قصيدة شكر لمسلسل "الجماعة"

[دعوه للجنه 457]

قصيدة شكر لمسلسل "الجماعة"

 

مسلسل الجماعة.. تزييف تاريخ وتشويه حقائق نظم: معتصم عبد الله

 

 

 

 

 

 

فشكرًا للمسلسلِ يا "جماعة" فمنه زدنا حبًّا واقتناعا

بأن جماعةَ الإخوان قامت وقد زادت رسوخًا واتساعا

وأن معاولَ التشكيك فيها تزوِّدها على الهدم امتناعا

سهامُ المكر قد زادتها صبرًا وأعطتها الوقاية والمناعة

فإن الحقَّ ذو نفس طويلٍ وغيرُ الحق لن يبقى لساعة

وتلك مسلسلاتُ الكيد دومًا تُذاع بكل آونةٍ تِباعا

تغيِّر في الحقائق والمواقفْ وتعرضها مُزيفة خداعا

وتُعرض قبل وقت الانتخاب لتخويفِ الجموعِ من الجماعة

ومن يقرأ كتابَ مذكراتٍ يُميز بين صدقٍ وإشاعة*

قد التقطوا سطورًا ناصعاتٍ وعند العرض نفتقد النصاعة

وإن عرضوا الحقيقة بعض حين فسوء الظن كان لها قناعا

وقد خلطوا ببعض الحق زيفا ليخرج عن حقيقته اصطناعا

وحينًا تُعرضُ الأحداث حتى نظن بها الحقيقة لا الخداعا

وحينًا تُعرض الأحداث مزجا بتحويرٍ بقصدٍ أو قناعة

وأمر الحق إن يُخلطْ بزيفٍ ترَ المقصود والمفهوم ضاعا

وقول الصدق إن يُخلط بزيغ سيعطي العكس فهما وانطباعا

وما يخلو من التشويه يأتي وقد أخِذ اجتزاءً واقتطاعا

فتشويه الحقائق صار فنا ويُنسب للمهارة والبراعة

بتشكيكٍ وتحويرٍ وقلبٍ نرى الشبهاتِ تُختلقُ اختراعا

وكم زادوا وعادوا القول فيها وما ملُّوا السآمة والصُّداعا

*

وجاءوا بصورة البنا بعيدة صفاتٍ أو سلوكًا أو طباعا

ولو تقرأ كتابَ مذكراتٍ وجدتَ البون قد زاد اتساعا

فليست كلُّ نائحةٍ كثكلى إذا ادَّعتا عن الحق الدفاعا

وفرقٌ بين نور الصدق يسري وأهواءٍ وتلفيقِ للإشاعة

ومن طلب الحقيقةَ لن يراها إذا في النفس أهواءٌ تُراعى

ومن يرد الحقيقةَ ضلَّ سعيا إذا اتخذ السَّواد له قناعا

ومن قد كان ذا فم مريضٍ يرى عذب المياه بفيه ماعا

ومن في عينه رمدٌ سينكرْ لنور الشمس ضوءًا أو شعاعا

ومن كانت بضاعته النفاق فيا بئس الخسارة و البضاعة

****

وقال صديقي ضقتُ اليوم ذرْعا فقد ملأوا المسلسلَ بالبشاعة

سمعنا معظم الحلقات حتى مللنا الانتظار والاستماعا

سأغلقُ شاشة التلفاز فورًا إذا حان المسلسل أن يُذاعا

فإن الزورَ والبهتانَ نوعٌ من التهريجِ لا أرضى استماعه

فقلتُ نؤجِّل الأحكامَ حتى نرى البقية علَّ بها انتفاعا

ولكنَّ المسلسل صار يهذي إذا الحلقات يَعرِضُها تباعا

وإن قلنا سيبقى الزيفُ شبرًا نراه الآن باعاً أو ذراعا

********

ويا قومي سأسألكم أجيبوا لكي نزداد فهمًا أو قناعة

لماذا دعوة الإخوان تبقى برغم الطعن فيها كلَّ ساعة؟

بتنكيلٍ وتضييقٍ وحظرٍ وتحذير للشعوب من الجماعة

فتبقى رغم هذا الضغط دهرًا وتزدادُ اشتهارًا واتساعا

وقد سُئل اليهودُ غداة جاءوا لشعب الأقصى ينوون اقتلاعا

ألا تخشوْن مِن أهل الجوا ر وكلِّ العُرْبِ صدًّا أو دفاعا

فقال كبيرهم لا نخشى شيئا سوى المحذور من تلك الجماعة

