ali desoky 391 قام بنشر June 4, 2010 الدخلاء ..........!! لا يمكن أن يغيب عن الاعتقاد الوطني في المنطقة العربية من العالم الإسلامي أن إسرائيل صنيعة استعمارية. ذلك لأن الشعوب العربية حينما تطلعت بجهادها إلي الاستقلال أدرك الاستعمار ان وجوده يتلاشي في المنطقة. ومن هنا اتجه إلي إقامة دولة تقوم مقامه بصفة دائمة فأنشأ إسرائيل. وكانت ولادتها غير طبيعية لأن التصويت علي إقامتها في الأمم المتحدة مر بعقبات لم يفلح الاستعمار في إزالتها من النفوس وإن كان قد أفلح في أن يكون لها مقعد في الأمم المتحدة. وإن كان هذا المقعد مشبوها بكل المقاييس. ومن يراجع تاريخ الأمم المتحدة في هذا الشأن يدرك تماما الدور الاستعماري في إنشاء هذه الدولة. ومهما يمتد بقاؤها في الساحة الدولية فإن الاعتراف بها تشوبه ملوثات استعمارية لقد كان وجودها يهدف إلي زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية لتظل هذه المنطقة قلقة محتاجة إلي الاستعمار. ولكن مع المدي الطويل خاب ظن الاستعمار. فقد تطلعت المنطقة إلي الاستقلال واستثمار خيراتها لشعوبها حتي وإن طال الزمن في الكفاح. وتلك هي المسيرة الشاقة للشعوب المتطلعة إلي الحرية. ومن هنا نفسر بقاء القضية الفلسطينية حية مجاهدة طوال هذه المدة الطويلة من الزمن. ولم يفلح في قتلها الاستعمار الذي حاول بكل الوسائل أن يجعل من هذه المنطقة وطنا له يموج بالخلافات والقلاقل وبعض البشر من صنائع الاستعمار. الوجود الوطني قائم لدي الفلسطينيين علي الرغم من المحاولات التي دبرت ضدهم لازالتهم من الوجود بداية من تحويل قضيتهم إلي قضية لاجئين بلا وطن. ولكنهم كانوا يقرأون التاريخ بعناية وقراءة التاريخ تبعث القوة في الضعفاء. ليكون وجودهم مؤثرا وحركتهم ايجابية أكثر من خمسين عاما مرت علي المأساة في الأرض العربية. لكن أهل هذه المأساة عاشوا ظروفها مناضلين عن حقوقهم ليس في الحياة وحدها. ولكن في الأرض أيضا. فهذه الأرض هي موطن الحياة. ومن هنا ندرك ان قضية اللاجئين التي صنعها الاستعمار لم تعش طويلا. فقد كان أهل المأساة يدركون أهمية الوطن بالنسبة لهم. وصحيح ان شعوب المنطقة العربية لم تبخل عليهم بالضيافة. ولكنها مع ذلك جعلتهم يدركون أنهم أصحاب وطن هو جزء من المنطقة العربية وليس منفصلا عنها. وذلك علي العكس من نجاح محاولة إسرائيل باتخاذ وطن لأصحاب فكرتها. ولكنها لم تذق طعم الاستقرار في المنطقة والاستقرار شعور نفسي يصعنه الجوار المواطنة والاحساس بولاء الأرض. وهذا هو الذي لم تشعر به تجمعات اليهود علي أرض فلسطين في المنطقة العربية. إن استمرار القضية الفلسطينية حية تؤكد ان الحديث عن القضية لم يتوقف لحظة من اللحظات. وأن قيام دولة لليهود علي أرض فلسطين لم يحقق لها الاستقرار والأمن. فهي جزء دخيل علي الجسد العربي. وقد ثبت طبيا أن الاجسام ترفض الأعضاء الغريبة عنها مهما يحاول الطب توفير عوامل البقاء لها. وعوامل البقاء أثبتت فشلها لأن الأجسام الطبيعية لا تمسك الأعضاء الغريبة ولم يفلح الطب علي الرغم من تقدمه العلمي لم يفلح في اضفاء صفة العضوية علي هذه الأجسام الغريبة الملتصقة بالأجسام التصاقا مصطنعا وهذا المعني يجب أن يدركه اليهود الذي اغتصب الاستعمار لهم جزءا من الأرض العربية يعيشون فوقه ويتوهمون أنهم بذلك يقيمون لهم دولة ناسين أن الأجساد الطبيعية ترفض عمليات الترقيع البشرية. إن مرور أكثر من خمسين عاما علي هذه القضية لم يحقق لها نسيانا من عقول الشعوب. وبالتالي فهي لن تحقق لنفسها استقراراً أو اطمئناناً نفسياً. وإنما الشعور بالقلق وعدم الاطمئنان سيظل ملازما لها. لأن ذلك هو طبائع الأشياء. وهذه الأشياء لن تخرج عن طبائعها مهما يطل بها الزمن. وهذا هو الأمر الذي يجب أن يدركه الاستعمار الذي أقام لليهود دولة علي الأرض العربية. فهي لا تزال دولة ترفضها الشعوب العربية وإن اكتملت أسباب متعددة في الوجود. لأنه وجود يحتاج دائما إلي عقاقير التثبيت في الجسم. وهي مهما يطل بها الزمن فهي لن تفلح في اضفاء صفة الجسد الواحد في المنطقة. فليعلم ذلك الاستعمار. وليعلم ذلك اليهود الذي تجمعوا من مختلف بلاد العالم علي أرض فلسطين العربية. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر