اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
دعوه للجنه

بين القسوة والعناد

Recommended Posts

 

القسوة والعناد...

 

القسوة تقتل الخلق والإبداع. فالقاسي نفسه يعاني من ذلك، والذين يعاملون الغير بالقسوة يحصدون هذه النتيجة لأنفسهم.

 

العنيد stubborn لا يرضى أن يغير رأيه بسهولة. وقد تناقشه الرأي، وتكشف له مشكلات عديدة، لكنه لا يغير فكره بسهولة. والعنيد لا يقبل توجيه اللوم إليه. ولا يستمع إلى صوت غيره، ولا يقبل إلا فكره هو. وقد يجني من وراء ذلك مخاطر عديدة.

 

 

 

 

أما القاسي فيعامل الناس على أنهم أشياء لا أشخاص، يعطي الأوامر والتعليمات، ولا يتشاور معهم، ولا يستمع إليهم، ومن لا ينفذ أوامره كما هي يحظى بمعاملة قاسية وشديدة منه.

 

 

 

 

 

والعنيد يحفظ اللوائح والقوانين عن ظهر قلب. فمتى حدث حوار معه في أي موضوع، فهو يلجأ إلى ذلك البند الخاص من اللائحة أو القانون الذي يمس الموضوع، فيتوقف أي تحرك.

 

 

 

القاسي لا يتكيف مع المواقف والظروف، مما يضر بمصلحة الناس أو المؤسسات التي ترتبط بهؤلاء الناس. فلو كان هذا القاسى من النوع الذي يتطلب الكمال، فإنه لن يحقق شيئ. مصد

 

العنيد، متى كان مخدوعاً، فهو لن يغير موقفه بسهولة، حتى يكتشف ذلك الخداع. والعنيد متى كان ماكراً مخادعاً، فهو يسبب لغيره مشكلات خطيرة، ولكن المشاهدين للأحداث سوف لا يستمرون مخدوعين منه إلى النهاية.

 

 

 

ومتى كان الاستغلالي عنيداً، فهو يسبب مشكلات عديدة لمن يتعامل معهم.. ومتى ارتبط العناد بالقسوة، صار أسلوب صاحبه خالياً من الإنسانية.

 

 

 

والمشكلة أن العنيد والقاسي قد يعاند في الأمور الروحية نفسها!

 

 

 

مشاعر القاسي والعنيد:

يشعر العنيد أنه الأول. فلو كان رئيساً او مديراً، فهو يهتم أن يقول لك: "أنا المدير"! فمركزه يأتي أولاً، ولابد من الخضوع لسلطته.

 

القاسي العنيد لا يعطي اعتباراً لمشاعر مَنْ يتعامل معه. فمهما تألم الإنسان نتيجة القسوة والعناد، فهو لا يتأثر، ولا يحس.

 

في غالب الأحيان، يخفي القاسي مشاعره، ويظهرها، حسبما يرى الحاجة لذلك. مرات يظهر أنه يهتم بالضعيف، ومرات لا يعيره التفافاً.

 

وعندنا تنبع القسوة من مشاعر الغضب والكراهية والمرارة، فإن القاسى ينفس عما يكنه في أعماقه. ويذكر سليمان الحكيم ذلك: "الرجل الرحيم يحسن إلى نفسه، والقاسي يكدر لحمه" .

 

والعنيد يهتم أولاً، وقبل كل شيء، بمصالحه الشخصية، وأحياناً يخطئ في تقدير الموقف، فما يظن أنه مفيد له، سيكون غير مفيد! لكنه لا يرى ذلك، لذا فهو يهتم بما قاله، وباتجاهه الفكري، ويرفض التغيير، فهو لا يرى مصلحته سوى في إتجاه واحد.

 

فالعنيد عادة يرفض تغيير رأيه، والقاسي لا يفكر في التغيير بأية صورة من الصور.

 

 

 

مشاعر مَنْ يتعامل مع القاسي والعنيد:

عندما تتعامل مع القاسى أو مع العنيد، تحس بصفة عامة أنك تتعامل مع شخص فقد إنسانيته، ولا يعير اهتماماً لآدميته.

