اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
ali desoky

والله يرزق من يشاء...

Recommended Posts

والله يرزق من يشاء...

 

 

يقول الله تعالي في محكم تنزيله:

 

﴿ "وما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين" ﴾

"هود: 6".

 

 

أي: ما من شئ يدب علي وجه الأرض من إنسان أو حيون إلا تكفل الله تعالي برزقه تفضلاً وكرماً منه سبحانه.

 

وقال صاحب المعجم: دب: دباً. ودبيباً: مشي مشياً رويداً.

 

والدابة: كل ما يدب علي الأرض.

وقد غلب علي ما يركب من الحيوان

 

ويقول جل شأنه:

﴿ "... والله يرزق من يشاء بغير حساب" ﴾

"النور: من الآية 38".

 

 

يقول المفسرون:

يرزق الله تعالي في الدنيا من شاء من خلقه.

ويوسع عي من شاء مؤمناً كان أو كافراً.

براً أو فاجراً علي حسب الحكمة والمشيئة دون أن يكون له محاسب سبحانه وتعالي.

 

 

ويقول مقسم الأرزاق جلت حكمته

﴿ "إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيراً بصيراً" ﴾

"الإسراء: 30".

 

 

أي: يوسع الرزق علي من يشاء. ويضيق علي من يشاء. وهو القابض الباسط المتصرف في خلقه.

 

ورزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً:

أكبر دليل علي أن العمل لا ينافي التوكل علي الله. إذ إن الطير متوكله علي ربها حق التوكل.

إلا أنها خرجت من وكرها وسعت في طلب رزقها.

 

ومما ورد في صدق من توكل علي الله. وأيقن أن الله رازقه. وسعي ما يمكنه في طلب ذلك.

 

ما رواه الحكيم الترمذي.

 

عن أبي موسي الأشعري رضي الله عنه أنه أصابه وجماعة الأشعريين مجاعة حين هاجروا إلي المدينة المنورة. فأرسلوا إلي النبي صلي الله عليه وسلم من يستطعمه - أي: يأتيهم بطعام - فجاء الرجل وهم بالدخول علي رسول الله صلي الله عليه وسلم فسمعه يقرأ:

﴿ "وما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين" ﴾

"هود: 6".

 

فقال الرجل: وما الأشعريون بأهون الدواب علي الله تعالي.

إذ كيف تكفل بالرزق لكل من يدب علي وجه الأرض.

فليس الأشعريون بأهون الدواب علي الله حتي ينساهم.

 

فرجع الرجل ولم يدخل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ودخل علي الأشعريين

وقال: أبشروا أتاكم الغوث.

ولا يظنون إلا أنه أتي رسول الله صلي الله عليه وسلم فوعده.

فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجلان يحملان قصعة بينهما مملوءة خبزاً ولحماً فأكلوا منها ما شاءوا.

ثم إنهم أتوا النبي صلي الله عليه وسلم فقالوا:

يا رسول الله ما رأينا طعاماً أكثر ولا أطيب من الطعام الذي أرسلته إلينا.

فقال صلي الله عليه وسلم: ما أرسلت إليكم طعاماً!

فجئ بالرجل.

وقالوا له: ما الخبر؟

قال: أتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم فسمعته يقراً:

﴿ "وما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها...".

 

فقلت: الأشعريون ليسوا بأهون الدواب علي الله تعالي. فرجعت وكان الأمر ما كان.

 

فقال صلي الله عليه وسلم:

ذلك شئ رزقكموه الله.

 

ومما هذا إلا ببركة رسول الله صلي الله عليه وسلم لأنهم ما نالوا ذلك إلا بعد سعيهم إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم.

 

 

قوله تعالي:

﴿ "وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام" ﴾

"فصلت: من الآية 10"

 

 

أي: مساوياً لحاجة المحتاجين علي ظهرها.

لقد قدر الله تعالي الأقوات التي فيها الحاجة والكفاية والغاية. لكل من علي ظهر الأرض في قوته ووقايته وحفظه من طعام وشراب ودفء وغير ذلك.

