اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
بحلم اكون وبحاول

إن ما نعرفه ليس بالضرورة .. أفضل

Recommended Posts

<h6 class="uiStreamMessage">من الأمثال الشائعة بيننا .. أن ما نعرفه أفضل مما لا نعرفه .. ولا ندري كيف انتشر هذا المثل وأصبح شائعاً بيننا، وأصبح كذلك وسيلة للهروب من كل جديد، بالرغم من أن التقدم الذي شهدته الإنسانية منذ نشأتها يثبت بصورة قاطعة أن الجديد الذي عرفناه ( أفضل كثيراً ) مما كنا نعرفه حينئذ.

سواء كان ذلك في الطب، أو الهندسة، أو الزراعة والسياسة والاقتصاد. فأساليب العلاج الحديثة للأمراض المستعصية، هي بلا شك نتاج لأفكار وتكنولوجيا جديدة تمكن أصحابها من تحمل النقد والسخرية، وأصروا على التمسك بأرائهم، حتى تحولت ذات يوم إلى حقيقة واقعة، ونفع عظيم، ورحمة واسعة للمرضى والمصابين، تمنع عنهم العجز والآلم.

نحن قد لا نستطيع الآن تصور عالمنا المعاصر، الذي نعيش فيه بلا طائرات، أو هواتف أو أجهزة اتصال، أو مبردات هواء، أو حاسبات إليكترونية من الحجم الصغير أو الكبير، فكل هذه الأشياء كانت ذات يوم من الأمور ( الجديدة ) التي طغت على ما لدينا من قديم الأفكار، والتجارب والممارسات، والمقتنيات وفرضت نفسها على أسلوب حياتنا.

إن ما نعرفه ليس بالضرورة أفضل مما لا نعرفه، ولكنه قد يكون الأسهل والأبسط الذي اعتدنا عليه. فالإنسان عدو ما يجهل حتى ولو كان ما يجهله هو ( النفع بعينه )، فالمجهول بالنسبة لنا هو ( الضرر بعينه )، لا نقترب منه أو نندفع إليه إلا إذا اضطررنا إليه، أو أجبرنا الآخرون على فعله، أو تولد لدينا دافعاً ذاتياً قوياً يحركنا لهجرة ما نحن فيه والبحث عن الجديد في الحياة والمأكل والملبس والزمان والمكان. وأيضاً في العلاقات فإذا كانت الحاجة هي أم الاختراع .. فالقهر والإذعان هو أبو التغيير، والناس أنواع فمنهم من يزهد كل شيء فور امتلاكه له، ويبادر بالسعى إلى تغييره أو امتلاك غيره.

ومنهم من يحرص على حماية ممتلكاته، والإبقاء عليها وحماية أفكاره، وصيانة ذكرياته وتاريخه، حتى يصبح أشبه بأسير داخل زنزانة من صنع يديه.

ومنهم من يكتفي بالتحدث عن التغيير والتبشير بضرورة إحداثه، وهم أبعد ما يكونون عن المغامرة، وتطبيق ما يقولوا حتى على أنفسهم، أو من معهم في الأسرة أو العمل.

فلماذا إذن يفضل المرء ما يعرفه على ما لا يعرفه. هل لأنه يفضل الأمن على المغامرة. فالقليل الآمن خيراً من الكثير المحفوف بالمخاطر. والخسارة القليلة أفضل من المكسب الكثير . أم لأن الجديد يتطلب منا بذل جهد إضافي للتعلم والعمل معاً، وتحمل مشقة الإحساس بالأمية. ومعاناة التعلم من الكبار والصغار أو من الأعداء أحياناً.

أم لأن ما نعرفه أصبح بالنسبة لنا هو القناع الإجتماعي السميك الجدران، الذي لا نتخيل العيش بدونه، فسقوط أقنعة صورتنا بالعمل والحياة سيظهر كل تفاصيل الوجه الحقيقي لشخصيتنا وقدراتنا، فيكتشف الآخرون أن ما نعرفه هو بالأمر القديم غير النافع، أو غير المناسب لما يتوقعون منا تماماً. كما يصر المعلم على استخدامه الطباشير في عصر الحاسبات الإليكترونية بدعوى أن الحاسبات تسبب إرهاقاً للعين.

إننا لا نتخيل من الأمور التي كنا نعرفها ما تبين أنه أفضل مما عرفناه بعدئذ، وأن تحقق هذا في الحالات النادرة، فمرجعه رغبتنا الدفينة في الدفاع عما نعرفه.

