اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
ali desoky

وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ

Recommended Posts

وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ

 

 

 

 

قضية مياه النيل تطفو علي سطح الأحداث في هذه الأيام.

وتشترك في مناقشاتها كل الدول التي تمر بها.

 

وهي قضية جديرة بالانتباه لأنها كما يقولون قضية حياة أو موت.

هي قضية حياة لأن الله جعل من الماء كل شيء حي.

وهي قضية موت لأن جفاف المياه يعني نهاية الحياة. ومن الطبيعي أن تهتم بها الدول التي تمر بها هذه المياه.

بل من غير الطبيعي ألا تشغل هذه المياه الدول والشعوب التي تمر بها وتجاور من لا تمر بهم. لأن الجوار يعني الفائدة التي تلحق المتجاورين كل منهما من الآخر.

 

لكن من الغريب أن تجري مناقشة قضية المياه بعيدا عن قضية الايمان بالله. لأن الله سبحانه وتعالي هو واهب المياه.

وهو الذي يسير السحاب الذي يحمل المياه إلي البلاد الميتة التي لا تنزل بها الأمطار فيشرب الناس والانعام وتخضر الأرض وتؤتي ثمارها فضلا من الله ورحمة ولقد ورد هذا المعني في القرآن الكريم. لكنه ورد مرتبطا بقضية الايمان ذاتها.

 

وفي الكتاب الكريم من سورة نوح يقول الله تعالي علي لسان نوح فيما بطلبه من قومه: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا". ويقول سبحانه في الآية "16" من سورة الجن: وأن لو استقاموا علي الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا" وكثيرة هي الآثار الإسلامية التي تربط قضية المياه بالايمان بالله.

 

حتي النظرة إلي الطبيعة تؤكد ذلك فسطح المياه في الأنهار والبحيرات والمحيطات يساوي ثلاثة أضعاف اليابسة. لأن الماء في هذا السطح الواسع يتبخر ويصعد إلي السماء سحابا تسوقه الرياح إلي البلد الذي ينعم الله عليه بالمطر فيكتب له الحياة.

 

 

لم نبتعد عن قضية مياه النيل وإنما نعيش في أعماقها ومن الواجب أن نعطي هذه المياه حقها من الاهتمام وأول حقها هو حسن الجوار مع شعوب وحكومات الدول التي تمر بها هذه المياه. وذلك أصل في القضية ذاتها. لأن حسن هذه القضية يأتي من حسن الجوار مع هذه الدول وبخاصة بعد أن ظهرت تهديدات باقامة السدود التي تمنع الماء من التدفق في المجري مع أن هذه التهديدات غير مجدية مع مصر فمصر كبري الدول الافريقية التي يمر بها النيل وقد أعطاها موقعها الجغرافي هذا أهمية بالغة بين دول القارة بالاضافة إلي أنها بلاد حضارة عظيمة علي مدي التاريخ.

 

وإذا كانت هذه الحضارة قد أخفقت الشعوب التي أفادت منها لأنهار لم تتوسع في معطيات هذه الحضارة لتفيد منها. مع أن هذه العلاقة بين النيل والحضارة علاقة وثيقة لأنها تعني الحياة. وقد لفتت هذه العلاقة المفكرين والمؤرخين حتي أن "هيروديت" المؤرخ اليوناني القديم قال: "إن مصر هبة النيل" يعني أن الحياة المليئة بالرخاء في مصر إنما هي عطية من عطايا النيل. وهذا يؤكد أن الرخاء ليس في كثرة المال وإنما هو في توفر الاسباب التي يترتب عليها وجود لقمة العيش.

 

وعندما ننظر إلي دول البترول الغنية بالمال نري أنها فقيرة في أسباب الحياة الطبيعية لأنه ليس ببعيد أن يأتي زمان يكون فيه ثمن حفنة من القمح أكثر من ثمن عدد من براميل البترول. لأن الناس التي تملك البترول يبيعونه ويشترون بثمنه القمح والدقيق. فالبترول وسيلة فقط أما القمح والدقيق فهما السلعة المباشرة لتحقيق الحياة. ولا يجوز أن ننسي أن مياه النيل عطاء رباني. وفي قراءة التاريخ نري سنوات جفت فيها هذه المياه. ولم ينقذ شعب مصر من هذا الجفاف إلا الإيمان بالله.

 

ولا تغيب عن ذاكرة التاريخ جفاف النيل في بعض المواسم. وأن أحد هذه المواسم كان بعد فتح الإسلام لمصر. وكان من عادة المصريين أن يحتفوا بوفاء النيل حتي أنهم كانوا يظنون أن تقديم حياة فتاة جميلة إلي النيل هو سبب فيضانه وعطائه الغدير بالماء فلما جاء الاسلام إلي مصر أبطل هذه العادة برسالة أمر بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه واليه علي مصر عمرو بن العاص. ومكتوب في هذه الرسالة: إذا كنت تجري من عند الله فنحن ندعوه سبحانه أن يجريك وإن كنت تجري من عند غير الله فلا حاجة لنا بك والقي هذا المكتوب في المجري. ولم يلبث الماء أن تدفق فيه بغزارة فارتوي الناس والحيوان واخضرت الأرض.

 

 

قضية مياه النيل إذن قضية إيمان.

وهذا هو ما يجب أن نعود إليه ونحن نبحث هذه القضية. فطالما نحن نتحصن بالايمان فإن الله ينزل المطر غزيرا علينا من السماء لأن الرياح هي التي تسوق السحاب الذي يحمل المياه لتمطر حيث يشاء الله والرياح من عند الله وفي الاسلام صلاة لانزال الله المطر من السماء تسمي "صلاة الاستسقاء" وهذه الصلاة إذا أداها المؤمنون بحق أنزل الله عليهم المطر. وقد حدث هذا في مصر منذ سنوات ليست كثيرة ولا بعيدة.

وحضر هذه الصلاة في الجامع الأزهر شيخه وقتئذ "جاد الحق علي جاء الحق" وجاءت نعمة المطر من الله بعد هذه الصلاة فاخضرت الأرض وشرب الناس والحيوان

 

 

والذي أريد أن أقوله في هذا السبيل أن قضية المياه عندما تشغلنا يجب أن نربطها بعطاء الله وعطاء الله يحتاج إلي إيمان المؤمنين وعلينا أن نقرأ في ذلك الآية السادسة عشرة من سورة الجن ونعيد قراءتها ونلتزم بها كلما تأخر عطاء السماء إلي الأرض من الماء.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

بارك الله فيك يا خويا .. بارك الله فيك

 

 

﴿ فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ﴾

 

 

صدق الله العلي العظيم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر
﴿ فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ﴾

 

 

بارك الله فيك

زاكرمك بالخير والصحه والعافيه والستر

جزاك الله خيرا

اختي الرام

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥



×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..