اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
حماد الرمحي

حوار اللواء فؤاد نصار رئيس المخابرات المصرية

Recommended Posts

أحد أبرز صناع النصر في حرب 73

اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات العامة والمخابرات الحربية الأسبق :

 

قطعنا الزراع الطويل لإسرائيل واخترقنا الرادارات والأقمار الصناعية الأمريكية

 

 

دمرنا جميع القواعد العسكرية الصهيونية في عشر دقائق ونجحنا في عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف

 

 

*** حوار : حماد الرمحي ***

من عجائب التاريخ في مصر المحروسة أنك تجد العظماء والأبطال الحقيقيين الذين طهروا مصر من ذل الاستعباد وبراثن الاحتلال قد صاروا في طي النسيان وأن المرتزقة من أنصاف الرجال والمتسلقين على أكتاف رجال و أبطال الثورة الحقيقيين الذين نسبوا إلى أنفسهم بطولات زائفة وأوهموا حاشيتهم من المرتزقة أنهم صناع النصر

 

إلا أن أبطال وعظماء ثورة يوليو المجيدة وصناع ملحمة النصر فى أكتوبر 73 لم يعبئوا بهذا لعبث رغم تجاهل وسائل الإعلام لهم متأكدين أن التاريخ لن يغفل دورهم وأن أعمالهم هي الخالدة

 

اليوم ونحن في الذكرى الـ 35 لحرب أكتوبر المجيدة نلتقي بأبرز صناع ملحمة النصر في السادس من أكتوبر 1973 انه اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية أثناء حرب 73 ومدير المخابرات العامة وكان شاهد عيان على أحداث ثورة يوليو ونكسة 67 وحرب 73

 

تخرج اللواء فؤاد نصار من الكلية الحربية عام 1944 م. وفى طابور التخرج رفض تقبيل يد جلالة الملك فاروق مما تسبب له في أزمة كادت تعصف بمستقبله قبل أن يبدأ .

 

اشترك مع رجال وقادة ثورة يوليو 1952 م. واثبت نجاحه بجدارة في جميع المهام المسندة إليه حتى اختير للسفر في بعثة تدريبية للإتحاد السوفيتي وعاد بعدها ليعين مدرسا بالكلية الحربية ثم رئيس إشارة الفرقة الرابعة المدرعة ثم رئيس إشارة القيادة الشرقية ثم عين مديرا لإدارة أمن السيطرة وما زال يتدرج في المناصب والمواقع العسكرية حتى عين مديرا للمخابرات الحربية أثناء الإعداد لحرب أكتوبر ثم مديرا للمخابرات العامة

 

حصل على نوط الجدارة الذهبي ووسام الجمهورية عام 1958 ووسام نجمة الشرف العسكرية عام 1974 كما حصل على نوط الجمهورية العسكرية من الدرجة الأولى 1976 ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983.

 

ورغم كل هذه المناصب والأوسمة إلا أنه مازال يعيش في الشقة التي تزوج فيها بالعجوزة حتى الآن .. ورفض قصرا منحه له السادات، وعندما كان محافظًا لمطروح رفض مجرد تخصيص أو شراء شقه لنفسه حتى لا يتهمه الحاقدون باستغلال منصبه .

 

التقينا به وسألناه عن كيفية الاستعداد لحرب 73 بعد نكسة 67 التي خرج فيها الجيش المصري منكسرا فقال :.

 

 

- بعد هزيمة 5 يونيه 67 التي لم تحارب فيها مصر لأنها كانت حرب من طرف واحد عاد الجيش المصري فاقداً كل شيء .. طيرانه وسلاحه وآلاف الأسري والقتلى و الشهداء وبدأت إسرائيل تروج الأفكار الهدامة التي من شأنها قتل الروح المعنوية لدى الجنود المصريين ولكن الجيش المصري ظل محتفظاً بكرامته وإيمانه بالله انه سينتصر رغم النقص الشديد في احتياجات الجيش من سلاح وعتاد وتدريب ورغم تفوق إسرائيل علينا وقتها في كل شيء ورغم تأكيدات جميع الأكاديميات العسكرية في العالم أنه لا يمكن إعادة بناء الجيش المصري وتجهيزه قبل 10 سنوات.. إلا أن القوات المسلحة المصرية نجحت في تكوين جيش قوى قوامه مليون مقاتل وتم تدريبه وتسليحه في أقل من 6 سنوات فقط وحققت به الانتصار العظيم

 