انظر حولك واستعرض ما لديك من علاقات وأفكار وممارسات وملابس وعادات وفكر بعمق في كيفية تغييرها إلى الأفضل .. وفكر كذلك في الممارسات الاجتماعية والإدارية والإنسانية التي تحرص عليها .. وحاول أن تتعلم شيئاً جديداً من العادات الحميدة للسيطرة على انفعالاتك، طاقتك، وقتك، تخلى عن أسلوبك القديم في تقييم مرؤوسيك، مجادلة رئيسك، أسلوب إدارتك للإجتماع .. افتراضاتك عن نفسك، افتراضاتك عن الغير.

تخلى عن بعض عاداتك الإدارية السيئة، كالتحدث طول الوقت، الصياح، إهانة الآخرين، الغضب والإنسحابية، إضاعة وقت العمل، التحرك بين المكاتب دون هدف، التقليل من شأن الآخرين، سرقة طموحات وآمال الصغار من المرؤوسين، تحطيم الملتحقين حديثاً بالعمل، إخفاء أسرار النجاح على الزملاء، الكذب، التقليل من شأن الجنس الآخر، أو الدين الآخر وغير ذلك من الممارسات الإجتماعية السلبية.

إن اكتساب عادة أو مهارة جديدة ليس أمراً شاقاً، إذا توفرت الرغبة على اكتسابها، بل أن التخلي عن النجاح أحياناً ما يكون مولداً لطاقة إنسانية جبارة لإنجاز بشري جديد، فما بالنا بالتخلي عن الفشل أو عن عادة سيئة.

إن ما نعرفه ليس بالضرورة أفضل، تلك قيمة جديدة يجب علينا أن نتبناها في تربية أبنائنا، فالطريقة التي تعلمنا بها وتدرجنا وانخرطنا بها في الحياة، لن تكون هي الطريقة التي تتلائم مع متطلبات الجيل الجديد من الأبناء، فكيف لنا أن نتمسك بالقديم بدعوى أنه الأفضل ونبشر بالأخذ بالأكثر أمناً في عالم يذخر بالمخاطر، والمغامرة والتغيير والتنوع بلا حدود.

ابحث عن الجديد في حياتك .. فقد يكون هو الأفضل، وأعبر حاجز المألوف لغير المألوف، فقد يكون هو المخرج .. وأسلك من الدروب ما لم تفكر فيه فقد يكون هو الحل الأمثل لما تعانيه من أزمات ومشاكل.

يقول إينشتاين أننا لو أردنا أن نعالج المشكلات التي نعاني منها، علينا أن نفكر عند مستوى أعلى من مستوى التفكير الذي كان سبباً في ظهور هذه المشكلات.

وبالفعل إن أردنا أن نعالج ما نحن فيه من مشكلات التعليم، الصحة، التموين، العشوائيات، الإدارة، علينا أن نفكر عند مستوى أعلى من مستوى التفكير الذي كان سبباً في ظهور هذه المشكلات. والتفكير بالأساليب المتعارف عليها سيأتي بحلول متعارف عليها .. وسيترتب عليها ظهور نفس المشكلات التي نعاني منها الآن مرة أخرى. فطالما تكررت تتكرر المشكلات.

إن هذه المتوالية الفكرية تفسر لنا بوضوح سبب تكرار المشكلات التي نعاني منها وعدم القدرة على إختراقها والقضاء عليها للأبد بفكر جديد، أو أسلوب جديد بدعوى أن ما نعرفه أفضل مما لا نعرفه.

إذا كان هذا القول صادق !!! فلماذا ما نحن فيه لم يأتي لنا بالحياة الأفضل أو العيش والمسكن الأفضل.

نحن نحتاج إلى أن نفكر بطريقة ( غير مألوفة ) في مشاكل ( الثانوية العامة، رغيف الخبز، اللامركزية، الحكم المحلي، وظيفة أقسام الشرطة، الكتاب المدرسي، البث الفضائي، السياحة، الآثار المصرية، الهيئات ومراكز البحث، المجالس القومية، المعارض، المؤتمرات، القطارات والطرق، المسلسلات، الإحتكار، القوانين، القيم السائدة، التعليم الخاص، أطفال الشوارع، صناديق النذور بالمساجد، العشوائيات، المباني القديمة، محو الأمية، الخدمة الإجتماعية، التكافل الإجتماعي ) وغير ذلك بكثير لأن ما نعرفه من حلول لهذه المشكلات لم يكن يوماً أفضل مما لا نعرفه بعد، ولم يأتي بنتائج أفضل مما تعرفه الدول التي سبقتنا في هذه المجالات، فضلاً عن أن هذه المجالات وإن كانت حقلاً للإبداع والتميز لوطننا العزيز فأنها كذلك نذير ازمات خطيرة تهدد مستقبل الأمة وتحدق بها من كل اتجاه.</h6>

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه

 

 

جزاك الله الجنة وسعادة في الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه

post-51212-1269702355_thumb.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..