عِنْدَمَا يَبْكِى الرَّبِيعُ

[دعوه للجنه 457]

 

 

 

 

شعر: محمد خلف الونيني

 

 

هَـذِي الطُّــيُـــــورُ تَـغَــــــرَّبَـتْ وَتَــــفَـرَّقَـتْ * فِـي لَـيْـلَـةٍ قَــــــدْ خُـــرِّبَــــتْ أَكْـنَــــــــانُـهَـا

 

وَتَـسَــــاقَــــطَــــتْ أَوْرَاقُ أَشْـجَـــــارٍ بَـكَـتْ * وَتَـحَـــــرَّقَـــتْ في غُـــرْبَــةٍ أَفْـنَـــــــــــــانُـهَـا

 

وَبَـدَتْ غُـيُـــــومٌ في الـسَّــمَــــــاءِ تَـحَـجَّـرَتْ * وَانْـسَـــــابَ مِـــنْ فَـــرْطِ الـنَّـحِـيــبِ عَـنَـانُـهَـا

 

أَرْضُ الإِبَـــــاءِ كَـسَـــا الْـحَـسُـــومُ رِيَـاضَـهَـا * مَـــــا عَـادَ يُـزْهِـرُ بِــالْـمُــــنَـي بُـسْـــتَـــــانُـهَـا

 

وَزُهُـــورُهَــا أَضْـــحَـتْ بِـلا عَـبَـقٍ .. عَلَى الـ * ـطُّـــرُقَــاتِ قَـــــدْ سَـــكَـــبَـــتْ دَمًـا أَلْـوَانُـهَــا

 

وَبُـــيُـــوتُـــهَـــا بَـيْـنَ الْـخَــرَابِ طُـلُـولُــهَـا * مَــهْــجُــورَةٌ .. قَــــدْ عَــــــافَـهَـا سُــــكَّـانُـهَـا

 

وَبَـــدَا الـنَّـعِـيــــقُ عَـلَـى الـرَّوَابِـي لَـحْـنُـهَـا * وَبِـــهِ عَـــيَـــانًـــا قَــــدْ شَـــــــــدَا كَـــرَوَانُـهَـا

 

وَالـظُّــلْــمُ أَضْــحَــي مِـنْ مَـــآثِـرِ قَـوْمِــــــهَا * وَعَـلَـي الْـمَــــقَـاصِــلِ أُعْـــدِمَـــتْ فُـــرْسَـانُـهَــا

 

وَعَــلا الَـمَـنَـاصِـبِ حِــفْــنَـــةٌ أَفَّــــاقَـــــــةٌ * أَسَـــفًـا .. فَــقَــدْ مَــلَـكَ الـزِّمَـــامَ جَـبَـانُـــهَــا

 

وَهَــنٌ شَــــدِيــــدٌ قَــــدْ أَصَـــابَ عُــرُوقَـهَــا * فَــــاسْــتَــسْــلَـــمَـتْ لِـمَـصِـيـــرِهَــا غُـزْلانُـهَــا

 

قَــــدْ خَـطَّـطَ الأعْـــــــدَاءُ يَــوْمًــا مَــحْــوَهَــا * عَــرَفَ الـطَّـــــريـــــقَ إلـي الأسـى خُُـسْـرَانُـهـا

 

زَرَعَ الـقُـــــرُودُ لَـهُـمْ عَـلَـي أَمْـــــــلاكِـهَــــا * وَطَــنًــا بِـــهِ سَــفَــــكَ الـدِمَــــــا كُـهَّــانُــهـــا

 

الـــذَّبْــــحُ والـتَّــــقْـتِـيـلُ والـتَّـخْـريــبُ وَالـ * ــتَّـوْطِـيـــنُ فـى تِـلْـمُـــــودِهَـا عِـنْـــــــوَانُـهــــا

 

وَبَـنُـــوا لَـهُـمْ فَـــوْقَ الْــجَـمَـاجِـمِ هَـيْـكَــلاً * فـي سَـهْـــوَةٍ غَـــدْرًا عَــــلا بُــنْـيَـــــــــــانُـهــا

 

بِـالْـمَـسْـجِــــــدِ الأَقْـصَـي الأَسِـيـرِ تَـمَـرَّغُـوا * وَالْـتَـفَّ حَــــــــــوْلَ دِثَـــــــارِهِ ثُـعْـبَـانُـــهــــا

 

نَـثَـــرُوا الـدِّمَـــــــاءَ عَــلَـي شَـفَـا مِـحْـرَابِــهِ * وَأَقَــــامَ فِـيـــهِ وَاعِـظًــا شَـيْـــــــــطَانُـــــهـــا

 

قَـــدْ عَــادَ مِـنْ بَـعْـدِ الـشَّــتَــاتِ لَـفِـيـفُـهُـمْ * قَــدْ عَــادَ يَـنْـهَـــــــشُ في الْـجُــثَـي عِـقْـبَـانُـهــا

 

وَسُــيُــوفُـنَـا في غِــمْــدِهَــا مَــسْــجُــونَـــــةٌ * لَـيْــسَـــتْ لِــتَــشْــدُوا بِــالــصَّـلِـــيـلِ سِـنَـانُـهـا

 

 

 

 

هَــا الْـقُـدْسُ تَـبْـكِـى لَـيْـلَـهَـا وَنَـهَـارَهَــــــا * مَــرّ الـسِّــنِـــيــنِ تَـكَـاثَـــــــــــرَتْ أَحْـزَانُــهــا

 

لَـبِــسَــتْ ثِـيَــابَ الْـحُـزْنِ في أَيَّـــامِــنَــــــا * عَــــــارٌ عَــلَــيْـنَـا في الـــوَغَـــي نِــسْـيَــانُــهـــا

 

الـقـدسُ نَــــــــادَتْ في الـبَـيَـادِرِ وَالــرُّبَــــي * صَـاحَــتْ وَصَـــاخَـتْ ... أُشْــعِـلَـتْ نِـيـرَانُــهـا

 

أَيْــنَ الْـجُـــدُودُ وَدَرْبُــهُــمْ ؟ .. رَسَـمُــوا لَـنَـا * تَـارِيـــخَ أَمْــجَــادٍ زَهَـــــــــــا رَيْــحَــانُــهـــا

 

يــا قــدسُ قـد رَحَـلَ الــجُـــدُودُ وبَــأْسُــهُــمْ * مَــا عَــادَ يُــجْــدِي فـي الْـقُـلــوبِ زَمَــانُـهـــا

 

مَــا عــاد يُـجْــدِي فـي الْـمَـــآقِــي دَمْـعُـهَــا * مـا زالَ يَـــخْـتَـــزِلُ الـنُّــفُــــوسَ جَـبَـانُـــهــــا

 

فَــتَـحَــمَّــلِـي غَـــــــدْرَ الــزَّمَــانِ وَمَــكْــــرِهِ * فَـلَـرُبَّــمَــــــــــــــــا يَــأْتــي غَــدًا رُبَّــانُــهــا

 

وَلَــرُبَّـمَــا يَـعْـــــــلُـــو الـسَّـمَـاءَ نَـشِـيـدُنــــا * يُــرْخِـــي عَــلَـيْـنَــا بـالـرِّضَـــي رَحْـمَـــانُــهــا

 

وَيَــجِــيءُ فَــجْــرُكِ بَـــاسِـمًــا مُـتَـلألِــئًـــــا * فِــيــهِ الأغــــانـــي عَــذْبَـــةٌ أَلْــحَــــــانُــهـــا