** ........................................................................... ؟

 

كانت إسرائيل تتفوق علينا في كل شيء وكان الشيء الوحيد الذي نتميز به عن إسرائيل وبشكل قوي هو العنصر البشري.. بينما كانت إسرائيل تملك أحدث الأسلحة التكنولوجية المتطورة كما تفوقت علينا في الحصول علي المعلومات من خلال الإمداد الأمريكي المستمر عن طريق الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع بعيدة المدى. ولم يكن أمامنا إلا استخدام العنصر البشرى وهو السلاح الذي لا تملكه إسرائيل لذلك نجحنا في تدريب الأفراد علي التغلب علي هذه الآلة الإلكترونية وقمنا بملء سيناء بالرادارات البشرية التي ترصد لنا كل شيء . وخاصة من رجال البدو في سيناء الذين قاموا بتجنيد عدد كبير من أبناء القبائل المختلفة وفي جميع أنحاء سيناء ،واستطعنا تكوين منظمة وطنية أطلقنا عليها اسم «منظمة سيناء» و كانوا يقومون بمتابعة وتوجيه رجال الاستطلاع و كانوا يقومون بمقابلة الضباط والمجندين الفدائيين عند القناة، وتوصيلهم إلي المناطق المطلوبة وإعاشتهم إعاشة كاملة وحمايتهم حتى أداء مهمتهم الفدائية وعودتهم إلينا مرة ثانية .

 

........................................................................... ؟

 

أبناء سيناء كانوا مخلصين ولم يكونوا خونه في يوم من الأيام وكانوا الورقة الرابحة في حرب أكتوبر وكل اتهاماتهم بالخيانة مجرد إشاعات إسرائيلية مكشوفة للوقيعة بينهم وبين الحكومة المصرية لأنهم قدموا أرواحهم وأبناءهم فداءً للوطن. بل كانوا يسارعون في التطوع لتقديم معلومات عن العدو .

 

........................................................................... ؟

 

- تفوق هؤلاء البدو الذين شكلوا«منظمة سيناء» بالتعاون مع المخابرات المصرية على المخابرات الإسرائيلية التي كانت تحتل المرتبة الرابعة علي العالم بعد المخابرات الأمريكية والروسية والبريطانية. من خلال خطة الخداع الاستراتيجي التي حطمت أسطورة أكبر جهازي مخابرات في العالم من خلال خطة الاستعدادات وموعد الحرب والإجراءات الوهمية التي أوهمت إسرائيل والعالم أن الجيش المصري لن يحارب في مثل هذة الظروف وكان أبرز هذه الإجراءات الخداعية صدور تعليمات للضباط الصغار بالكليات العسكرية بمواصلة الدراسة يوم 9 أكتوبر والسماح للضباط بالحج ، ويوم 4 أكتوبر أعلنت وسائل الإعلام المصرية عن تسريح 20000 جندي احتياط وصباح يوم 6 أكتوبر نشر الجيش فرقا خاصة على طول القناة وكانت مهمتهم أن يتحركوا بدون خوذ أو أسلحة أو ملابس وأن يستحموا ويصطادوا السمك ويلعبوا ويلهوا ويلقون أسلحتهم لتضليل إسرائيل .

 

........................................................................... ؟

 

- نعم كانت إسرائيل تملك مخازن أسلحة في سيناء اسمها مخازن الطوارئ وكان في كل واحد دبابة جاهزة ببنزينها وذخيرتها ولكن دون أن تحصل عملية تعبئة ليكون كل جندي علي علم بالدبابة التي سيركبها أو المدفع الذي سيقاتل به. وكان الحل الوحيد هو حراسة هذه المخازن بصورة دائمة وليس اقتحامها لأنه لو تم فتحها وخرجت الدبابات و المدافع لعرفت إسرائيل بأننا نستعد للحرب ولذلك كان ضروريا أن نحافظ علي سرية قرار الحرب ولابد وأن نستعد وفى نفس لوقت نوهم إسرائيل بأننا لن نحارب

 

ولذلك لم يتم فتح هذه المخازن إلا صباح يوم ٦ أكتوبر1973 م. وقبل أن يقوموا بالتعبئة كانت القوات المصرية قد عبرت القناة لأن التعبئة الإسرائيلية تزيد مدتها عن ٤٨ ساعة.

 

........................................................................... ؟

 

- نعم إسرائيل كانت على علم بموعد الحرب بدليل أنهم قاموا بالتعبئة الجزئية و فتحوا المخازن صباح يوم السادس من أكتوبر

 

........................................................................... ؟

 

بدأت خطة الاستعداد لحرب أكتوبر عقب نكسة 67 م. بعد قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بإعادة بناء القوات المسلحة وكان الهدف الأساسي في خطة استعادة الكرامة هو إعادة الروح المعنوية لدي القوات المسلحة المصرية والتغلب علي أجهزة الرادار و التصنت الإسرائيلية فعندما كنت مديرا لإدارة أمن السيطرة اكتشفت أن جميع المواقع والإشارات والاتصالات حتى تليفون المشير نفسه مخترقه من قبل إسرائيل ونجحت والحمد لله في تأمين جميع المكالمات والإشارات وذات يوم اتصل بي المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية عام 1972 وقال: الرئيس السادات يطلب منك رئاسة المخابرات الحربية. فطلبت مهلة 3 أشهر مهله للاستعداد لأنها مسئولية قومية جسيمة وبعدها كلفني السادات رسميا برئاسة المخابرات الحربية في إطار خطته للاستعداد للحرب

 

** .................................................. ؟

 

كان من أصعب المواقف والقرارات التي كانت تواجهني هو كيفية عبور قناة السويس فهو من أصعب العمليات العسكرية وأكثرها خسائر حيث أن قناة السويس لها مواصفات خاصة. فعرضها 200م وشواطئها عمودية مما يجعل من الصعب استخدام المعدات البرمائية بالإضافة إلى وجود مانع ترابي يصل ارتفاعه إلي 25 متراً عمودياً علي الشاطئ الغربي من القناة . وفوقها تحصينات خط بارليف ودشم قوية محصنة ومجهزة بالنابالم علي سطح القناة بدرجة حرارة 700 درجة .

 

ولكن جنودنا البواسل تغلبوا على كل شيء وتحدوا كل الصعاب وبالنسبة لمشكلة أنابيب النابالم تمكن أحد الضباط المصريين من إغلاق فتحات أنابيب النابالم يوم 5 أكتوبر من خلال نوع من الخشب يتشرب الماء وينتفش ويسد هذه الفتحات. رغم أن إسرائيل كانت تقوم بتجربة يومية كل صباح لاختبار أجهزتها ولكنهم في يوم العبور تأخروا في التجربة حتى قامت الحرب ونجحنا في أسر الضابط المسؤل عن تشغيل أنابيب النابالم وتعرفنا منه علي كل أسرار هذه الأنابيب .

 

................................................................................

......؟

 

كانت خطة الحرب أن الطيران المصري هو الذي سوف يفتح لنا باب العبور في تمام الساعة الثانية من بعد ظهر يوم 6 أكتوبر ونجحت القوات الجوية في تدمير مراكز القيادة والمطارات وأجهزة الشوشرة في أول ضربة خلال عشر دقائق فقط مما ساعد القوات المسلحة المصرية على عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف وهو ما جعل القيادة العامة للقوات المسلحة تغى الطلعة الجوية الثانية التي كان مقررا القيام بها قبل الغروب بعد أن نجحت الطلعة الجوية الأولى في تدمير قوات العدو . وكانت مهاجمة جميع الأهداف المعادية فى سيناء تتم فى وقت واحد ، حيث كانت الطائرات تقلع من المطارات والقواعد الجوية المختلفة وتطير على ارتفاعات منخفضة جدا فى خطوط طيران مختلفة لتصل كلها إلى أهدافها فى الوقت المحدد لها تماما.

 

........................................................................... ؟

 

- بعد انتهاء الحرب بالنصر والحمد لله طلبت من السادات أن أخرج على المعاش فرفض وعينني محافظا للبحر الأحمر لمدة 4 شهور حتى انتهاء فض الاشتباك تماماً ثم عينني محافظا لسيناء لمدة عامين

 

و في يوم اتصل بي نائب رئيس الجمهورية حسني مبارك وقال لي: الرئيس عينك محافظاً لمطروح وأنت مسئول عن بوابة مصر الغربية، حيث كنت وقتها ضمن جهاز مسئول عن أمن مصر من الجهة الشرقية وقال لي النائب مبارك .. سوف تتسلم مهام منصبك غدا لأن القذافي صعد الأمور ضد مصر عسكرياً، وتمكن من السيطرةً بشكل تام علي محافظة مطروح .

 

................................................................................

........ ؟

 

تمكنت من استعادة مطروح بكامل ولائها لمصر بنفس السلاح الذي استخدمه القذافي و خدمني في ذلك تعاملي مع بدو سيناء ومن قبلها البحر الأحمر وأعطتني خبرة جيدة للتعامل مع البدو من خلال احترام عادات وتقاليد البدو وعدم اختراق خصوصياتهم وكنت أزور البدو في أماكنهم، وأحفر لهم آبارًا للزراعة فاستطعت كسب ولائهم تماما وتوصلت بشكل جيد مع الأعراف على اتفاق أقررنا فيه بأننا مصريون وعائلة واحدة واتفقنا علي العمليات الأساسية في المحافظة سواء الترشيحات وعضوية مجلس الشعب وكذلك القرارات التنفيذية.. ومن يخالف الإجماع يعاقب في محكمة عرفية

 

................................................................................

.......... ؟

 

في أغسطس ١٩٨١ وأثناء الاحتفال بالعيد القومي لمحافظة مطروح جاء لي مدير مكتبي وقال: النائب حسني مبارك يريدك علي التليفون، فقلت له أن يبلغه أني في الاستعراض وسوف أعاود الاتصال به بعد الانتهاء منه، وعندما اتصلت به بعد الاستعراض أبلغني أن طائرة غادرت القاهرة متجهة إلي مطروح،وطلب منى الحضور إلى القاهرة لأمر هام فقلت له: لماذا؟، قال: عندما تأتي ستعرف .

 

وبعد قليل اتصل بي مرة أخري قائلاً: إن الطائرة في المطار منذ نصف ساعة، لماذا لم تأت؟، فقلت له: إنه العيد القومي للمحافظة فإذا غادرت الآن، ما الذي ستقوله الناس.. قال لي: يكمل مدير الأمن مراسم الحفل ، وتعال إلي القاهرة فاتصلت بزوجتي في المنزل كي ترسل لي الحقيبة علي المطار، فوصلت وقابلت النائب حسني، فوراً،و لم أقابل السادات. وقال لي مبارك: اللواء سعيد الماحي مدير المخابرات العامة موجود الآن في مكتبه، اذهب الآن وتسلم منه منصبك الجديد مديرا للمخابرات العامة.

 

ولما سألته عن السبب حكي لي عن مؤامرات واغتيالات وتقارير النبوي إسماعيل وزير الداخلية. ذهبت ووجدت الماحي فى مكتبه وكان السادات قد عينه محافظاً للإسكندرية ومسكت المخابرات العامة دون مقابلة الرئيس السادات الذي لم التقي به إلا بعد ٣ أيام وبعدها كلمني حسني مبارك وقال لي نحن ذاهبون لمقابلة الرئيس في المعمورة وطلب منى الحضور معه أنا والنبوي إسماعيل وآمال عثمان وآخرين

 

وعندما دخلنا وجدنا مائدة طويلة وعليها أوراق والرئيس يجلس، فجلسنا، وبدأ الحديث عن الاعتقالات الواسعة التي قرر السادات القيام بها بناء على تقارير أمنيه فقلت للسادات: تسمح سيادتك برأي المخابرات العامة. فقال لي: ما هو رأي المخابرات العامة. فقلت: أنا أري أن الاعتقالات بهذا الحجم ستكون خاطئة، وإذا كان هناك أناس يتآمرون ولدينا تسجيلات لهم وهي موجودة في المخابرات نمسكهم بالفعل أما الباقون فنراقبهم.

 

فرد على السادات قائلا : "علي ما يبدو أن المخابرات ليست في الصورة. يا نبوي: خذه وتنزل من عندي الآن وكل الذي قلته لي، قله مجدداً له "

 

ذهبت مع النبوي إسماعيل إلي مكتبه في القاهرة حيث أطلعني علي شرائط التسجيل ونية بعض الإسلاميين لاغتيال السادات فقلت له: لا يوجد شيء جديد. كل ما قلته موجود في المخابرات العامة ورأيته، وأنا أري أنه لا توجد فائدة. طلبت الرئيس السادات ثاني يوم وقلت له علي لقاء النبوي. رد علي رداً لم أكن أتصوره حيث قال لي أنا لم آت بك كي آخذ رأيك، أنا أتيت بك عشان تنفذ فقط و قرار الاعتقالات سوف يوقع غداً.وبالفعل وقّع السادات قرار الاعتقالات المشهورة . ولم تمر أيام حتى تم اغتيال السادات في احتفالات أكتوبر 1981 م .

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥



×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..