة من التفرق والاختلاف. والتشرذم والشتات.

 

وكثرة الاختلاف. وتعدد الفرق ليس عيباً في الدين ذاته. بل ربما كانت دليلاً علي ثراء الدين وقوته وقدرته علي احتواء الآراء المختلفة. والاتجاهات المتعددة. وأنه يتسع للرأي والرأي الآخر في حدود ما تدل عليه النصوص التشريعية. والأدلة الفقهية.

 

وذلك مما يعد صفة بارزة في الإسلام الذي جاءت معظم نصوص أدلته محتملة لوجوه المعاني الفقهية المختلفة. والتي تمخضت عن تلك المذاهب الفقهية المتعددة.

ومع ذلك. فقد اجتمع علي الإسلام وباعتبار أنه الدين الخاتم كل ما تمخضت عنه الأفكار التآمرية التي تبتغي تقويض بنائه وهدم أصوله. والتي اختلطت السياسة فيها بالدين.

واجتمعت المصالح الدنيوية مع مباديء تلك الفرق الكثيرة. وظن بعض السذج من المسلمين في تلك الفرق الشاردة خيراً وهي أبعد ما تكون عنه.

ناهيك عن جهل بعض المسلمين وما أحيط بهم من الغرور الذي ولد لديهم اعتقاداً بأنهم علي علم يرقي بهم لمرتبة الإمامة ومنزلة الزعامة لفرقة أو جماعة. أو فريق.

ومقصود الحديث أن يحذر المسلمون من تلك الفرق الضالة. وأن يلزموا جماعة المسلمين حتي لا يضلوا.

 

 

د. عبد الله النجار

تم تعديل بواسطه alidesoky

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..