اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
الفقيرة الى الله

,,شخصيات نسائية مختلفة"

Recommended Posts

بسم الله الرحين الرحيم

 

 

 

 

 

 

صافورية زوجة موسى عليه السلام

 

اسمها صافورية أو صفوريا ويسميها الأوروبيون صفورا وتعنى (العصفورة) هى ابنة النبى شعيب حسبما يقول أنس بن مالك.. بينما يقول آخرون- ومن بينهم ابن كثير- إن والدها كان شيخاً من شيوخ القبائل، وشعيب هو النبى الذى بعث لأصحاب الأيكة وهم قوم مدين الذين كانوا يعبدون شجرة ملفوفة. وحكاية لقاء موسى عليه السلام بصافورية ذكرها القرآن الكريم.

سيدنا موسى ولد بعد نحو 500 سنة من وفاة سيدنا يوسف، أى بعد نحو 800 سنة من ميلاد إبراهيم عليه السلام والله أعلم. ولموسى شقيق هو هارون عليه السلام، نبى مثله، ذكره الله فى القرآن الكريم، ومن المرجح أنه يكبر سيدنا موسى بثلاث سنوات ولهما شقيقة اسمها مريم كانت فى سن الإدراك عندما ولد موسى عليه السلام. وبقية الحكاية لا مجال لذكرها هنا. المهم أن سيدنا موسى فرّ من مصر ويقال إنه ولد وعاش فى فاقوس محافظة الشرقية، التى كانت تسمى أرض جاسان فى العصر الفرعونى حسب العهد القديم والقرآن الكريم. ومعنى اسم موسى أى الذى تم انتشاله من الماء.

وقد خرج موسى من مصر بعد أن شهد مشاجرة مصرى وإسرائيلى واستغاث الأخير به فوكز المصرى وكزة أدت إلى وفاته وكان قوياً مفتول العضلات، واستصرخه الإسرائيلى له فى اليوم التالى ورفضه ففضحه، وأتى إليه رجل من الصالحين يبلغه أن القوم فى القصر يودون الاقتصاص منه ونصحه بالفرار، وفر ووصل إلى مدين فى بلاد الشام فوجد فتاتين تنتظران كى تسقيا أغنامهما فساعدهما بعد أن قالتا له إن والدهما شيخ كبير وذهبتا إلى والدهما لتحكيا له ما كان، وهنا نصحت صافورية والدها بإستئجاره لأنه «قوى أمين» حسبما جاء وصفه فى القرآن الكريم. «قوى» لأن بنيانه كان قوياًً كما ذكرت، أما «أمين» فلأنه عندما أتت إليه صافورية تدعوه للقاء والدها طلب منها أن تسير وراءه عفة منه وكى لا ينظر إليها وهى تسير أمامه.

وهنا عرض عليه شعيب- عليه السلام- أو الشيخ الزواج من إحدى ابنتيه مقابل مهر أن يخدمه ثمانى سنوات- وإن أراد- يمدها لعشر وقد كان، فتزوج موسى من صافورية وولدت له ولدين أولهما وُلد فى مدين اسمه (جرشوم) ومعناه غريب المولد .. وثانيهما (اليازر) يقال إنه ولد فى مصر والله وأعلم.

وصافورية لها حكاية يحكيها اليهود تقول: إنه فى حوالى 1450 قبل الميلاد عثر على طفلة صغيرة سوداء على ضفاف البحر الأحمر، أطلق عليها اسم صفورا أو العصفورة. لون جلدها كان من المفترض أن يحكم عليها بمستقبل مظلم فهى بلونها هذا أشبه بالعبيد والخدم لولا شعيب عليه السلام الذى تبناها فقرر أن يهتم بنفسه بتعليمها فأصبح يطلق عليها صفورا الحكيمة.

 

والتوراة حكت كيف أن هارون لم يكن يحبها كثيراً بل ذكر عن بعض محاولات للفرقة بين الزوجين عندما عاد إلى مصر ولقبها فى أماكن بـ (الكوشية) أو (الإثيوبية) وإن كان البعض يقول إنها كانت إرتيرية، وكوشية نسبة لقبيلة كوش بن حام بن نوح عليه السلام..

وصفورا اختارها الله سبحانه وتعالى لسبب كى تكون زوجة لسيدنا موسى الذى أتى على قوم من أشد وأصعب الأقوام فى التعامل مع الأنبياء، واختيارها له خير دليل على أنها تهتم بالقيم المعنوية والفضائل البشرية أكثر من اهتمامها بما يملكه الإنسان.

فقد أتى موسى مَدين فقيراً لا يملك حتى قوت يومه، وحادث يذكره الإنجيل عن صفورا هو فى غاية الصعوبة يقول ما معناه: إن الله سبحانه وتعالى قد أرسل من يقتل موسى وأن صفورة قامت ساعتها بختان ابنها (جرشوم) وإن هذا العمل هو الذى أنقذ موسى.. طبعاً حادث غير مفهوم ولكنى ذكرته لأنه يقدم صفورا كمنقذة وعلماء الإسلام يشيدون بصفورا كامرأة مؤمنة صابرة محبة لزوجها وتحدثوا عن جمالها وشخصيتها الرائعة، قالوا عنها إنها كانت كريمة تكرم ضيوفها والغرباء. كانت حكيمة تعطى المشورة الصحيحة وكلمات الحكمة. هى بالنسبة للكثيرين زوجة نبى وابنة نبى.. المعلومات عنها قليلة جداً وصعب توافرها كما هو الحال دوماً عندما يتعلق الأمر بالنساء عموماً فى التاريخ.

 

 

 

 

 

 

 

رفقة زوجة إسحاق عليه السلام

 

سيدنا إسحاق عليه السلام هو الابن الثانى لسيدنا إبراهيم أبوالأنبياء.. يقال إن الفرق بينه وبين شقيقه إسماعيل ثلاثة عشر عاماً.. بشر الملائكة سيدنا إبراهيم بحمل زوجته سارة يوم زاروه ليخبروه عن العذاب، الذى سوف يلحق بقوم لوط.. ويقال إن سيدنا إبراهيم وقتها كان يبلغ من العمر مائة عام وزوجته سارة أصغر طبعاً، ولكنها كانت قد تعدت سن الإنجاب بكثير..

ولد سيدنا إسحاق فى كنعان ويقال إنه لم يخرج منها قط.. ماتت أمه السيدة سارة عليها السلام وشاخ أبوه..

وفكر فى تزويجه إلا أنه لم يكن يرغب له فى عروس من كنعان.. بل كان يريد تزويجه من عشيرته وأرضه.. فأرسل بأحد خدمه واسمه أليعازر محملاً بالذهب ومعه عشرة جمال.. وذهب الخادم وهو خائف من ألا يوفق فى إقناع فتاة بترك أرضها والسير وراءه أو باختيار عروس لا تعجب سيده... فدعا ربه أن يساعده... ووصل إلى مدينة ناحور... وأراح الجمال عند بئر الماء وقت خروج النساء للسقيا... ودعا ربه أن يساعده، وقرر أنه سيختار الفتاة التى توافق على أن تسقيه كعروس... وإذا بـ (رفقة) ابنة بثوئيل ابن ملكة امرأة ناحور شقيق سيدنا إبراهيم تأتى وجرتها على كتفها... كانت (رفقة) جميلة مبتسمة مقبلة وفتية، وطلب منها خادم إبراهيم أن تسقيه فرضيت، بل عرضت أن يسقى جماله أيضا..

وسألها من تكون ؟ فعرف منها أنها من بيت أخ رسول الله إبراهيم ففرح، وأهداها ذهباً عبارة عن خزامة، والخزامة تشبه الحلق وتوضع فى الأنف وإسورتين... فجرت إلى المنزل وأرتها لأخيها (لابان) الذى ركض ودعا الرجل ومن معه لمنزلهم للمبيت... وبعد أن حضروا العشاء ودعوه إليه جلس وأعلن طلبه فى أن يزوج (رفقة) أو (ريبكا) من سيدنا إسحاق... وحكى لهم ما كان بينه وبين سيدنا إبراهيم ودعاءه لربه قرب البئر....

وهنا اعتبر أخوا رفقة (لابان) و(بثوئيل) أن الأمر ربانى فرضيا أن تتزوج رفقة من إسحاق، وأخرج الخادم آنية فضة وآنية ذهب وملابس وأعطاها إياها وأعطى تحفاً لأخويها ولأمها.. وسألوها إن كانت ترضى الذهاب معه إلى عريسها فوافقت واصطحبتهم ومعها مرضعتها وبعض الفتيات....

جدير بالذكر أن شقيق رفقة (لابان) هو والد راشيل وليا اللتين تزوجتا فيما بعد من سيدنا يعقوب ابن (ربيكا) أو (رفقة) وإسحاق... ووصلت رفقة إلى كنعان... فوجدت رجلا وسط الحقول يصلى... فسألت عنه وأجابها أليعازر هو إسحاق عريسك فخجلت وغطت وجهها... وأدخلها إسحاق إلى خيمة والدته الراحلة سارة وتزوجها وأحبها حبا جما.. وقد استقى اليهود الكثير من عاداتهم عند الزواج من زواج (رفقة) بإسحاق.. فالعروس اليهودية عند رؤيتها العريس تغطى وجهها والحاخام اليهودى عند إتمام الزواج يردد نفس الصلوات التى رددها شقيقا (رفقة) لها..

وحملت (رفقة) بتوأم هما يعقوب وعيسو.... وعودة إلى الأساطير اليهودية التى تقول إنه كلما كانت تمر قرب بيت تقرأ فيه التوراة كان يعقوب يحاول الخروج إلى الدنيا، وكلما كانت تمر قرب منزل لا تقرأ فيه التوراة كان عيسو يحاول الخروج.. وتقول أيضا الأساطير اليهودية إن (رفقة) قد علمت أن فى رحمها توأماً يتصارعان داخلها، وأن صراعهما سوف يستمر مدى حياتهما، وسوف يصبحان أمتين مختلفتين..

وكان الشقيقان منذ ولادتهما مختلفين فى الطباع عيسو محب للصيد... أما يعقوب فكان محبا للأرض.... أحب إسحاق عيسو أكثر وأحبت (رفقة) يعقوب أكثر... فى أواخر حياته أصيب إسحاق بالعمى، وكانت (رفقة) تقوم على خدمته... وازدادت الخلافات بين الشقيقين حتى توفيت (رفقة)، ويقال إن إسحاق لم يستطع دفنها بنفسه.

وفى الحرم الإبراهيمى فى الخليل دفن سيدنا إبراهيم والسيدة سارة وإسحاق ورفقة ويعقوب وليا... ويقال إنها كانت تبلغ من العمر 124 عاما عندما ماتت ويقال 135.

 

 

 

 

 

امرأة لوط عليه السلام

سوف أتحدث عن زوجة سيدنا لوط... وجاء ذكرها فى القرآن الكريم على اعتبار أنها من الغابرين... كانت سيدة سيئة لم تؤمن بزوجها ولا بدعوته ولاقت جزاءها.... ولكن بداية فلأقل لكم إن سيدنا لوط هو ابن هاران وهو أخو سيدنا إبراهيم لأبيه تارخ أى أزر بن ناحور، وهو سلالة سام بن نوح عليهم السلام.

أم سيدنا لوط تكون أخت والدة إبراهيم عليه السلام، وهى ابنة لاحج، ويقال إنه كان نبيا ولكن لم يرسل إلى أمة بعينها. ولوط هو أخو سارة زوجة سيدنا إبراهيم لأمها. ولد سيدنا لوط عليه السلام فى كوثار وهى ( قرية من قرى الكوفة فى العراق )وعاش فى زمن سيدنا إبراهيم وولديه إسماعيل وإسحاق عليهما السلام... كان تقياً ورعاً صبوراً طائعا لله ناصحا لقومه الذين كانوا أول من اشتهى الرجال دون النساء... كانوا يتركون نساءهم ويمارسون الفاحشة بينهم.... وإذا ما أتى ضيف اعتدوا عليه وأجبروه على ما يقومون به... حاول معهم لوط كثيرا إلا أنه لم ينجح... وكان قد هاجر مع نبى الله إبراهيم لما ضايقه الكافرون فى أرضه فى العراق واستقر لوط فى سدوم بالقرب من عامر على شاطئ البحر الميت فيما تعرف اليوم بالأردن.