رأيناهم بوقت الحرب أُسْدًا ولوْنُ وجوهنا ازداد انتقاعا

وفرَّ جنودنا خوفًا ورعبا بل ارتعدوا انزعاجًا وارتياعا

ستكفينا الحكوماتُ الصديقة شرورَهمو وتكفينا الصراعا **

ووفَّى الأصدقاء بغير نقضٍ وعودَهمو صهاينةً رعاعا

وإنْ أمَرَ العدوُّ بأمر سوءٍ ترى الأعوان قد لبُّوا سراعا

بإبعادٍ وإقصاءٍ وحظرٍ وتضييقٍ على تلك الجماعة

*********

وكم قالوا عن الإخوان زورًا أرادوا العنف فينا والصراعا

ولو جاءوا من الإرهاب حرفا لردَّ الأمن بالصاعين صاعا

فجيش الأمن صار الآن فحْلاً "يُزَغَّطُ" كي يُفرَّغَ للجماعة

وقد ترك الحدود بلا اشتباكٍ فنيران الصديق لها الوداعة

وصار الأمن في الطرقات يشكو ونسمع عن كوارث كلَّ ساعة

*******

وكم قالوا عن الإخوان قاموا لأخذ الحكم يرجون المتاعا

سلوا الشهداءَ ماذا قد أفادوا من الحكام غُنْمًا وانتفاعا

سلوا الأعمار تُقضى خلف سور لمن قد قالوا للدنيا وَداعا

سلوا الدرجات تسلبُ في الوظائفْ فما وجد الكرامُ بها ارتفاعا

سلوا الأفواج في ظلمِ اتهامٍ قد انتُزعوا من البيت انتزاعا

سلوا الأموال تُجمع من حلالٍ تصادرُ أو يقال المال ضاعا

أتلك التضحياتُ هي الطريق لمن يسعى إلى الحكم اندفاعا؟

*******

تعالَوْا للحقيقة أعلنوها فأحرارُ البلاد بهم شجاعة

بأن جماعة الإخوان تَبنى لكل المكرمات هنا قلاعا

سفينة صحوة الإسلام سارت ودعوتنا ستبقى لها شراعا

فتلك جماعةٌ للحق قامت أقام البنا فيها ما استطاعا

وقاوَمَت اليهود والإنجليز بأمثلة البطولة والشجاعة

وأعداءُ الجماعةِ هم يهودٌ ومَن للأمر منهم قد أطاعا

وغاظ الغربَ والأعوانَ عجزٌ فما قدروا لعزتها اقتلاعا

برغم الكيد والتشهير فيها تزيد هنا انتشارًا واتساعا

فأوحى الغرب للأعوان سرًّا عليكم بالمؤسسِ والجماعة

عليكم منعَ حبِّ الناس عنهم فحبُّ الناس للإخوان شاعا

وكُفُّوا الناس أن يأتوا إليهم إذا عقدوا دروسًا واجتماعا

عليكم حين وقتِ الانتخاب بمنعهمو إذا رغبوا اقتراعا

تجاوزنا عن التزوير فيكم فتلك ضرورةٌ: عزل الجماعة

ولكن حبَّذا التشهير فيهم وعرضٌ للمسلسل كلَّ ساعة

*

فندعو الله في شهر الصيام ونرفع من أَكُفٍّ للضراعة

بأن يهدي إلى الإسلامِ قومي ويتبعوا الحبيبَ له الشفاعة

ويبعد كل أهل السوء عنا لتنصلح الزراعة والصناعة

تعودُ لمصرَ عزَّتُها فتَرقى وبالإسلام تزداد ارتفاعا

**

*اعتمد المسلسل في تفاصيل كثيرة منه على كتاب "مذكرات الدعوة والداعية" للإمام حسن البنا، ولكن بعد تحويرها.

 

** في عام 1948م وبعد الهدنة الثانية عقد "موشي ديان" مؤتمرًا صحفيًّا في أمريكا، سأله فيه أحد الصحفيين: هل يستطيع أن يضمن بقاء "إسرائيل" وسط دول كثيرة تعاديها؟! فأجاب موشى ديان: إن "إسرائيل" لا تخشى لقاء هذه الدول مجتمعةً أو متفرقةً، فهي كفيلة بهزيمتهم، ولكنها تكره أن تلقى فئة واحدة فقط، وهم الإخوان المسلمون، وستكفينا حكومتهم مؤونتهم.

 

------