واشنطن ترجّح إنتاج طهران يورانيوم يكفي لصنع قنبلة نووية خلال سنة

[دعوه للجنه 457]

واشنطن ترجّح إنتاج طهران يورانيوم يكفي لصنع قنبلة نووية خلال سنة

طهران - أ ب، رويترز، أ ف ب - في تصريحات تعكس الزخم الديبلوماسي الذي حصدته الادارة الأميركية في قمة الأمن النووي وخصوصا بعد لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما ينظيره الصيني هو جينتاو، أكد نائب وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز امس أنه «من المرجح موافقة» بكين على عقوبات دولية جديدة على ايران لكبح طموحاتها النووية، في حين حذر مسؤول استخباراتي أميركي من امتلاك طهران القدرة على تطوير قنبلة نووية واحدة خلال «فترة سنة».

 

وفي جلسات استماع أمام مجلس الشيوخ امس أكد بيرنز المكلف الملف الايراني في الخارجية أنه «من المرجح أن توافق الصين على فرض عقوبات دولية جديدة على إيران». واوضح وردا على سؤال إذا كان يعتقد بأن بكين ستوافق على عقوبات دولية جديدة «نعم أعتقد ذلك».

 

وأضاف «أعتقد أننا والصينيين متفقون على الحاجة إلى توجيه رسالة قوية لإيران. نعم أعتقد أنه من المرجح أن نكون قادرين على استصدار قرار في مجلس الأمن. وآمل كثيرا في أن يتم ذلك خلال أسابيع».

 

لكن بيرنز اضاف إنه سيكون «من الصعب كثيراً» إقناع الصين أو روسيا بعقوبات تقطع منتجات النفط المكرر عن إيران. وقال الناطق في مجلس الأمن القومي مايك هامر لـ «الحياة»: «هناك تلاق أميركي - صيني على منع طهران من حيازة السلاح النووي»، وتوقع أن يترجم هذا التلاقي «عبر مسار الضغط على طهران من خلال مجلس الأمن في الأسابيع المقبلة»، مكررا بأن الهدف «عقوبات مشددة خلال أسابيع».

 

من جهته، قال رئيس وكالة مخابرات الدفاع الاميركية رونالد بيرجس ان أجهزة الطرد المركزي التي جهزتها ايران تمكنها من انتاج كمية من اليورانيوم عالي التخصيب تكفي لصنع قنبلة نووية واحدة خلال مدة لا تزيد على العام. واضاف خلال جلسة استماع في الكونغرس «ما يتفق عليه الجميع بشكل عام، برغم أننا ما زلنا لا نعلم بدقة عدد أجهزة الطرد المركزي التي يمكننا رصدها فعليا، هو اننا نتحدث عن فترة سنة».

 

غير ان نائب رئيس هيئة الاركان العسكرية الاميركية المشتركة الجنرال جيمس كارترايت قال امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ «من واقع الخبرة نقول ان الامر سيستغرق ما بين ثلاثة الى خمسة أعوام».

 

وأشارت وكيلة وزارة الدفاع للشؤون السياسية ميشيل فلورنوي الى ان أوباما أوضح أن كل الخيارات مطروحة في ما يتعلق بالحد من برنامج ايران النووي لكن «الخيارات العسكرية ليس لها الأفضلية وما زلنا نعتقد بأن أكثر السبل فعالية في هذه المرحلة هو الجمع بين العمل الديبلوماسي والضغوط».

 

الدول الست

 

في هذا الوقت، عقد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا اجتماعا أمس للبحث في نوعية العقوبات الجديدة والمعززة التي ستفرض على ايران بموجب قرار للمجلس بدأ الاعداد له في الامم المتحدة الاسبوع الماضي. واحيط الاجتماع بسرية تامة لكن تسرب انه عقد في مقر البعثة الاميركية.

 

وكان اجتماع اول عقد قبل اسبوع وصف بأنه «ايجابي» وتناول ورقة اميركية تضمت رغبة الولايات المتحدة في ان تكون العقوبات قوية تطال البنية التحتية لـ «الحرس الثوري» المعني بالبرنامج النووي.

 

وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان تتخذ المفاوضات منحى مختلفاً بعد التقدم الذي احرز في محادثات القمة الاميركية الصينية في واشنطن هذا الاسبوع.

 

رسالة ايرانية

 

من جهته، بعث الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد برسالة إلى اوباما يقترح فيها على واشنطن «الاستفادة من التجربة الإيرانية» في مكافحة الإرهاب. واعتبر نجاد أن إيران تشكّل «فرصة النجاح الوحيدة» أمام اوباما لينفّذ وعده بـ»التغيير» ويسوّي الأزمات التي تواجهها الولايات المتحدة في المنطقة. (راجع ص 8)

 

جاء ذلك في وقت رأى نجاد انه «ليس أمام اوباما سوى فرصة واحدة، هي إيران. هذا ليس كلاماً انفعالياً، لكنه كلام علمي. ليس لديه سوى مكان واحد حيث يمكنه أن يقول: كنت السبب في حدوث تغيير وفي تحويل المعادلة الدولية، وهذا المكان هو إيران». وقال للقناة الأولى في التلفزيون الإيراني: «ليس أمام اوباما سوى فرصة واحدة للنجاح والبقاء في الرئاسة، فهو لا يستطيع القيام بشيء في فلسطين حيث ليست لديه أي فرصة. وماذا يمكنه أن يفعل في العراق؟ لا شيء. وفي أفغانستان الأمر شديد التعقيد». واعتبر أن «افضل شيء يفعله هو القبول بإيران واحترامها والدخول في تعاون (معها)، عندها ستفتح أمامه فرص جديدة عدة».

 

وزاد: «نحن لا نسعى إلى أي مواجهة (مع الولايات المتحدة). نحن مستعدون للحديث والتعاون معها، إذا احتُرمت حقوقنا. من دون تعاون إيران، لا يمكن تسوية مشاكل الشرق الأوسط والعالم».