البرنسيسة وسام 1 قام بنشر February 19, 2008 كانت نظراته أبلغ من أى كلام .. كانت تحمل لزوجته كل حنان وعطف .. وتطلب منها الصفح والمغفرة أبو البنات أحست هناء أن الحياة بدأت تدب فى جسدها المرهق مرة أخرى بعد أن ظلت خمس ساعات كاملة فاقدة الوعى تماما تحت تأثير جرعة المخدر الكبيرة التى حقنها بها الطبيب ، وبذلت بعض الجهد حتى استطاعت أن تحرك أطرافها بصعوبة ، ولكنها عندما حاولت أن تفتح عينيها وجدت أن جفونها مازالت ثقيلة ، وكررت المحاولة مرات عديدة ، وأخيرا أمكنها أن تفتحهما قليلا ولكن الأشياء بدت من حولها مهزوزة غير واضحة المعالم .. وفى يأس شديد استسلمت للأمر الواقع وأغمضتهما ثانية إن كل ما يقلقها ويؤرقها أنها مازالت تجهل نوع المولود الذى أنجبته ، ولهذا السبب تريد أن تفيق من البنج بسرعة لتعرف إذا كان ولدا أم بنتا .. إنها تتلهف على معرفة هذا الخبر الذى يعتبر بالنسبة لها أخطر خبر فى حياتها .. انه سيترتب عليه سعادتها أو تعاستها .. هناءها أو شقاءها .. تمسك زوجها بها أو هجره لها وازدحم رأسها بالهواجس والأفكار .. ترى ماذا سيكون شعور زوجها إذا كان المولود بنتا؟ .. إنها ستكون البنت رقم خمسة ، فقد أنجبت له من قبل أربع بنات ، وعقب كل ولادة كانت ترى فى عينيه علامات الأسى والحزن .. إنه يتمنى أن يرزق بولد يحمل اسمه واسم أسرته .. ولكن ما ذنبها؟ .. لو أن الأمر بيدها لأنجبت له عشرة أولاد حتى ترتاح على الأقل من سخريته وكلامه الجارح وتأنيبه المستمر .. لقد قال لها أكثر من مرة إنه يضج من زملائه فى العمل لأنهم يسمونه أبو البنات وسرحت هناء بذاكرتها ورجعت بها أربعة عشر عاما إلى الوراء ، وأخذت تتذكر عندما تقدم زوجها لها طالبا يدها من والدها .. كان شابا أنيقا مهذبا ، وعندما رأته للمرة الأولى أحبته وتعلقت به كان يحرص على رؤيتها كل يوم ، فإذا فرغ من عمله أسرع إلى منزلها حاملا لها الحلوى والشيكولاتة التى تحبها .. ويظل جالسا معها حتى يأتى المساء فيأخذها إلى المسرح أو السينما ، أو يدعوها إلى العشاء فى أحد المطاعم الفاخرة وذات يوم .. إنها مازالت تذكر هذا اليوم جيدا .. كانت تتناول العشاء معه فى أحد الكازينوهات الواقعة على النيل ، وفجأة أمسك بيدها وضغط عليها فى حنان وقال لها وهو يشير إلى المنضدة المجاورة لهما: شايفة الراجل والست اللى قاعدين على الترابيزة اللى جنبنا؟ فنظرت هناء حيث أشار زوجها فوجدت رجلا وزوجته ومعهما أربعة أطفال كلهم من البنات .. ثم واصل حديثه قائلا: نفسى يبقى عندنا أطفال كتير كده بس أولاد .. مش بنات وحدث فى يوم آخر بعد أن تزوجا ورزقا بثلاث بنات أن تأخر زوجها خارج المنزل على غير عادته إلى ما بعد منتصف الليل .. فظلت ساهرة تنتظره حتى عاد ، ولما سألته عن سبب تأخره قال لها إن أحد أصدقائه كان فى محنة واضطر أن يبقى معه فى المستشفى .. وعندما طلبت منه المزيد من الايضاح ، انتابه الغضب وصاح فى وجهها قائلا:أصل مراته كانت حامل وحالتها خطيرة وعملوا لها عملية .. وكان فى بطنها توأم .. عايزة تعرفى إيه كمان؟ ولم تسكت هناء بل عادت تسأله: الأولاد طلعوا بسلام والحمد لله؟ فزاد غضبه وصياحه وهو يقول: لا يا ستى .. ماتوا .. وما كانوش ولاد .. كانوا بنات .. ليه بس ربنا ما عملش كده معانا وريحنا منهم وأوت هناء فى هذه الليلة إلى فراشها باكية .. لم تستطع أن تنام لحظة واحدة .. وعندما جاء الصباح حاول زوجها أن يتودد إليها ويصالحها .. فأخذ يقبل جبينها ويديها ووجهها ورأسها .. وهو يؤكد لها أنه لم يقصد إيلامها .. وأنه لم يكن ثائرا بسبب ما حدث لصديقه أو لإنجابها الإناث ، بل كانت ثورته بسبب بعض المتاعب التى تعرض لها فى العمل صباح هذا اليوم .. لقد كان عليه الدور فى الترقية إلى درجة وكيل وزارة ولكنهم تخطوه ورقوا مديرا آخير غيره لا يستحق الترقية إلى هذا المنصب ، فذهب إلى الوزير وقدم استقالته ولكن الوزير رفضها ووعده بالسعى لترقيته ورق قلب هناء بعد أن استمعت إلى القصة التى رواها زوجها ، فقالت له محاولة التخفيف عنه: سلم أمرك لله .. وكل شىء حيتصلح .. وبكرة تبقى وكيل وزارة أد الدنيا وشعرت هناء بالمزيد من القلق بعد أن بدأ تأثير البنج يتلاشى شيئا فشيئا .. وأخذت تحرك أطرافها بجهد أقل واستطاعت أن تفتح عينيها فى سهولة ، فوجدت الممرضة جالسة بالقرب منها ، فسألتها فى لهفة شديدة عن مولودها .. فأجابتها الممرضة بكلمات غير واضحة جعلتها أكثر قلقا وحيرة وخوفا .. قالت لها: إنتِ مستعجلة على إيه .. ربنا يقومك بالسلامة الأول .. وبكرة تجيبى عشرة فعادت تسألها فى لهفة أكبر: هو حصل حاجة؟ وتجاهلت الممرضة سؤالها ، وقالت وهى تهرول بسرعة إلى خارج الغرفة: أنا رايحة أنده لك البيه جوزك وعادت الهواجس والأفكار السيئة تملأ رأس هناء .. ترى ماذا حدث؟ ماذا يخفون عنها؟ .. هل مات المولود؟ وماذا كان؟ هل كان ولدا أم بنتا؟ إذا كان بنتا فإن الله يكون قد استجاب لرغبة زوجى وأراحه منها .. وإذا كان ولدا ، فإن الله يكون قد أعطاه درسا قاسيا فحرمه منها حتى لا يعترض مرة أخرى على إرادته ودخل زوجها إلى غرفتها ، وجلس فى هدوء على طرف سريرها ، لم ينطق بكلمة واحدة ، بل أخذ ينظر إليها .. كانت نظراته أبلغ من الكلام .. كانت تعبيرا صادقا عن حبه .. كانت تحمل لها كل حنان وعطف .. وتطلب منها الصفح والمغفرة وعندما أرادت هناء أن تسأله عن مولودها .. وقفت الكلمات فى حلقها ، ولم تتمالك نفسها فدفنت رأسها بين ذراعيه وأخذت تجهش بالبكاء بصوت مرتفع .. فاقترب منها زوجها وقال لها وهو يداعب شعرها بأنامله فى رفق: هناء يا حبيبتى .. ربنا عاقبنى ، وأنا أستحق هذا العقاب .. لقد منحنى الولد الذى كنت أريده ولكنه استرده بعد ساعة واحدة من وصوله .. وأنا غير حزين على ما حدث .. بل قد يدهشك أننى أصبحت سعيدا .. سعيدا ببناتى الأربع .. لقد عاد الإيمان إلى قلبى .. ونعمت نفسى بالهدوء والطمأنينة .. إننى أعدك بأن أكون الزوج الحنون الراضى القانع .. إن كل ما يهمنى الآن هو صحتك .. لقد أخبرنى الطبيب أن العملية نجحت وأنك اجتزتِ مرحلة الخطر وستغادرين المستشفى بعد أسبوع وهنا وضع يده فى جيبه .. وأخرج ورقة فى حجم الفولسكاب ثم انحنى قليلا وطبع قبلة على جبينها ، وهمس فى أذنها قائلا: خدى الورقة دى اقريها ولم تكد عينى هناء تقع على السطور الأولى حتى صاحت بأعلى صوتها ودموع الفرح قد اختلطت فى عينيها بدموع الحزن: مبروك يا حبيبى .. يا أحسن وكيل وزارة فى الدنيا شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
بركات معبد 0 قام بنشر February 19, 2008 (تعديل) بعيدا عن الموضوع الذى تناقشة القصة وبعيدا عن حالة الإسهاب التى انتابت الكاتبة إلا أننى قد أدعى أنها المرة الأولى أقرأ هنا قصة قصيرة فيها كل مقومات القص من قصر الجمل ووحدة اللحظة والفلاش باك تحية للكاتبة وربما أعود مرة أخرى للقراءة بشكل أكثر عمقا تحية مرة أخرى لهذا القلم الذى سيجبرنى على متابعته تم تعديل February 19, 2008 بواسطه بركات معبد شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
البرنسيسة وسام 1 قام بنشر February 21, 2008 بعيدا عن كون القصة مش قصتى لكنها للكاتب الاستاذ سمير عبد القادر إلا انى سعيدة جدا بردك وسعيدة لكونها السبب فى متابعتك لكتاباتى بعد كده أشكرك شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر