اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
نودي

صحفى بـ"الشروق الجزائرية" لـ"اليوم السابع":

Recommended Posts

فى عام 2006 جاء محمد علاّل الشاب الجزائرى إلى مصر لتحضير دراسات عليا فى الإعلام، فعمل صحفيًا فى العديد من الصحف المصرية، كما عمل مراسلاً لبعض الصحف الجزائرية مثل النهار الجزائرى، ووقت الجزائر، والجديد الجزائرية، ثم الشروق الجزائرية.

يحكى محمد أنه منذ ذلك العام الذى أتى فيه إلى مصر وهو لا يرى فارقاً بين عيشته وسط أهله، وعيشته وسط المصريين وهو ما أزعجه بشدة فور وقوع الأحداث الأخيرة.

اليوم السابع التقاه فكان هذا الحوار:

 

أين شاهدت المباراة وأنت فى القاهرة؟

شاهدت المباراة فى نقابة الصحفيين مع زملائى المصريين، وكنت أنا الجزائرى الوحيد فى القاعة، وقام الجميع بتهنئتى بعد المباراة بفوز الجزائر، على الرغم من حزنهم على خسارة مصر، ولم تتولد مشاعر الحقد أو الكره ضدى، بل بالعكس عندما سجلت الجزائر الهدف لم أتفاعل، ولم أصفق، وهنا طلب منى زملائى أن أعبر عن فرحتى بكل عفوية، وأنا فخور بموقفهم.

 

أما ما حدث من تعصب جنونى للكرة فسببه غلاء المعيشة، والبطالة، والكبت السياسى، كل هذا وغيره جعل الجزائريين يعشقون كرة القدم بجنون، وبشكل لا إرادى، فالتأهل للمونديال كان حلما انتظرته الجماهير الجزائرية لأكثر من 23 سنة، ومن الطبيعى أن يخرج فى حالة فرحة هستيرية، فالحلم منتظر منذ 23 سنة والظروف الحياتية صعبة للغاية.

 

كما أن الجماهير الجزائرية تتصف بالحماسة والتهور والعنف فى التشجيع على خلاف باقى المشجعين، لعدم وجود متنفس آخر لتفريغ كل تلك الشحنات العاطفية، إلا فى من خلال التشجيع الهستيرى.

 

بمَ تفسر اللافتات التى حملتها جماهير الجزائر فى السودان وعليها كلمة "مصرائيل" التى تصف مصر بإسرائيل؟

ما حدث يرجع لأسباب تاريخية بين الطرفين، سببها توقيع الرئيس المصرى أنور السادات على اتفاقية السلام، والتى كانت تقابل بالرفض من الجانب الجزائرى، فالشعب الجزائرى ثورى بطبعه، وحارب لأكثر من قرن من أجل الاستقلال، ولهذا اعتبر البعض منهم أن المصريين شعب معاد للعرب بل اعتبروهم "إسرائيليين" وأطلقوا عليهم "مصرائيل"، والحقيقة برأيى هى أن الإعلام المصرى ساهم فى ذلك، فنحن فى الجزائر نرى المصريين من خلال السينما المصرية التى شوهت صورة المصريين من خلال سيناريوهات كوميدية فى الأساس عملت على نقل صورة المصرى دائما على أنه الجبان، والطماع، والخائن لزوجته، أما المجتمع فهو طبقى، الغنى فيه يأخذ حق الفقير، ولكننى عندما عشت فى مصر لم أجد ما كنت أشاهده سينمائياً، لذا أعتب على الجهاز الإعلامى الذى لم ينجح فى نقل صورة حقيقية للمصريين ومصر.

 

ولكن الحكومة الجزائرية نقلت المشجعين فى طائرات عسكرية بلا مقاعد وكأنها حرب مدبرة؟

 

استعانة الحكومة الجزائرية بالطائرات الحربية، حدث بسبب أن شركة الخطوط الجوية الجزائرية لم يتوفر لديها العدد الكافى من الطائرات المدنية لنقل أكثر من 15 ألف مناصر إلى السودان خلال ثلاثة أيام، لأن الشركة تبرمج جميع رحلاتها لمدة 6 أشهر مسبقا، وبالتالى فجميع الطائرات المدنية يتم تحديد وجهتها مسبقاً ولا يمكن الإخلال بموعد أى رحلة مهما كان السبب، إضافة إلى أن هناك العديد من الطائرات الاحتياطية التى سخرت من أجل نقل الحجاج، كما أنه ليس للشركة خط جوى رئيسى دولى بين الجزائر والسودان، وما زاد الأمر تعقدا هو أن الفترة ضيقة والعدد المطلوب من الطائرات كبير حيث كان يلزم توفير ما لا يقل عن 100 طائرة لنقل المشجعين، وهذا أمر صعب و هو ما دفع الحكومة للاستعانة بالطائرات الحربية غير المزودة بالأسلحة والمخصصة لنقل الجنود وليست المقاتلة.

