وصيتى إلى الزوج المشغول بالدعوة: لا تهمل زوجتك

[دعوه للجنه 457]

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

وصيتى إلى الزوج المشغول بالدعوة: لا تهمل زوجتك

 

 

أخي الزوج الحبيب المهموم بدعوته أعرنى قلبك قبل سمعك لحظات لعل الكلام الذى يخرج من قلبى يجد طريقه لقلبك !!

 

إن الله عز و جل أكرمك بنعمة الزوجة الصالحة وجمع بينكما بميثاق شرعي غليظ تحت راية إسلامنا الحنيف واسترعاك الله على تلك الزوجة وجعل لك القوامة عليها لتعطيها حقوقها المشروعة التي كفلها لها الإسلام , ذلك الدين العظيم دين الرحمة والحب والمودة والعدل والمساواة .

 

ولكنى اليوم أراك وقد أخذتك مشاغل الحياة وانغمست في همومها وانشغلت عن زوجتك وبيتك إما بالعمل المعيشي أو بحياتك الخاصة أو بتحميل نفسك طاقات لا تتحملها حتى وان كانت تكاليف دعوية وهذا للأسف أراه من بعض الدعاة الذين يذهبون صباحا إلى أعمالهم ثم يعودون إلى أعمالهم الدعوية فينهمكون فيها حتى وقت متأخر من الليل ثم يعودون إلى منازلهم التي أصبحت بالنسبة لهم أماكن يأوون إليها للنوم فقط يقضون فيها ما تبقى من ليلهم , وهذا فهم خاطئ للدعوة وللإسلام .

 

فزوجتك أخى الحبيب هي جزء هام في حياتك لا يصح أبدا أن تهمله أو تتجاهله وتتحجج بالتكاليف الدعوية أو بالحياة المعيشية , فزوجتك وديعة استودعها الله عندك لتحافظ عليها وتلبى رغباتها وتغدق عليها من حبك وحنانك ووقتك الثمين وتتفنن في إسعادها .

لا تقل لي أنها تدرك واجباتي وتفهم طبيعة أعمالي , فهذا غير صحيح تماما وان أظهرت لك غير ذلك وهذه هي طبيعة المرأة وفطرتها التي فطرها الله عليها , فزوجتك ما هي إلا مجموعة من المشاعر الرقيقة والأحاسيس المرهفة , هي نسمة الفجر الجميل التي تطل على ظلام ليلك فتنيره وتحوله إلى شعاع نور ليهتدي به الحيارى والتائهين , هي بلسم يداوى جراحك التي تخلفها مشاكل الحياة وهمومها, هي زهرة في بستان حياتك لا تريد لأحد أن يستنشق رحيقها غيرك .

تحتاج منك إلى ليالي دافئة مليئة بالحب والرومانسية , تتذكر معها فيها اسعد الأوقات التي مرت عليكم وتتذكرون فيها لحظات الحب الجارف التي جمعت بينكما , تحتاج منك إلى كلمات عذبة رقيقة وهمسات عشق تذيب جبال الفتور التي نشأت بينكما بسبب مشاغل الحياة وهمومها , تحتاج منك إلى لمسة من أناملك تريح قلبها وتشعرها بأنها ملك لك أنت وحدك , تحتاج منك أن تجعلها رقما صعبا في حياتك يصعب عليك تجاوزه , تحتاج إليك أنت لا احد غيرك .

أتمنى أخى الحبيب أن تكون رسالتي وصلت إليك , وأرجو أن تفهم جيدا ما أصبو إليه , وادعوا الله عز وجل أن يجعل أيامكم أياما سعيدة وان يديم عليكم ليالي الحب الدافئة .

لتكون بحق نموذجاً للزوج المسلم الملتزم بتعاليم دينه وأخلاق نبيه صلى الله عليه وسلم وتكون من خير الناس لأهله ...

 

اللهم من اجعلنى ومن قرأ مقالتى من خيار الناس لأهلنا .. آمين .. والحمد لله رب العالمين