دعوه للجنه 457 قام بنشر July 14, 2010 السـعـادة أمـل إليـه هفت قلـوب النـاس في الـزمن التـليـد أمـل.. له غـور القـديـم كـما له سـحر الجـديـد أمـل.. إليـه سعـى الملوك كـما إليـه رنـا العبيـد وتزاحمـوا كالهيـم يـدفـعها الصـدى عند الـورود وتـساءلـوا عنه، ولكن من يجـيـب؟ ومـن يفيـد؟ فمـشـرق.. ومـغـرب وكلاهما يـرجـو البـعيـد عـادوا وكـل سـؤالهم أيـن السـعـادة والسـعيـد؟ وتخـالفـوا، ولكـل قـوم وجهـة، ولـهم عمـيــد قـالوا: السعادة فـي الغنـى فأخو الثـراء هو السعيـد الأصـفـر الـرنـان في كفـيـه يلـوي كل جـيـد يرمـي به شـركـاً يصيـد من الرغائـب ما يصيـد وبـه يـديـن له الـعصي وقد يـليـن لـه الحـديـد فـإذا أراد… فـكـل مـا في هـذه الـدنيـا يـريـد وإذا تـمنـى الشـيء جاء كما تـمنـى… أو يـزيـد والنـاس خلـف ركابـه يـمشون فـي حضـر وبيـد يـعنـو لــه رب القنـا وتـهـيـم ربــات القدود قلت: الغنـى في النـفس وهو لعمرك العيـش الرغيـد كـم عائـل راض، وكـم مثـر على بـؤس قـعـيـد فيـقيـم في هم الطريـف وفي الحـفـاظ على التليـد ويـذوب فـي أطمـاعـه هـي نـاره وهـو الوقـود فهـو الشقــي بوهمـه وبـحرصه العانـي الكـدود وهـو الفقيـر وإن بـدا فـي مـال قـارون العـديـد يعـدو هـنا وهـناك فـي شـغل، كطـواف البـريـد يبـغي المئـات، فأن وفت يبـغ الألـوف من النقـود جـشـع به كـجـهـنـم يـشكو: ألا هل من مزيـد؟ أمـا الألـى حول الركـاب فهـم لشهـوتهـم عبـيـد تـخـذوه صيـدا، والغبـي يظـن أنهـم المـصـيـد ويــل لـه ويــل إذا عثـرت بـه قـدم الـجـدود ستـراه كالقبـر الكئـيـب وكـان كالصـرح المشيـد قـد عـافـه الخـل الـودود كـأنــه نـتـن ودود أمسـى نذيـر الشـؤم وهو الأمس كان بشيـر عيـد أمسـى ينقـر كالعـويـل وكـان يطـرب كالنـشيـد أفبـعـد ذاك تـظـن أن أخـاء الثراء هو السـعيـد؟ النفوذ قـالوا: السعادة فـي النـفوذ وسلطـة الجـاه العتيـد مـن كالأميـر وكالوزيـر وكالمـديـر وكـالعميــد؟ يرنـو إلـى مـن دونـه فيـسابـقون لمـا يـريـد وإذا رأى رأيـاً فـذلك وحـده الـرأي الـرشـيــد كـل يسـارع في هـواه وعـن رضـاه لا يـحـيـد قلت: اطرحـوا هذي المظاهر واسمعـوا بيت القصيـد فأخـو النـفـوذ بجاهـه يشقى وإن سحـب البـرود ماعـاش يحـرص أن يـدوم له النفـوذ ويستـزيـد متـمـلقـاً مـن فـوقـه طمـع المثـوبـة والمزيـد ومخـافـة أن يسـقط الكـرسـي يـومـاً أو يـمـي متـرضيـاً مـن دونــه بـعطـائـه أو بالـوعـود يـبـغي رضـا كل الـورى ورضاهمـو شيء بعيـد فتـراه يـبـسـم للبـغيـض كأنـه الحـب الـودود وتـراه يـمتـدح الغبـي كأنـه الفـطـن الرشيــد فاعجب لأزيـاء الملـوك وتـحتـها نـفس العبـيـد لا يـخدعنـك ثـلـة حـاطـوا بـه مثـل الجـنـود أبصرهمو -إن شئت- حين يجيء بالـعـزل البـريـد تـجـد النـفوذ هـوى كما تـهوي وتنـفرط العقـود ذهـب البـطانة واختفى الـزوار، وانـفض الحشـود قـد كـان سـوق منـىً وكانـوا هم كتـجار اليـهود وافــوه يـوم نـفـاقـه وجـفـوه أيـام الـركـود وإذا رأوه دعــوا: ألا بـعداً كـما بـعـدت ثــمود أفـبـعد ذاك تـظـن أن أخـاً النـفوذ هـو السعيـد؟ الغرام قالوا: السعادة في الـغرام الحلو… في خصـر وجيـد في نرجس العيـن الضحوك وفي الورود على الخـدود في ليـلة قـمراء ليس بها سـوى الشـهب الشـهود فيـها التـناجي يـستـطاب كـأنـه وتــر وعـود قـلـت: الغـرام خـرافـة كبـرى وأحـلام شـرود هـو فـكـرة بـلهاء أو نـزعـات شيـطان مـريـد هـو شغـل قـلـب فـارغ فـقـد التـطلع للصعـود وهو الضنـى، وهو الدمـوع، وشقوة القلـب العميـد ما أضيـع الأعمار تـقضى في الهيـام، وفي السهـود في حـب غانـيـة لعـوب في أمـانـي، في وعـود الحـب حـب الأم والأب والحـلـيـلـة والـولـيـد حـب المعانـي والحقائـق لا القـدود، ولا النـهـود حـب يـدوم مـع الـزمـان فلا خـداع ولا كـنـود فـدع التـي تـهواك حيث تـراك كالزهر النضـيـد فـإذا تـغيـر دهــرك الـدوار غيـرها الصــدود وإذا رأت مع غيـرك الـدنـيا مشـت تـحت البنـود أفـبـعد ذاك تـظن عبـد الغانـيـات هـو السعيـد؟ السكون والخمول قالوا: السعادة في السكون وفي الخمـول وفي الخمـود في العيـش بيـن الأهـل لا عيـش المهاجر والطريـد في لقمـة… تأتـي إليـك بغيـر ماجـهـد جـهـيـد في المشي خلف الركب في دعـة وفي خطـو وئـيـد في أن تـقـول كمـا يقـال فـلا اعتـراض ولا ردود في أن تـسيـر مع القطيـع وأن تـقـاد ولا تـقـود في أن تـصيـح لكل وال عاش عـهـدكـم المـجـيـد في أن تـعيـش كما يراد ولا تـعيـش كمـا تـريـد* قـلت: الحيـاة هي التـحرك لا السكـون ولا الهمـود وهي التـفاعل والتـطـور لا التـحجـر والجـمـود وهي الجـهـاد، وهل يجـاهـد من تـعلق بـالقـعود وهي الشعور بالانـتـصار ولا انـتـصار بلا جـهود وهي التـلـذذ بالمتـاعـب لا التـلـذذ بـالـرقـود هي أن تـذود عـن الحـيـاض، وأي حـر لا يـذود؟ هي أن تـحـس بأن كـأس الـذل من مـاء صـديـد هي أن تـعيش خليـفة في الأرض شأنـك أن تـسود هي أن تـخط مصيـر نفسك في التـهام وفي النـجود وتـقول: لا، ولمـلء فـيـك لكـل جـبـار عنـيـد هـذي الحيـاة وشـأنـها من عـهـد آدم والجــدود فـإذا ركـنـت إلى السـكـون فـلذ بسكـان اللحـود أفبـعد ذاك تـظن أن... أخـا الخمـول هو السعيـد؟ الإيمان قـل للـذي يبـغي السعـادة هل علمـت من السعيـد؟ إن السعـادة: أن تـعـيـش لفـكرة الحـق التـليـد لعقـيـدة كـبـرى تـحـل قضيـة الكـون العتـيـد وتـجيـب عما يسأل الحيران فـي وعــي رشـيـد من أيـن جئت؟ وأيـن أذهب؟ لم خلقت؟ وهل أعـود؟ فتشيـع في النفس اليـقيـن وتـطرد الشك العنـيـد وتـعلم الفـكـر السـوي وتـصنـع الخـلق الحميـد وتـرد للنـهـج المـسدد كل ذي عــقــل شـرود تـعطـي حيـاتـك قيـمة رب الحيـاة بـها يـشيـد ليـظل طـرفـك رانـيـا في الأفـق للهدف البـعيـد فتـعيـش في الدنيا لأخـرى لا تـزول ولا تـبـيـد وتـمد أرضـك بـالسمـاء وبالمـلائـكة الـشهـود وتـريـك وجـه الله فـي مـرآة نـفـسك والوجـود قـل للذي نـشد السـعادة: دونـك النـبـع الفـريـد إن السعـادة منـك، لا تأتـيـك من خـلف الـحـدود هي بنـت قلبـك بنـت عقلك ليـس تـشرى بالنـقود فاسـعد بـذاتـك أو فـدع أمـر السـعادة للسـعيـد دمتم في سعادة.. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر