الجمال الطبيعي والجمال الفني

[بنوته نونو 1]

الجمال الطبيعي والجمال الفني

لا شك أن تعلق الانسان بالجمال واستمتاعه به واعجابه بمظاهر الطبيعة قديم قدم الإنسانية ،وما تركه لنا من آثار منذ العصر الحجري الأول حتي عصور الحضارات القديمة المعروفة يشهد علي صحة هذا الرأي . ومن المؤكد أن الشعور بالجمال كان سابقا علي النشاط الفني ،فلقد أحس الإنسان أولا بجمال الزهرة أو غروب الشمس قبل أن تكون هناك لوحات جميلة أو منحوتات رائعة ـ هناك إذن جمال طبيعي مستقل وسابق علي الجمال الفني ـ فما معني الجمال ؟

يختلف الناس في تحديد معني الجمال وإن كانو يستخدمون هذه الكلمة كثيرا في حياتهم اليومية ،فهم يطلقون كلمة جميل علي مظاهر كثيرة تختلف في طبيعتها وتكوينها، فنحن كثيرا ما نسمع عن هذا المنظر الطبيعي أنه جميل أوأن هذه الصورة أو ذلك التمثال جميل ....وغير ذلك من أشياء كثرة .

وهكذا نجد تباينا شاسعا في الموضوعات التي يمكن ان نصفها بالجمال حتي إننا لا نكاد نستطيع أن نجد ناحية من أوجه التشابه بين هذه الموضوعات ، ومع ذلك فنحن نحمل عليها جميعا محمولا واحدا وهو صفة الجمال .

وإننا لنود أن نميز أولا بين كلمة جميل وبين بضعة ألفاظ أخري قد تختلط بها من حيث المعني في ذهن بعض الناس .

فليس من اللازم أن يكون "الجميل" "مفيدا" كما أنه ليس من اللازم أن يكون المفيد جميلا إذن هناك فارق بين معني هاتين الكلمتين . فنحن لا نستطيع أن نقول علي الدواء المر أنه جميل أو أن نقول بالضرورة علي المنظر الجميل أنه مفيد . بل وأكثر من ذلك إننا يمكن أن نقول علي بعض الحشرات المؤذية للإنسان أن فيها جمالا بل إن الثعبان والنمر وبعض الطيور الجارحة قد نحس بما فيها من جمال .

وليس الجميل أيضا هو "الصالح" أو"الملائم".حقيقة يجوز أن نطلق هذه الكلمة علي بعض ما هو ملائم ،ولكن ليس كل ملائم وصالح جميلا ، فالسيارة الصالحة أو الملائمة للركوب وقطع المسافات قد لا تكون بالضرورة جميلة .

وينبغي أن نفرق أيضا بين ما هو "لذيذ" وما هو "جميل" فنحن نشعر باللذة من بعض الطعوم ومع ذلك فنحن لا نطلق عليها كلمة جميل . بالرغم من أن بعض الناس يستعملونها خطا علي هذا النحو فيقولون : "أكلة جميلة" ويقصدون أنها كانت "لذيذة" .

ولقد كان بعض قدماء الفلاسفة يستخدمون كلمة "الجمال" علي أنها مطابقة لكلمة "خير" و"كمال" فكل ما هو خير من الناحية الخلقية، أو كل ما يساعد الحياة علي النماء والقوة يعتبر في نظرهم جميلا . والواقع أنه ينبغي أن نفرق بين ما هو جميل وما هو خير. إن الإنسان الجميل في منظره قد يكون شريرا في افعاله، كما ان الفنان قد يرسم لوحة تمثل شحاتا ضعيفا متسولا في شارع ضيق مظلم ومع ذلك تحس ما في هذه اللوحة من جمال.

ولعل هذا ما يسوقنا إلي ان نفرق بين الجمال الطبيعي والجمال الفني، ويدفعنا للتساؤل : ما هو الجمال الطبيعي ؟ أليس هو الذي نشعر أننا نؤلف معه وحدة ويمنحنا الشعور بالسعادة ؟ وما هو الجمال الفني ؟ أليس هو الجمال الطبيعي نفسه ولكن معبرا عنه بوسائل تقنيه يستعملها الإنسان ؟

إن "العين" كما يقول "دافنشي": "تتلقي الجمال الفني بنفس اللذة التي تتلقي بها الجمال الطبيعي".

[حياتى من اجل ربى 22]

"تتلقي الجمال الفني بنفس اللذة التي تتلقي بها الجمال الطبيعي".

 

ميه ميه يا حبيبتى

دى فلسفه الجمال دى

ربنا يخليلنا دكتور حسين كده

جزاك الله خيرا بنوته نونو

ربنا يكرمك ويكتب لك الخير

ويييسر لك ويرزقك من حيث لاتحتسبى

ويحقق لك كل ما تتمنى

احترامى وتقديرى لك