إلى روح الإمام الشهيد حسن البنا

[دعوه للجنه 457]

إلى روح الإمام الشهيد حسن البنا

 

 

طفْ يا رفيقَ العمر في أركاني

 

وازرع زهورَ الحبِّ في بستاني

 

وانثرْ على الأسماعِ لحنَ قصيدتي

 

وابعثْ لشيخِ المرشدينَ بياني

 

جففْ دموعَ الشوقِ بالتذكارِ

 

هاتِ القوافي من رُبى الأفنان

 

يا شعرُ إنْ شطَّ اليراعُ فإنَّ بي

 

وجعاً يسعِّرُ باللظى وجداني

 

لا تسألنَّ عنِ الزمانِ وحكمِهِج

 

فالأمرُ مقدورٌ من الرحمنِ

 

صارتْ بلادُ المسلمينَ غنائماً

 

وأتى بنو صهيون للأوطانِ

 

وخلافةُ الإسلامِ راحَ يدوسهاج

 

غرٌ دعيٌ ظاهرُ الكفران

 

واحسرتاهُ على الليوثِ بغابةٍ

 

راحتْ تُحَكِّمُ أقبحَ الذؤبان

 

لما رأى البنا اصطخاباتِ الأسىج

 

ورأى العبادَ تسيرُ كالقطعان

 

الناسُ في فوضى وظلَّ يحوطُهم

 

حقدُ العدوِّ وخيبةُ الأقران

 

هم يذعنونَ لمن يدوسُ رقابَهمج

 

ويقدمونَ المجدَ للسجَّانِ

 

هم يطلبونَ الموتَ فديةَ حاكمٍ

 

سَحَقَ الكرامةَ دونَ أي تواني

 

عاشَ الذي وطئَ الجميعَ بنعلِهِ

 

وتقدستْ روحُ الذي أبكاني

 

لما رأى البنا تمزَّقَ شملنا

 

ورأى الطريقَ يضيقُ بالخلانِ

 

لما رأى الإسلامَ يشكو غربةً

 

مارَ الفؤادُ وفاضتْ العينانِ

 

سهر الليالي حائراً متفكراً

 

كيفَ التحررُ من لظى الطغيانِ

 

نادى بقلبٍ ثابتٍ متوهجٍ

 

هيا إلى الإسلامِ يا إخوان

 

هيا نعيدُ نضارَهُ وسَنامَهُ

 

هيا نزكي النفس بالإيمانِ

 

هيا نعيدُ المجدَ خفاقاً لنا

 

هيا نعيدُ كتائِبَ الفرسانِ

 

هيا إلى شرعٍ حنيفٍ طاهرٍ

 

هيا إلى الدستورِ بالقرآنِ

 

يا أيها البنا بنيتَ دعائِماً

 

وبنيتَ جيلاً طاهرَ الأردانِ

 

صاروا مصابيحَ الهدى وتمسكوا

 

بالهديِّ هدي نبينِا العدنانِ

 

ودفعتَ للقدسِ الشريفِ كتائِباً

 

ذاقَ اليهودُ بهمْ أمرَّ ه وانِ

 

كانوا بساحاتِ الوغى أسدَ الشرى

 

والليلُ عندهمو سنا الرهبانِ

 

 

 

لكنَّ من ذاقوا الهوان تآمروا

 

وأعيدَ آلافٌ من الإخوانِ

 

أضحى الجهادُ جنايةً مذمومةً

 

من جاهدوا سيقوا إلى السجان

 

صرخَ الإمامُ أنا الفداءُ لأخوتي

 

أنا دونَهم أمضي إلى القضبانِ

 

أنا لا أطيقُ العيشَ دونَ أحبتي

 

أنا لا أطيق مرارةَ الهجرانِ

 

هيا خذوني للسجونِ فإن بي

 

شوقاً للقيا الصحبِ والخلانِ

 

عيناهُ تشتاقُ اللقاءَ وقلبُهُ

 

يلتاع من وجعٍ به ويعاني

 

جاءتْ يدٌ للغدرِ تقطعُ في الدجى

 

سبلاً تفوق مكائد الشيطان

 

 

 

قد أطلقوا بالحقدِ نيراناً لهم

 

هربوا وهذا شأنُ كلِّ جبانِ

 

لكنَّ وعدَ اللهِ يطرقُ بابَهُ

 

ستكونُ في لقيا مع الرحمنِ

 

راحتْ دماكَ تسطرُ العهدَ الذي

 

رددتَهُ دوماً مع الإخوانِ

 

اللهُ غايتُنا و" أحمدُ " يفتدى

 

بالنفسِ بالآباءِ والولدان

 

دستورُنا القرآنُ فيه نجاتُنا

 

ولنا الجهادُ سبيلُ كلِّ أمانِ

 

واللهَ نسألُ موتةً من أجلهِ

 

حتى نفوزَ بكلِّ خيرٍ دانِ

 

صعدتْ إلى العلياءِ روحكَ سيدي

 

للرَّوحِ والريحانِ والرضوانِ

 

 

 

يا ربِّ فاجمعنا به في جنةٍ

 

تشدو بها الأطيارُ بالألحانِ