اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
Mr Hamdy Ahmad

بوح إلى زوج شرود

Recommended Posts

سلسلة مصارحات رمضانية

 

( بوح إلى زوج شرود )

 

 

أخي الصائم ..

أرجو أن تدعني أن أصارحك بحديث ظل يعتلج في صدري أكثر من سنتين أو ثلاث , وكنت أؤجل الحديث عنه , حتى عزمت اليوم على البوح .

 

 

إنه ليس بوحي أنا بل بوح زوجتك وأطفالك حديث كل فرد منهم إذا خلا بنفسه , ونجيهم إذا تجالسوا , إنهم يحسون بأنهم وقعوا بين فكي كماشة , ترفعت أخلاقهم عن غيبة الناس فكيف بأبيهم وأحبوك فكرهوا كل كلمة تخدش شخصيتك في نفوسهم وهابوك فتيبست الكلمات على أطراف ألسنتهم فجئت أنوب عنهم فهل ستهبني بعض وقتك ؟

 

 

 

إنهم يقولون إنك لا تقصر معهم في مطعم ولا ملبس , أسكنته ما يليق بمثلهم , وحرصت على تسجيلهم في التعليم كغيرهم , ولكنهم لا يزالون يبحثون عنك في البيت منذ أمد , فلا يجدونك إلا لماماً , فأنت لا تسألهم عن صحتهم ولا تعرف أصدقاءهم , وتجهل مستواهم في دراستهم فقدوا فيك الأنس والحنان الذي لا يظنون أن أحد من الناس يمكنه أن يعوضهم عنه مثلك . وحين دخل شهر رمضان المبارك , أملوا أن يحظوا بمجالستك فخاب ظنهم فلولا جلسة الإفطار السريعة , والتي يعقبها سكوت متواصل لمشاهدة التلفاز لما رأوك وهي جلسة ليست محسوبة لك عندهم لأنهم يعلمون أن جلوسك ليس لهم .

 

 

 

لقد كادت أعصابي تتمزق حين سمعت أحدهم بعد أن رأى أباً يجلس مع أولاده يحكي لهم قصة , سمعته يقول لأمه : لماذا كل الأولاد يجلس معهم أبوهم إلا نحن ؟!

 

 

 

بل لقد ذرفت عيني حين قرأت حادثة تقول : إن أحد الأبناء وقف على باب المنزل ينتظر والده وحينما عاد بادره بالسؤال : والدي كم تعطيك المؤسسة على عملك في اليوم الواحد , فانتهره الأب وعبس في وجهه , ووبخه على مثل هذا السؤال الفضولي , فانكفأ الطفل على نفسه يبكي وانسحب يبكي ذليلاً إلى غرفته .

 

 

 

وبعد أن وعى الأب لخطئه , جلس إلى ولده وقال له : لماذا يا ولدي بادرتني بهذا السؤال قبل أن أرتاح من تعبي , وأنا للتو قد حضرت ولكن قل لي لماذا تسأل هذا السؤال فقال له : أجبني أولا , فقال له : مائة ريال , فأطرق الطفل ثم قال : هل يمكن أن تقرضني خمسين ريالاً فقال الأب ولماذا ؟ فأجاب الطفل : لأني جمعت من مصروفي خمسين ريالاً فأريد أن أكمل لك المائة لأشتري من المؤسسة يوماً واحداً تجلسه معنا .

 

 

 

 

فاستعبر الأب وبكى , وعلم مدى تقصيره الشديد مع أطفاله بل وزوجته الصبور .

 

 

أخي الصائم :

 

إن بعض الآباء يقسمون أخلاقهم نصفين بين أصدقائهم وأفراد عائلتهم فالابتسامة الفرحة والطلاقة في الوجه والتسامح في الخطأ ودماثة الخلق ولطف المعاشرة وطول المجالسة كل ذلك يكون للأصدقاء في الديوانيات والمنتزهات والعبوس والغضب والتوتر الشديد والمحاسبة الدقيقة والشكوى من ضيق الوقت والتبرم بكل شيء للزوجة والأولاد !! فهل هذا من الإنصاف في شيء ؟!!

 

 

 

أخي الصائم :

 

 

كأني بزوجة مثل صاحبنا تود أن تنفجر يوماً فتقول :

 

 

 

دعني أبح بالذي كتمت من حرق *** ولا تلمني إذا نالتك أشقاها

كم دافعتني إلى بوح لتعتقني *** لكنني خوف هجر منك أنهاها

لا تستطيع فساتيني وأسورتي *** وما تلألأ في كفي وما تاها

أن تشتري من خيالي لحظة خطرت *** فيها رؤاك ولو عزت مزاياها

ولا ألذ بضحكات الصغار وكم *** وددت والله لو أسقيك أحلاها

متى تؤوب إلى دنياي يا حلمي *** وتتقي في بقايا عبرتي الله

وكفكفت بيمين الحب مدمعها *** وسافرت في عروقي نار شكواها

 

 

 

 

 

فهل سافرت في عروقك أنت أيضاً - أيها الزوج الشرود - شكراً لك على إنصاتك لبوحي , وبقي أن تصغي لبوح كل فرد من أفراد أسرتك منفرداً , ومجتمعاً .

 

تم تعديل بواسطه Mr Hamdy Ahmad

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..