وفاة شيخ الزهر الشريف .. والصراع يحتدم بين جمعة والطيب وهاشم لخلافته

[حماد الرمحي 0]

 

وفاة شيخ الزهر الشريف .. والصراع يحتدم بين جمعة والطيب وهاشم لخلافته وإجماع امريكي علي مفتي الجمهورية وإيران تصفه بموحد الأمة وخليفة الشيخ شلتوت

 

 

كتب : حماد الرمحي

 

 

بعد عمر يناهز الثمانين انتقل إلي رحمة الله فضيلة الشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية إثر أزمة قلبية مفاجئة وسوف يدفن شيخ الأزهر الشريف بمدافن البقيع بالمدينة المنورة بجوار صحابة الرسول الكريم

 

 

و عقب وفاة الدكتور محمد سيد طنطاوي بدأت التكهنات والترشيحات لخلافة شيخ الأزهر الشريف

 

 

أما عن أبرز المرشحين لخلافة الشيخ طنطاوي فيأتي الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية علي رأس القائمة حيث يلقي دعما وتأييدا لوجستيا من السفارة الأمريكية بالقاهرة ويصفونه بالشيخ المجدد والمعتدل أما القائم بأعمال السفير الإيراني بالقاهرة فقد رحب بترشيح الدكتور علي جمعة لمشيحة الأزهر الشريف وصفه بأنه الشيخ الذي سيوحد قطبي الأمة السني والشيعي وأنه سيكون خليفة الشيخ محمود شلتوت شيح الأزهر الشريف الأسبق

 

 

يليه الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر الشريف الذي يأتي في المرتبة الثانية من ترشيحات الإدارة الأمريكية بعد الدكتور علي جمعة

 

أما الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق ورئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب فيأتي في المرتبة الثالثة حيث يلقي دعما وتأييدا من الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب وجميع أعضاء البرلمان التي تؤيد ترشيح هاشم لمشيحة الأزهر الشريف

 

 

ومن واقع الترشيحات نجد أن خلافة الدكتور محمد سيد طنطاوي لن تخرج عن عباءة المجلس الأعلى للطرق الصوفية بل إن شيخ الزهر الشريف قد يكون شيخ طريق فالدكتور علي جمعة رجل صوفي ينتمي الي الطريقة الجعفرية وهي أبرز الطرق الصوفية في مصر المتهمة بحمل لواء التشيع في مصر نظرا لطبيعة مؤسسها الشيخ صالح الجعفري حفيد الإمام جعفر الصادق أحد الأئمة الإثني عشر لدي الشيعة الأمامية الإثني عشرية وهو صاحب المذهب الشيعي الوحيد الذي إعتمد في مصر كمذهب شيعي يدرس في جامعة الأزهر الشريف بدعم من الشيخ محمود شلتوت شيخ الزهر الشريف الأسبق

 

أما الدكتور احمد الطيب فهو عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية بالتعيين و شيخ الطريقة الأحمدية الخلوتية خلفا لوالده مؤسس الطريقة الخلوتية بأسوان

 

أما الدكتور أحمد عمر هاشم فهو عضو المجلس الأعلي للطرق الصوفية ونائب رئيس الطريقة الرفاعية وابن شقيقه الدكتور محمد هاشم عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف بطنطا هو رئيس الطريق الرفاعية بطنطا

 

ويلاحظ المتابع للحركة الصوفية الدعم الغربي المثير والملفت للانتباه للحركات والطرق الصوفية في مصر تحديدا والشرق الأوسط خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي بدأت ولأول مرة في التاريخ الحديث بفتح المدارس والأكاديميات الصوفية هذا فضلا عن عقد العديد من بالمؤتمرات الدولية حول الصوفية والتصوف، تحت رعاية الدول الغربية الكبرى وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ودول الإتحاد الأوربي و الأمم المتحدة

 