 

القاسي يتمسك باللوائح متى لزم، ويرفضها متى لزم. ينفذ الأوامر متى أراد ذلك، ويتجاهلها متى أراد.

 

ولذلك فإنك تجد نفسك في حيرة.

 

فهو إن فسر اللوائح يفسرها لصالحه، وإن تجاهلها يتجاهلها لصالحة. فأنت تتعامل مع شخص لا يهمه شيء قط إلا أن يبحث عن تحقيق مصالحه الشخصيه، أو أوامره.

 

ومن خلال الحوار الموضوعي، فأنت تحس بأنك تتعامل مع شخص يصعب عليك اقناعه بفكرتك. وقد تكون أنت على صواب، ولكنه لا يفهمك، وقد لا يريد أن يفهمك. وقد يكون له هدف خفي، لا يريد أن يخبرك به.

 

فأنت تحس بالحيرة وأنت تتعامل مع شخص لا يريد أن يسمعك، او يسمعك ولا يفكر فيما تقول. وقد يكون الدافع عندك أن تقول: "وأنا مالي"! هو يريد ذلك ليكن! دعه يرى نتيجة ما يُصِر عليه.

 

والأفضل، أنك لا تسكت. فالضمير الحي لا يصمت على ما يرى أنه خطأ. فقد تقول له: لك رأيك، وما سيتم هو رأيك، لكني أريدك أن تسمع لوجهة نظر أخرى. فأنت ستستفيد أكثر لو حدث كذا.. وكذا.. وكذا.. أو أن الشركة ستحقق نجاحاً أكبر لو أننا عملنا هذا.. أو تقول له: فكرتك فيها جانب حسن، لكن الجانب الفلاني سيلحق بالشركة الضرر. ثم تشرح الضرر ما هو.

 

 

 

كيف تعامل القاسي و العنيد؟

كن هادئاً، اضبط أعصابك، لا تغضب. واترك العنيد يتحدث حتى ينتهي من كلامه.

 

كن موضوعياً، ولا تأخذ الكلمات القاسية على أنها إهانة شخصية. حدد هدفك، وحاول أن تتجه بفكرك، ثم بحوارك لتحقيقه.

 

وعندما تتمكن من بدء الحوار، اشرح الفوائد المتبادلة، لكافة وجهات النظر، وقدِّم بدائل الحلول أو المسائل. قل لمَن تخاطبه: الاقتراح الذي أقدمه يعطيك الفوائد التالية: ...... واذكر الفوائد له.

 

كن حريصاً أن كل ما تقدمه يكون مدروساً بكل دقة. وأن تكون لديك البيانات الكافية للاقتراح. قل له: أنا واثق أنك ستوافق على هذا الاقتراح، لأنه يحل المشكلة الفلانية، ويعطي الفائدة الفلانيه. قدم المستندات متى لزم الأمر، فالمستندات تجعل القاسي على استعداد للتفاهم، وتجعل العنيد يراجع عناده.

 

ويمكن أن يكون اقتراحك على الورق، فمتى وافق اطلب اعتماده على الاقتراح المكتوب.

 

 

 

كن واضحاً في أن اقتناع أحدكم برأي الآخر، لا يعني إنتصار أحد على أحد.. فهذه ليست حرباً.. بل أنتم معاً في نفس السفينة، والقرار قد يؤثر عليكما معاً..

 

ورغم أنه قاسي أو عنيد أو كليهما، فهو يحتاج لصديق. كن صديقاً.. واستخدم روح الدعابة متى أمكن.. وعاونه أن يرى روح الفكر أكثر من حرفية اللوائح.