 

"سواءً للسائلين"

أي: للسائلين بحالهم وذواتهم وحقائقهم. وهذا هو سؤال الحال والحاجة والفقر الذاتي في كل مخلوق خلقه الله تعالي.

إذ إنه يسأل ربه دوماً أن يمده بالغذاء والهواء. وكل ما فيه حياته ووجوده.

والكافر إن لم يسأل ربه بلسانه اختياراً فإن حاله وحقيقته تسأل الله أن يمدها.

وإذا أنكر الجاحد سؤال حقيقته لربه

وقال: أنا لا أسأل الله بلساني. وليست ذاتي مفتقرة إلي الله. ولست محتاجاً إليه

فيقال له: إن سؤال الحقيقة والحال أصدق من سؤال المقال. ومثالك كالجائع العطشان.

الذي يقول بلسانه: لست جائعاً ولا عطشاناً. فإن ذاته وحقيقته تكذب مقاله. لأن آثار الجوع والعطش ظاهرة عليه.

 

 

وقوله تعالي:

﴿ "سواءً للسائلين" ﴾

أي: كفاية مساوية لحاجة المحتاجين حسب ما تتطلبه حياتهم ووجودهم.

 

إن ذاتك وحقيقتك ومعدتك وذراتك تطلب الطعام والشراب سواء اعترفت بلسانك أو جحدت.

 

 

يقول الشيخ الإمام عبدالله سراج الدين:

... وهكذا شأن كل مخلوق. فهو محتاج ومفتقر إلي ربه. وإن ذاته وحقيقته وحاله تسأل ربها أن يمدها ويرزقها. ويسهل عليها أسباب البقاء والحياة. سواء اعترف ذلك المخلوق بلسانه أم لم يعترف.

 

 

 

وقوله تعالي:

﴿ "ثم استوي إلي السماء وهي دخان..." ﴾

"فصلت: 11"

 

أي: علا وتوجه بقدرته "إلي السماء" أي إلي العلو "وهي دخان" أي: والحال أن السماء كانت دخاناً. وهو بخار الماء الذي تبخر من الماء الذي خلق الله تعالي منه سائر الأشياء.

فمن زبد الأرض خلق الأرض. ومن بخاره خلق السماء. وقد سمي هذا البخار بالدخان. لأنه للجفاف أقرب منه للرطوبة.

وإن الماء الذي خلق الله تعالي منه الأشياء إنما هو ماء الحياة الذي حوي العناصر التكوينية كلها.

وهو المراد بقوله تعالي:

﴿ "... وكان عرشه علي الماء..." ﴾

"هود: 7".

 

 

وقوله تعالي:

﴿ "... وجعلنا من الماء كل شئي حي أفلا يؤمنون" ﴾

"الأنبياء: 30".

 

وقوله صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده:

كل شئ خلق من الماء.

 

 

قوله تعالي:

﴿ "... فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين" ﴾

"فصلت: 11".

 

أي: ائتيا طوعاً أو كرهاً بما أودعت فيكما من خصائص ومنافع وأسرار.

أي: أن تطيع كل منهما أمر الله. وتقدم ما أودع الله فيها.

 

وقوله تعالي:

﴿ "فقضاهن سبع سماواتي في يومين وأوحي في كل سماءي أمرها..." ﴾

"فصلت: 12"

 

 

أي خلقهن سبع سموات أي: سبع عوالم. وليس جنس السموات من جنس الأرض. إنما هي عالم آخر.

 

لقد قدر الله تعالي في الأرض أقواتها.

أما في السموات فقال:

"وأوحي في كل سماءي أمرها"

ففي السماء أوامر. وفي الأرض كائنات. وجودية. وإن لكل سماء سكان من الملائكة. فقد جعل سبحانه لكل سماء خزنة وأبواباً.

ولكل سماء أمور وخصائص تفردت بها دون غيرها يظهر أثرها في عالم الأرض. وكل شئ يقع في الأرض إنما له أمر في عالم السموات. وذلك لشدة الارتباط بين عالم السموات وعالم الأرض.

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥



×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..