ففي 28/3/2002 م عقد في مدينة بامبرج الألمانية المؤتمر الدولي الأول للطرق الصوفية تحت عنوان « الأخوة الصوفية كحركات اجتماعية » وتحدثت عن مظاهر التسامح والتكافل الاجتماعي في الموالد الشعبية في مصر

 

وفي مايو 2002 نظم المركز الثقافي الأوروبي البلغاري مؤتمرا دوليا حول أدب التصوف في الإسلام دعا فيه عدد كبير من قادة الفكر الصوفي في العالم الإسلامي وكان الدكتور أحمد عمر هاشم أبرز حضور المؤتمر

 

 

وفي بداية 2003 شهدت مكتبة الإسكندرية بمدينة الإسكندرية في الفترة من (18 ـ 21) إبريل ولأول مرة المؤتمر العالمي للطريقة الشاذلية تحت رعاية منظمة اليونسكو و المركز الوطني الفرنسي للبحوث والدراسات العلمية و المعهد الفرنسي للآثار الشرقية و الوزارة الفرنسية للبحث العلمي ووزارة السياحة المصرية

 

وفي بداية 2004 تم افتتاح الأكاديمية الصوفية بمصر لتدريس وتعليم وتخريج الكوادر الصوفية في مصر والعالم العربي و من ابرز أهدافها إنشاء المدارس والمعاهد والجامعات الصوفية في جميع الدول العربية والإسلامية وتقديم الدعم الكامل للطرق الصوفية

 

 

وفي يناير2004 وجهت الدانيمارك دعوة عالمية للجاليات الإسلامية بالإتحاد الأوربي لحضور سلسلة من المحاضرات على مدى عشرين يوماً عن التسامح الإسلامي لدي الإمام الحلاج وابن عربي وابن الفارض وهم من أعلام الصوفية

 

 

وفي 10/9/2004 أقيم المؤتمر العالمي للمنتسبين إلى التصوف تحت رعاية الملك محمد السادس ملك المغرب

 

وفي ديسمبر من عام 2004 أقيم في مالي المؤتمر العالمي الأول للطرق الصوفية بغرب أفريقيا تحت عنوان التصوف أصالة وتجدد وقرر الأعضاء عقد المؤتمر الثاني للطرق الصوفية الإفريقية في الجماهيرية الليبية تحت رعاية العقيد معمر القذافي الذي أقام أول مؤتمر دوليً للصوفية تحت عنوان الطرق الصوفية في أفريقيا حاضرها ومستقبلها تحت شعار ( معاً من أجل تفعيل دور الطرق الصوفية في أفريقيا )

 

 

ولا ينكر أحد أنه حدث تقارب شديد في مصر بين الحكومة والطرق الصوفية وبدأ تعيين مشايخ الطرق الصوفية في بعض المناصب القيادية وكان أبرزها تعيين الدكتور أحمد عمر هاشم رئيسا للجنة الدينية بمجلس الشعب وهو الأمر الذي أثار حفيظة جماعة الإخوان المسلمين التي رأت في تعيين هاشم أنه بداية لدخول الصوفية الحلبة السياسية ليحل رؤساء الطرق الصوفية محل نواب كتلة الإخوان المسلمين ولا يخفي علي أحد الدعم اللوجستي للسفارة الأمريكية للطرق الصوفية وكان ذلك واضحا في زيارات السفير الأمريكي للموالد والصوفية بطنطا والقاهرة والإسكندرية

 

كما أوصت لجنة الحريات الدينية بالكونغرس الأمريكي بضرورة الضغط علي الحكومات العربية لدعم وتشجيع الحركات الصوفية

 

وطالب الكونجرس الأمريكي بضرورة تخصيص جزء من المعونة الأمريكية الموجهة لمصر لدعم الطرق الصوفية وترميم مزاراتها ومراقد أوليائها وإعادة نقوشها الحضارية ومساعدتها علي نشر مبادئها