الاسلام ومكارم الاخلاق ...

[سمر 1]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلااام عليكم ورحمة الله وبركاااته

 

لا دين لمن لا امانه له....

 

ماذا حصل للناس في هذا الزمان ؟ شكوى نكاد نسمعها في كل زمان ومكان يقول لك القائل ماذا جرى للناس؟

اصبحنا لانأمن على انفسنا ولا على اموالنا . اصبح لا يستطيع احدنا ان يأمن أخص الناس عنده على سره اوأقرب الناس اليه على عرضه وحرمته.

 

لقد زالت الامانه من قلوب الناس وانطمست من تعاملهم وانعدمت من اخلاقهم الا من رحم الله .

 

نعم انها شكوى وانها صرخه تنطلق لتنبىء وتكشف عن حالنا الذي وصلنا اليه مصداقا لما اخبر به الصادق الامين رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه الذي رواه حذيفه بن اليمان عن رفع الامانه من القلوب حتى لا يكاد احد يؤدي الامانه حتى يقال (تعجبا) ان في بيت فلان رجلا امينا ....

 

الامانه حمل ثقيل ومسؤوليه عظمى أبت السموات والارض والجبال تحملها اشفاقا وخشية من عدم القيام بها ومن التفريط في آدائها . انها الامانه تلك الفضيله الساميه والخصله الحميده التي لو تخلق بها العباد لما وجد بينهم الظالمون ولا المستكبرون ولا الكذابون ولا المنافقون ولا الباغون على غيرهم.....

 

والامانه خلق عظيم دعا اليه الاسلام وأمر به وحث عليه ورغب فيه يسود الامان ويسودالعدل ويسود السلام والوئام بين الناس . فالمسلمون مطالبون بالتحلي بالامانه في كل احواهم ومعاملاتهم واقوالهم وأفعالهم افرادا وجماعات صغارا وكبارا حكاما ومحكومين حتى يتحقق الهدف الأسمى من هذا الخلق العظيم وهو الآمان في الحياه على الانفس والاهل والاموال .

 

ولما جاء الحث على آداء الامانات في كتاب الله تعالى فقد وجدنا ان الامانه مرتبطه ارتباطا وثيقا بالحكم بالعدل بين الناس : فقد جاء قوله تعالى ( ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ) النساء 85 –

 

فوهي مرتبطه بالتقوى فالذي تقي الله تعالى هو الذي يكون امينا في خلقه وافعاله وامينا على ارواح الناس وممتلكاتهم واعراضهم وكل ما يخصهم .قد قال تعالى (فإ ن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي أؤتمن امانته وليتق الله ربه) سورة البقره – آيه 283) ومدح الله تعالى العهد وقد ورد ذلك في قوله تعالى ( والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون) في سورتي المؤمنون 8 والمعراج 32

 

وان الامانه من صفات وخلق جبريل عليه السلام حامل رسالة السماء الى النبي الامين صلى الله عليه وسلم فقد قال تعالى (وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الاميم على قلبك لتكون من المنذرين ) الايتان 192 194 من سورة الشعراء وكذلك نجد ان الامانه صفه جميع رسل الله تعالى فقد جاؤوا برسالة الله وبلغوها بأمانه لاقوالهم وبينوا لهم انهم امناء عليها فسيدنا نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام من هؤلاء الانبياء قد خاطبوا اقوامهم كما جاء في سورة الشعراء بقولهم كما جاء في سورة الشعراء بقولهم متفقين على جمله واحده (اني لكم رسول امين) وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف بالامانه خلقا وسلوكا وسمى لذلك بالامين حتى قبل البعثه قد امر بهذا الخلق الرفيع وحث على هذه الخصله الساميه في كثير من احاديثه الشريفه فهو يعتبر الامانه ضمن اخلاق اخرى تدخل الجنه فقال صلى الله عليه وسلم ( اضمنوا لي ستا من انفسكم اضمن لكم الجنه اصدقوا اذا حدثتم , واوفوا اذا وعدتم , وادوا اذا اؤتمنتم , وغضوا ابصاركم , واحفظوا فروجكم , وكفوا ايديكم ) ومن نظره نفحص فيها هذا الحديث نجد ان الامانه هي الاصل لكل هذه الاخلاق الخمسه الاخرى الوارد ذكرها في الحديث.

 

فالحديث امانه يجب الصدق فيها والوعد امانه يجب الوفاء به والوديعه امانه يجب ردها والبصر امانه يجب حفظه عن النظر الى المحرمات والفرج امانه يجب حفظه واليد امانه يجب عدم مدها الى ما لا يحل لها..

 

وكما ولعظم الامانه فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ان انتفاءها ينفي الدين المتجرد منها فلا تنفعها صلاةصلاة ولا زكاة فقد روى البزار عن على بن ابي طالب رضي الله عنه قال ( كنا جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلع علينا رجل من اهل العاليه فقال : يا رسول الله أخبرني بأشد شيء في هذا الدين وألينه فقال صلى الله عليه وسلم"آلينه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله . واشده يا أخا العاليه انه لا دين لمن لا امانه له ولا صلاة ولا زكاة له "

 

كما روى احمد والطبراني عن انس رضي الله عنه قال : ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الا قال " لا ايمان لمن لا امانه له ولا دين لمن لا عهد له "

 

بل ان خيانة الامانه تضع صاحبها في عداد المنافقين فهي احدى صفاتهم واخلاقهم كما بين رسو الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري عن ابي هريره رضي الله عنع قال " اية المنافقين ثلاث: اذا حدث كذب واذا وعد أخلف واذا اؤتمن خان " وزاد في رواية مسلم " وان صلى وصام وزعم انه مسلم " لذلك كله ولثقل الامانه وعظم منزلتها عند الله تعالى فان الشهاده في سبيل الله وهي ارفع الاعمال عند الله تعالى لا تكفر اثم الخيانه فقد روى ابو نعيم عن ابي مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال " القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها الا الامانه في الصلاة والامانه في الصوم والامانه في الحديث واشد ذلك الودائع "

 

والكثير من الناس يظنون ويعتقدون ان الامانه هي مجرد رد الودائع الى اهلها وان الامين هو من لا يجحد الامانه اذا طولب بردها وهذا اعتقاد خاطئ فالامانه متسعة المجالات ومتشبعة الاتجاهات حتى انها لتشمل جميع الاعمال والافعال والاقوال والعلاقات بين الناس ......

 

مجلة اشراااقه

[EL3aref 5]

لا دين لمن لا امانه له ولا صلاة ولا زكاة له

 

صدق رسول الله الذى لا ينطق عن الهوى .. علية افضل صلاة وسلام

 

موضوع مفيد جداً اختى سمر .. وجميل ان الموضوع يكون من صحيح الكتاب والسنة

 

شكراً جزيلاً

[سمر 1]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

 

بارك الله فيك اخي على مرورك الطيب