ali desoky 391 قام بنشر November 6, 2009 (تعديل) ماذا يراد من مدارس العم سام؟ لقد أصبح من الحقائق الجارية في الحديث عن التعليم ما انتهت إليه ثماني منظوماته من استقرار, ومن بينها فروع أجنبية متكاملة, بدءا من رياض الأطفال حتي الجامعات ومراكز البحوث. وتتضمن القائمة فرع المؤسسات الأمريكية في مختلف مراحل التعلم وقد اتسعت رقعة الجامعة الأمريكية منذ ثلاث سنوات لتحظي بالآلاف من الأمتار في مدينة6 أكتوبر لتدعيم امكاناتها التعليمية, وبتبرعات مصرية وعربية. ولسنا هنا في مجال ما كثرت الكتابة فيه عن مخاطر التوسع في منظومات التعليم الأجنبي وتأثيراتها السلبية علي التباين والتفسخ في نسيج الثقافة القومية, وعلي دعائم العروة الوثقي في مكونات الهوية والمواطنة. وبالنسبة للاندماج في الثقافة الأمريكية لم يقتصر الأمر علي ساحة التعليم بل امتد إلي كثير من مظاهر حياة الإنسان من كنتكت غذائه وكوكلة شرابه, وكجولة لباسه, وجكسونية غنائه, وهاي هاي تحياته, ولبنوك دولية في تمويل تنميته, ولسوق حرة المهنية في تجارته. وباختصار تتجلي في مختلف قيمنا ومرافقنا ومؤسساتها ما يطلق عليه في علم الاجتماع مصطلح مكدلة المجتمع نسبة إلي نمط مطاعم ماكدونالد وملحقاته وتداعياته. والواقع أنه منذ الاحداث الرهيبة التي جرت في11 سبتمبر2001 أصبح التدخل الأمريكي في حياتنا وفي المنطقة العربية التي أشاع تسميتها بالشرق الأوسط بغية إعادة رسم خريطة الوطن العربي. وتمثل ذلك في إثارة التوترات فيما بين دولها وإشاعة سياسة الفوضي الخلاقة المدمرة في المنطقة إلي جانب إشعال الحروب, وصور العدوان المختلفة, كما يحدث في حرب العراق وأفغانستان ومساندة إسرائيل في تدميرها لمقومات الحياة في غزة, فضلا عن إشاعة بؤرالتوتر في السودان, وكان مبررها في كل تلك المـآسي الإنسانية تحت ستار إقرار نظم ديمقراطية في دول المنطقة. هذا إلي جانب محاربة الإرهاب متذرعة بأن تلك المنطقة من أكبر مصادره وأن عقيدتها الإسلامية الغالبة محرضة عليه, مع ما في ذلك من فهم مغرض غير صحيح علي الإطلاق لكنه اتخذ ذلك مبررا للعدوان علي دوله وعلي ثقافتها وكيانها. ولا تزال هذه الدعاوي مترسخة في كثير من قطاعات المجتمع الأمريكي, برغم خطاب أوباما في جامعة القاهرة حتي ان مشروع القانون الذي تقدم به لمجلس الشيوخ لادانة وتجريم كل ما يؤدي إلي إهانة الاديان لايزال متعثرا, ويجيء الخوف من الإسلام علي الثقافة الأمريكية من أهم مبررات التردد في موافقة لجنة الشئون الدينية في ذلك المجلس. ومع استمرار التذرع بضرورة تغيير خريطة الشرق الأوسط وتوجهاتها في محاولة الولايات المتحدة للقضاء علي الإرهاب في تلك المنطقة, تظل تلك الدعوي محورا اساسيا في سياساتها ومشروعاتها لتحقيق ذلك الغرض. وقد تمت صياغة اتفاقية دولية خاصة بزعامة الولايات المتحدة عقب احداث11 سبتمبر لانشاء صندوق تمويلي لهذا الغرض. وتضمنت تلك الاتفاقية قسما خاصا بقضية إصلاح التعليم علي اعتباره عاملا اساسيا في القضاء علي الإرهاب. وهذا يعني أن التعليم في هذه المنطقة بأهدافه ومناهجه الحالية من عوامل توليد العنف والإرهاب, وتنمية الكراهية للحضارة الغربية. وليس غريبا أن يعتبر جورج بوش الصغير رئيس الجمهورية السابق, بأنه في محاربة الإرهاب إنما يقود حملة صليبية, برغم اعتذاره فيما بعد علي أنها زلة لسان!! وتتضمن اتفاقية الشرق الأوسط الجديد مشروعا لانشاء800 مدرسة في دول المنطقة يقوم بإدارتها والتدريس فيها ووضع برامجها معلمون أمريكيون. وكنا نتوقع مع مرور عدة سنوات أن هذا المشروع قد ضاع في زوايا النسيان. بيد أنه اصابتني الدهشة وغمرني الذهول حين قرأت في صحيفة الجمهورية بتاريخ2002/9/24 أن مارجريت سكوبي سفيرة الولايات المتحدة قد أعلنت أن دولتها سوف تقوم بانشاء مجموعة من المدارس في كل من القاهرة والإسكندرية تتكفل بتمويلها وإدارتها بمعلميها من الأمريكيين وبمناهج أمريكية, كما هو الشأن في الولايات المتحدة, وربما يكون حراسها وعمال الخدمات فيها من الأمريكيين ايضا!! وقد تم إعلان سعادة السفيرة بهذا النبأ الخطير خلال الاحتفال بمرور ثلاثين عاما علي انشاء المركز الثقافي الأمريكي بالإسكندرية. وتضيف خلال ذلك الإعلان حسبما ورد في صحيفة الجمهورية أن هذا المشروع سيتم بالاتفاق مع وزارة التربية والتعليم وان الدراسة في مدارسه سوف تكون بالمجان, وأن الملتحقين بها سوف يتم اختبارهم من الطلاب المتميزين حتي يتم تخريج مئات الطلاب سنويا ليكونوا نواة قاعدة طلابية متوافقة مع أحدث الاساليب المتبعة في الولايات المتحدة. وهنا أتذكر يوسف وهبي لأقول: ياللهول!! نحن أمام ضغث علي إبالة. لقد انفتح صندوق الاتفاقية الذي أشرنا إليه وانفتح معه مزيد من انتهاك حرمات القبلة الوطنية في التعليم من أجل مزيد من أمركة العقول والوجدان والانتماء القومي ومن إعداد قوي بشرية في خدمة المشروعات الأجنبية في مصر أو في الهجرة إلي أمريكا. وهكذا يتزايد نزيف العقول المصرية خارج الوطن ومقتضي الحال أن يحدث المشروع طعنة نجلاء لتعليم اللغة الأم والتربية القومية والدينية وتاريخ مصر وتحديات تنميتها. ويشير مقال الجمهورية إلي أن الاتفاق مع وزارة التربية والتعليم إنما هو مجرد إجراء شكلي لكي تكون قانونية!! وتختم الجمهورية عرضها لهذه القضية بأنه حذار ياوزارة التربية والتعليم حذار مليون مرة وأحسب أن جميع المعنيين بالتعليم في مصر معها دون تردد في هذا التحذير وإذا كنا نعتبر التوسع الحالي في منظومة التعليم الأمريكي متمثلا في تكاثر المدارس الأمريكية من مدارس القطاع الخاص المصري التي تقوم بإعداد طلابها للشهادة الثانوية الأمريكية هاي سكول زوبعة تهز قبلة تعليمنا الوطني فإن مشروع مدارس سكوبي هو تسونامي سوف يحطم كثيرا من مقومات إعداد المواطنين لوطن اسمه مصر, مصر اليوم والغد والحلم الجميل. تم تعديل November 6, 2009 بواسطه alidesoky شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر