ازالة الالباس من كلام رب الناس

[أم محمد 0]

اخواني واخواتي اعضاء وزوار منتديات ياللا جروب السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة هذا اول موضوع لي علي هذا المنتدي وقد اخترت ان يكون اول موضوع معكم هو ملخص سريع لكتاب رائع قرأته عن بعض الايات التي قد يلتبس فهمها او قد يظهر بها تعارض سطحي

 

وهذا الكتاب عبارة عن احد عشر مبحثاً سأحاول ان ألخص اليوم المبحث الاول منه بقدر المستطاع ان شاء الله لتعم الفائدة علينا جميعا

 

المبحث الاول

ما ألبس علي الناس بادعاء التناقض في القرآن الكريم

إن النظرة السطحية التي قد ينظر بها البعض الي بعض ايات القران الكريم فيظهر له انها متناقضة سرعان ماتزول عند التاني والتامل وعمق التفكير وذلك ان كل ماظاهره التناقض اما منسوخ بمعني ان حكم الايتين اللتين توهم فيهما التناقض مرفوع ولاغي وحينئذ فلا تناقض لان مانسخ في حكم ما لم يكن

وإما قابل للجمع والتوفيق بمعني ان يلتقي ما ظاهره التعارض في بعض الوجوه

 

اولاً :انواع الاختلاف

الاختلاف نوعان

احدهما : اختلاف تعارض وتناقض

وهذا كما تقول( زيد انسان او زيد ليس انسان

وهذا النوع والحمد لله ليس له وجود في القرآن الكريم ولا يرد علي ذلك بوجود النسخ

وثانيهما: اختلاف تلازم

كاختلاف وجوه القراءات واختلاف والامر والنهي ونحو ذلك مما لايعد اختلافاً اذ يمكن التوفيق فيه ببعض الوجوه وهذا لايعيب القران في شئ بل هو شاهد علي بلاغته واعجازه

نماذج لتوهم الاختلاف والتناقض في القرآن الكريم

أ- قال تعالي فيومئذ لا يسئل عن ذنبه انس ولا جان) وفي اية اخري قال تعالي

فوربك لنسئلنهم اجمعين) يقول الطاعنون أن هذا عين الاختلاف ولكن الجمع بينهما ممكن بل ويهل وذلك بعدة وجوه اقربها أن المراد ان احدا لن يسال سؤال استعلام هل فعلت كذا؟ بل يسأل سؤال توبيخ لما فعلت كذا؟او ان المراد ان احداص لن يسال عن ذنب احد بل يسأل عن ذنبه فقط او كما جاء في تفسير ابن كثير انهم يسئلون ثم يختم علي افواهم فتشهد عليهم ارجلهم وايديهم بما كانوا يعملون

ب- قال تعالي (وأقبل بعضهم علي بعض يتسائلون

وفي آية اخري قال عز وجل (فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم ولا هم يتسائلون

والتوفيق جائز بين الايتين بعدة وجوه حيث ان السؤال من عدمه يكون باختلاف الواطن والمشاهد في يوم القيامه طويل الاحداث وقيل ايضاً أن التساؤل المنفي عن الانساب لكونها لاتنفع في ذلك اليوم ، والتساؤل المثبت ما لم يكن بالانساب

ج- ( رب المشارق وفي موطن اخرقال تعالي ( ربالمشرقين ورب المغربين ) وفي موطن ثالث قال تعالي رب المشرق والمغرب) قيل في ذلك عدة تفاسير ايسرها ان الجمع في سورتي الصافات والمعارج باعتبار مشرق كل يوم ومغربه فيكون الجمع مشارق ومغارب والتثنيه في سورة الرحمن قصاص لمشرق كلاً من الشتاء والصيف ومغربيهما والافراد في سورة المزمل قصداً للجهه ، جهة المشرق والمغرب

وفي تفسير آخر قيل ان قوله (رب المشرق والمغرب) فهذا اليوم الذي يستوي فيه اليل والنهار ؟، اقسم الله بمشرقه ومغربه واما قوله رب المشرقين ورب المغربين فهذا اطول يوم في السنة واقصر يوم فيها ، اقسم الله بمشرقهما ومغربهما ، وأما قوله رب المشارق والمغارب فهو مشارق السنة و مغاربها

د- ( وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما لا تعدون ) وجاء في اية اخري ( تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنه ) فالتوفيق بين هذه الايات يكون علي النحو التالي : قوله تعالي ( وان يوما عند ربك بالف سنة مما تعدون ) فهذا من الأيام التي خلق الله فيها السماوات والارض كل يوم بالف سنة و اما قوله تعالي في يوم كان مقداره خمسين الف سنة فالمراد به انه لو ولي حساب الخلائق غير الله ما فرغ منه في يوم مقداره خمسين الف سنه

ماظاهره التعارض في القراءات في اية واحدة

ومثال ذلك قوله تعالي : (ياأيها الذين آمنوا اذا قمتم الي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الي المرافق وامسحوا برؤسكم وارجلكم الي الكعبين) فقد قرات ارجلكم بالنصب مرة وبالخفض مرة اخري

وهذا ظاهره التعارض حيث في قراءة النصب تكون معطوفة علي وجوهكم والوجه مغسول وعليه فالارجل واجب فيها الغسل

اما في قراءة الخفض فالعطف علي قوله برؤسكم والراس ممسوح وعليه فالواجب في الارجل المسح.

ماظاهره التعارض بين القران والسنه

مثال ذلك ما اخرجه الشيخان بسنديهما عن عروة عن عائشة - رضي الله عنها - ( أن أزواج النبي - صلي الله عليه وسلم -حين توفي رسول الله اردن ان يبعثن عثمان بن عفان الي ابي بكر فيسئلنه عن ميراثهن من النبي ص) قالت عائشة لهن اليس قد قال رسول الله ( لانورث ما تركنا فهو صدقة وهذا الحديث يتناقض مع قوله تعالي حكاية لقول زكريا عليه السلام : ( فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب

وقوله تعالي : ( وورث سليمان داود حيث نفي الحديث ان لانبياء يورثون بينما الايات القرآنية التي ذكرناها تثبت ذلك .. فكيف التوفيق ؟

نقول :- أن الانبياء عيهم صلاة الله وسلامه لا يورثون درهما ولا دينارا ولا اي شئ مادي لكنهم يورثون الحكمة والعلم والاخلاق الكريمة والعبادة الخالصة ، فدعاء ذكريا - عليه والسلام - ربه ان يهبه ولداً يرثه يعني يرث ما عنده من العلم والحكمة ويرث النبوة بدليل قوله ويرث من آل يعقوب وقوله تعالي وورث سليمان داود اي ورث منه

النبوة والملك.

هذا اعزائي كان ملخص المبحث الاول وأسال الله عز وجل ان اكون قد اوجزته لكم باختصار والي اللقاء لنكمل سوياً باقي مباحث الكتاب

[«۞۩ أبو سليمان ۩۞» 179]

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

جزاكي الله خيرا أختي أم محمد

 

ربنا يبارك فيكي على مجهودك الرائع و تلخيصك الجميل

 

شكرا جزيلا اختي على الافادة ... جعله الله في ميزان حسناتك

 

أرجوا منكي اختي ان تكبري حجم الخط اكتر من كده عشان يمكننا نقرأ الخط بوضوح في الحلقات القادمة

بارك الله فيكي

ننتظر بقية المباحث ..

 

هداكي الله الى صالح القول و العمل و رزقكي الفردوس الاعلى بغير حساب و لا سابقة عذاب

 

بارك الله فيكي و في اسرتك و كل حياتك

[الرّام 173]

بارك الله فيك اختي "أم محمد" ..

 

ربي يجزيك عنا بكل خير ان شاء الله

 

ربي يكرمك و ينعم عليك ان شاء الله

 

أشكرك كثيرا على مثل هذا الموضوع .. و على الاستفادة ..

 

ربي يخليك ياااااااا رب

 

 

***

 

والي اللقاء لنكمل سوياً باقي مباحث الكتاب

.. ان شاء الله و باذن الله

 

نحن في الانتظار