 

كما أن جميع الطائرات العسكرية الجزائرية التى كانت تقل المناصرين حطت على أرضية مطار القاهرة، وهى فى طريقها إلى الخرطوم وذلك للتزود بالوقود وهو ما أخفته وسائل الإعلام، رغم أنه لم يكن سرا و الحكومة المصرية تعلم ذلك لأنه أمر تقنى بحت وإجراء اعتيادى.

 

وبمَ تفسر صمت حكومة الجزائر حتى الآن؟

بصراحة نحن الجزائريين فى مصر تضررنا من اللامبالاة المطلقة التى أعلنتها الحكومة تجاه الأحداث، مما معناه أن الحكومة تود توجيه رسالة للجالية الجزائرية المقيمة فى مصر، فحواها "انتم ملكمش لازم عندى".

 

فهى لم تفكر ولو للحظة بنا، وإصرارها على الصمت بهذا الشكل يهدد سلامتنا، ويزيد من كراهية الشارع المصرى لنا، وهذا أمر غير مسئول، فلا يوجد تفسير يبرر موقف الحكومة الجزائرية والسفير الجزائرى تحديدا سوى أنهم أشخاص لا يتحلون بروح المسئولية ولديهم مصالح شخصية من وراء هذا الموضوع، وهو أمر غير جديد واعتدنا مشاهدته فى مثل هذه الظروف.

 

من جهة ثانية أعتقد أن سبب رفض الاعتذار أو التعليق على الأحداث بأى شكل من الأشكال، قد يكون سببه أن السلطات الجزائرية كانت تخشى من أن تستغل مصر ذلك، وتعيد الملف إلى الفيفا بنص الاعتذار، مما يؤدى إلى خسارة الجزائر للمباراة.

 

وكيف ترى الخسائر والمكاسب التى لحقت بالشعبين نتيجة لما حدث مؤخرا؟

الرابح الوحيد مما حدث هو الإعلام الرياضى ورجال السياسة سواء الجزائريين

أو المصريين، فجريدة الشروق الجزائرية أصبحت تفتخر برقم المليون ونصف المليون نسخة وهو رقم لم تصل إليه منذ تأسيسها، كما أن العديد من القنوات الفضائية الحديثة ذاع صيتها وحققت أرباح خيالية فى هذا الحدث، بالإضافة إلى رجال السياسة فقد استطاعوا استغلال الحدث لمصلحتهم من خلال التعتيم على هموم ومشاكل المجتمع الحقيقية، ففى الجزائر وقبل هذا الحدث كانت هناك متابعة للحركة الاحتجاجية التى هزت العاصمة عندما خرج شباب ديار الشمس غاضبون حول ملف السكن، أما فى مصر فهناك ملف الانتخابات الذى يعد بالنسبة للمصريين أهم بكثير من الحديث عن المباراة، من جهة ثانية فلا أعتقد أن لإسرائيل دورا، أو أنها ستنتهز الفرصة لأنها مقتنعة بأننا شعوب نحمل بذور فنائنا فى أحشائنا، ولا نخفيها فلا داعى لأن نعلق خيبتنا على شماعة إسرائيل.

 

وكيف ترى الحلول لحل الأزمة؟

حالة الاحتقان كبيرة جدا ولها أبعاد كثيرة، ولابد أن يفسح المجال للمجتمع المدنى فى البلدين، وأن يتحدوا من خلال العمل معا ضد تيار الفساد الذى أتى على هذه العلاقة، كما أن الإعلام لا بد أن يقوم بدوره المنوط به، وأن لا يستغل حماسة الشعوب فى تهييجهم فى الإثارة فالمجتمعات الفاشية يمكن التأثير عليها إعلامياً، ونحن للأسف أثبتنا أننا مجتمعات فاشية بالدرجة الأولى.

 

وأعتقد أن عقد الندوات المشتركة، والتبادل الثقافى والرياضى الشريف سيساهم فى حل الأزمة وبما أنه لا توجد لدى الجهات الرسمية أى نية لحل الأزمة، فعلى المثقفين أفرادا ومجموعات، العمل معا لحل هذا المعضلة، وفى هذا الصدد فأنا أعكف أنا و مجموعة من أصدقائى الصحفيين المصريين لعقد ملتقى إعلامى ثقافى فنى ضخم لإصلاح العلاقة بدعوة الأصوات العاقلة من المثقفين والأدباء والفنانين والصحفيين، والعائلات الجزائرية، والطلاب المقيمين فى مصر، وسنؤكد أن ما يربط الجزائريين والمصريين أكثر وأكبر مما يفرقهم.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر
معظم اراؤه لا تعجبني فهو يبرر باى وسيله مافعله الجزائريين في السودان ويحاول ان يخترع لهم الاعذار وهم لا يمتلكون اي عذروان شاء الله هناخذ حقنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر



×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..