اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
ali desoky

كش ملك...!!!

Recommended Posts

كش ملك...!!!

قصه قصيره

 

(عايزة ابقي حرة)

 

يبطئ من سرعة سيارته ويقف..

أخرج من بين جدرانها متنفسة الصعداء..

تتنفس رئتي الهواء الذي تعتاده وافتقدته منذ وقت غير قصير..

 

يبدأ جسدي في فقدان برودته المكتسبة من جهاز التكييف في السيارة.. تعلو اجسادنا رصيفا غير مزدحم.

لكنه ملئ بالضجيج..

 

يبدأ بالقاء أوامره المعتادة التي مللت سماعها.. أعرفها جيدا وبالترتيب:

 

- انظري حولك..

لا تقتربي من الناس..

المكان بعد خطوات..

 

تعليمات أخري اتمني لو انساها واكمل السير..

اتلمس دفء الناس وتتواصل قدمي مع الأرض في عناق مستمر.. ويمتد المشهد أمامي بلا نهاية..

تجذبني ذراعه ويعيد توجيه بوصلتي الي الداخل.

 

 

 

1

نجلس علي نفس المنضدة في مقهي لاولاد الذوات يطلق عليه "كافيه" وسط البلد تنجس أجزاء جسدي داخل نفس الكرسي..

 

يظل المكان بكامل هيئته وشكله كئيبا ومتحفظا وصامتا حتي رواده الجالسن يحملقون بشدة نحو رقعات صغيرة ومحدودة من الشطرنج.. لماذا أشعر انهم ابدا لا يغادرون؟

 

 

بدون طلب أو سؤال يضع الجرسون رقعة الشطرنج مرصوصا عليها القطع بعناية بعد ثواني -

وكالعادة كانت كل أشيائه امامه..

سلسلة مفاتيحه.

علبه سجائره.

ولا عته.

وقعة الشطرنج.

وأنا!!

 

انسحب نظري نحو قطعة الشطرنجية السوداء الثابتة في مكانها والمتحفزة بشدة للهجوم نحو قطعي البيضاء الشاخصة والصامتة وكأنها كلمات كثيرة نزعت عنها كل نقاطها.

 

 

 

2

بانحناءة محسوبة وضع الجرسون فنجانا مملوء بالشاي الذي اعشقه ومقدرش أشربه داخل فنجان.

 

اظل انتظر كوبا من الزجاج الشفاف المحتضن لشاي الساخن والمحمر بشدة والراسية في قعره آخر حبيبات السكر العنيدة جدا والرافضة للذوبان في سخونته.

 

 

أشار لي ببدء اللعب..

 

دفعت إحدي بيادقي الشطرنجية للامام ومازالت عيناي تتجول في الشارع من خلف اللوح الزجاجي أو جدار الرحمة الشفاف كما اسميه نقلت يده نقلة البداية وهمهم بكلماته الغاضبة:

 

- مفيش فايدة قاعدة هنا وعنيكي بره المكان.

 

- كام مرة قلتلك مبحبش المكان ده..

كل حاجة هنا بتخنقني..

الجدران الغامقة الاستقبال الجيد من غير كلمة اهلا

والشاي اللي في الفنجان واللعبة الي هزماني من قبل م العبها.

 

لأول مرة تفر كلماتي دون اذن مني وبكل حالتها. غاضبة ومجروحة لكن بهمس شديد انخفض كثيرا عن صوت احتكاك بيدقي بمربعه الجديد.

 

- لو عايزه تكسبي مش محتاجة تقولي كل الكلام ده..

هما بس تلت حاجات:

تسكتي خالص.

تفضلي جوه الرقعة تفكري وتتحركي بحساب

ومتعمليش زي التلميذ الخايب اللي بيتحجج....!!

 

لم يمكنه تركيزه الشديد وهو يحرك حصانه الاسود من تكملة المثل الشهير وان اكملته نظرة عينه بحرفية شديدة.

 

- ربما أكون التلميذ الخايب اللي نفسه في مسح السبورة اللي ما بتتمسحش ابدأ -

لا أعلم أن كان كلامي قد خرج من داخلي وسمعه أم ظل يتردد بداخلي..

اتجهت يدي وعيناي نحو قطعة أخري. وحركتها بثبات.. اخترق صفوفي محرراً أول بيادقي خارج رقعة الشطرنج وعيناه تومض بطلة نصر..

نظرت نحو بيدقي الملقي علي ظهره تخيلته يحاول النهوض..

اتجهت اصابعي نحوه وبلا تفكير أوقفته شامخا.. وجة نظره لي. ابتسمت ودفعت ببيدقي آخر صيد سهل

لم يتوان في اقتناصه وهو يعلق بتهكم:

 

- ودي بقي خطة جديدة للعب.. يا تري اسمها ايه؟!