 

 

 

 

 

والآن، وبعد ما فهمنا نفسية هذه الشخصيات، فقد فهمت نفسك إذا كنت عنيداً.. وعرفت كيف ينظر لك الشخص الآخر، وكيف يجد صعوبة في التعامل معك.. وكما أقريت أنت بنفسك أنه سبب المشاكل لك.. فها هي بعض النصائح التي ربما تساعدك في طريق التخلص من هذا الأمر:

نصائح للعنيد:

  • ضع نفسك مكان الشخص الذي يحدثك، لتعرف وجهة نظره، وكيف يفكر، وماذا ستفعل إذا كنت أنت الذلي تتعامل مع الشخص العنيد؟ هل كنت ستفضل أن يكف عن عناده الغير مبرر ويعترف بسهولة؟

  • الاعتراف بالحق فضيلة ، ووليس ضعف كما تظن.. فشكلك أمام الآخرين عندما تعترف بالحق وتسير فيه أفضل بكثير من شكلك لو ظللت سائراً في طريق الخطأ على الرغم من معرفتك به.. قد يُتهم الشخص الأول بالجهل.. أما الأخير فقد يوصَم بالغباء!

  • ربحك في حالة الاعتراف بالأمر السليم بدون عناد، سيكون اكثر من ربحك إذا ظللت متشدد الرأي، صلب الرقبة.. ففي الحالة الأولى ربما تشعر بضيق قليل لأنك كنت على خطأ، ولكنك بالفعل بدأت تسير في الطريق السليم، وتجني ثماره. أما في الحالة الثانية، فضيقك يكون أكثر، لأنك تعاند لمجرد العند، والضيق سيستمر لأنك ستظل سائراً في طريق الخطأ! مما يبعدك أكثر وأكثر عن الحق.
  • ربما عنادك يكون سببه أنك لا تنظر إلى مصالح الناس الآخرين، مثلما تقدر مصلحتك الشخصية.. فيجب عليك أن تتدرب قليلا قليلاً أن تعطي الآخرين الأولوية في بعض الأمور.. حتى تتعود على أن تنظر إلى مصلحة الجماعة، ولا تضرب بها عرض الحائط في مقابل ذاتك فقط..
  • ضع أمامك المواقف والأمور التي كنت عنيداً بها، وكيف خسرت الكثير بسببها سواء خسرت آخرين، أو احترامهم لك، أو صورتك أمام ذاتك.. ثم ابدأ تأمل ماذا كان قد يحدث ويكون عليه الحال الآن، إذا لم تعاند، واعترف بالخطأ ببساطة، وبدأت تسير في الطريق الذي تعرف انه هو الطريق السليم؟
  • من الأمور السيئة الأخرى، ان الآخرين سيتعودوا أنك تعاند لمجرد العناد، بدون أي تفكير أو تبصُّر بالأمور.. وهذا سيجعلهم لا يعتدون برأيك في كثير من الأحيان.. حيث يعرفون أنه ناتج عن مجرد فكرتك أن رأيك هو الرأي السليم فقط!
  • كذلك لا تنسى أنك عندما تعاند.. فأنت تخسر في مقابل العناد! مثلاً طالب يطلب منه والديه أن يذاكر، فقد يعاند لمجرد العناد، وهو أول الخاسرين! أو أن ينصحك البعض بألا تخجل بأن تُطالِب بحقك.. ولكنك تصر على موقفك، ويضيع حقك..

  • يفيدك أيضاً أن تعرف الرأي والرأي الآخر.. وتتفهم طبيعة الاختلاف..
  • فافهم أن الدنيا ليست تسير بطريقة واحدة، ولا كل الناس يرون الحق ذاته.. فقد تختلف وجهة نظرك أنت ذاتك من آن لآخر، فكيف لا تتقبل الاختلاف بين شخص وآخر؟! ولو كنا كلنا لنا نفس الرأي، لما تطورت الحياة خطوة واحدة..

تم تعديل بواسطه دفءُ الأٌنْــــــــسِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

يااااااااااااااارب يجعل كل اعضاء ياللاياشباب من اصحاب الاخلاق الساميه ويجعلنا جميعا نحمل صفات -الهين اللين السهل القريب من الناس

 

يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارب

 

 

جزاك الله خيرا موضوع جميل

ومعلومات مهمه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زائر
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..