 

- اسمها الخطة الجديدة للعب الحر.. هأ هأ هأ!!

 

خرجت كلماتي هادئة ولكنها مسموعة ومتهكمة بينما يدي تدفع آخر للامام.

بعد تبادل عدد من النقلات والصمت.

استطاع وزيره التهام طابيتي في سهولة..

ازاحتها يده بعنجهية خارج الرقعة واضعا وزيره في المربع الاسود متوعدا فيلي بالخروج أيضا.

 

أشعل سيجارته امتزج دخانها بآخر خيط مندفع من كوب الشاي الممتلئ تماما امامي..

أخرجت يدي إحدي الطابيتين من قاعدتها في خط عمودي بينما اتسعت عيناه بدهشة كبيرة وسيجارته تنثر رمادها فوق رقة الشطرنج وهو يشير نحو الفيل مانعا يدي من المرور:

 

- من كام نقلة وأنا شايف السبورة هتتمسح. بس مش مصدق انك حتمسحيها بهدومك..

رجعي الطابية وحركي الفيل.. فيلك في خطر.

 

رمي بتحذيره في وجهي ممزوجا بخلطة بارعة من الرثاء والتشفي..

لم استطع منع قهقهتي وأنا اتخيل فيلي الأبيض يغمز لي ويهز رأسة بقوله:

- فاهمك.

 

ارتسمت الحيرة في عينيه تبعتها نظرة نارية مغلفة بتحذير من الضحك بصوت عال في مكان عام متمتعا بمثل جدتي:

 

"الضحك من غير سبب...!!

 

- الخصم لا ينصح خصمه حتي لو مسح السبورة بجلده.

قلت له ويدي تدشن طابيتي في مكانها الجديد.

 

دفع فيلي بغل نحو باقي قطعي المنتظرة خارج الرقعة مصرا علي تسميعي صوت ارتطامه بالمائدة وتنصيب وزيره في نفس المربع قائلا بغضب مكتوم:

 

- ده لما يكون خصمي زيي مش حتة تلميذ بليد.

 

- فعلا أنا مش ذلك خالص.

 

قلت مؤكدة كلامه بفخر داخلي وأنا احرك حصاني.

 

 

 

3

بنفس الانحناءة لكن بخطوات سريعة حمل الجرسون الفنجانين الفارغ والممتلئ بشاي البارد.

بينما وزيره يندفع نحو مليكي ويقف في مواجهته تماما في المربع الملاصق والمؤمن من الفيل الاسود الواقف بعيدا ولكنه متيقظ ومنضبط علي نفس الخط المائل والموحد اللون قائلا:

 

- كش ملك!

 

ازاحت يدي عن وجهي آخر سحابة دخان خارجة من فمه متسائلة:

- يعني ايه؟

 

باستغراب يرد:

- يعني لازم تحركيه.

 

- ويحصل ايه لو م حركتهوش.

 

- ح اخرجه ذي الباقيين.

 

- والقطع الباقية.

 

- تخرج معاه.

 

- بس خلاص.. أنا مش هكش.

 

- انتي كده بتخرجي عن قانون اللعبة.

 

- أنا جاوبت والدور عليك في اللعب.

 

 

في تلذذ وأضح يخرج باقي قطعي البيضاء خارج الرقعة تاركا كل قطعة السوداء (حبيسة) مربعات متبادلة من الأبيض والاسود.

 

سألني ويد تلتقط ولاعته لاشعال سيجارة أخري:

- تلعبي دور تاني؟

 

- لا.. ده آخر دور.

 

- ده يأس ولا مرارة ولا الهزيمة.

 

- هي فين الهزيمة!!

 

أغلق ولاعته قبل اشعال السيجارة.

وارتفع صوته مخرجا المكان من صمته:

- كش يعني مات. انتي لسه مش فاهمة

 

- يموت ازاي والحواجز بتتكسر حواليه.

ويخرج من المحدود الي الانهائي.

 

 

بثبات لملمت قطعي البيضاء وخرجت وتركته وحيدا داخل كرسيه ينظر بدهشة الي قطعه السوداء (الحبيسة) مربعات متبادلة اللون داخل الرقعة الخشبية الصغيرة..

وابدأ المشي مانحة رئتي هوائها الطبيعي بعيدا عن الجدران..

مستمتعة بمشهدي الممتد.

 

 

 

منقول

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر
القصه جميله اوى

 

مرورك هو الاجمل اخي العزيز

بارك الله فيك

وجزاك كل خير

ان شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..