 

وكان أهل سدوم قوما بخلاء وأطلق عليهم لقب (أهل المؤتفكة) لأنهم كانوا كما سبق أن قلت أهل فساد ولغو يأتونه بحضور النساء والبنات... ورغم تكرار نصح لوط لقومه إلا أنهم لم يتعظوا بل واصلوا وغالوا فى أفعالهم... فأرسل الله بملائكة لإنزال العقوبة على أهل سدوم... زاروا أولا إبراهيم عليه السلام ورفضوا تناول الطعام الذى أعده لهم وهكذا عرف أنهم ملائكة ثم ذهبوا إلى لوط الذى تضايق جداً خوفاً مما ينوى أهل بلده لو علموا بقدومهم فعله بهم... وحاول أن يتحايل ويتحاشى استقبالهم وبعدها أن يصرفهم إلا أنه لم ينجح، فقد طلبوا منه صراحة أن يستضيفهم عنــــــــده فاستحى وأمر أهل -بيته زوجته وبناته- ألا يخبرن أحداً من البلد... بل قال لزوجته: إن لم تخبرى قومك فسوف أسامحك على ما بدر منك من أذى تجاهى فيما مضى.

 

فوعدته... وهنا تفاجأ بما فعلت هذه السيدة التى عاقبها الله عقابا شديدا فيما بعد. كانت على دين آبائها وكانت متفقة معهم على إشارة تخبرهم بها لو جاء ضيف يزور زوجها... فما كان منها بعد أن وعدت إلا أن أوقدت نارا فوق سطح منزلها، وهى الإشارة المتفق عليها فتوافدوا.... ولم ينجح فى إقناعهم بالذهاب واحترام ضيوفه، بل كان يدفعهم عنهم حتى تعب... وهددهم بعذاب شديد من الله.... فسخروا منه بل طالبوه بإنزال العذاب عليهم... وأوى حزينا إلى ركن فى بيته فطمأنته الملائكة وعرفوه أنهم رسل الله تعالى وأمروه بأن يسرى بأسرته ليلا إلا أنهم طلبوا منهم عدم النظر إلى الخلف ومن نظر كان من الغابرين...

 

وأبلغوه أن زوجته ستكون منهم وخرج لوط وابنتاه دون أن يلتفتوا... وخرجت امرأته معهم وبينما هم فى الطريق جاءت الصيحة ونزل العذاب بأهل سدوم فصرخت امرأة لوط (واقوماه) فسقط عليها حجر ألحقها بقومها... ويقال بأن سدوم وعمورة ومدنا أخرى كان يقطنها قوم لوط أصبحت تحت الأرض بحوالى 400 متر... وهى ما أصبح يطلق عليها اليوم بحيرة لوط أو البحر الميت لأنه لايعيش فيه الأسماك أو الأنواع البحرية بل يطلق عليه فى الكتب القديمة اسم البحيرة النتنة. والاكتشافات الأثرية توصلت إلى كهف طبيعى فيه نبع يعود إلى العصر الحجرى...

 

ويعتقد أن النبى لوطا كان يعيش فى العصر البرونزى أى حوالى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، وقد بنى المسيحيون على باب الكهف أو المغارة كنيسة وديرا ويعتقد أن نبى الله لوطا كان يعيش فيه وأولاده بعد دمار هذه المدن، إذ ولد ابناه (عمون) و(مؤاب).

وفى منطقة البحر الأحمر تمثال لامرأة تنظر إلى الخلف يقال إنها لزوجة لوط عليه السلام... وإن كان الأمر ليس بمؤكد... ويتساءل البعض كيف لزوجة نبى أن تكون خائنة؟ وهنا للعلماء تفسير فقد كانت خائنة بمعنى أنها تبطن غير ما تظهر إلا أنها لم تكن زانية... هى كانت منافقة كافرة إلا أنها لم تكن أبداً زوجة نبى زانية.

لماذا صبر عليها سيدنا لوط...سؤال آخر ربما لأنه كان يأمل فى صلاح حالها وربما لأنها كانت لا تفصح دوما عما فى مكنونها. ولوط عليه السلام مذكور فى جميع الكتب السماوية... وحكاية العذاب الذى لحق بسدوم وعمورة من أمطار بالنار والكبريت وهلاك زوجته مذكور أيضا، الفرق الوحيد أنه بالنسبة للديانتين المسيحية واليهودية فإن لوطا كان رجلاً باراً، أما بالنسبة لنا فهو نبى عليه السلام وزوجته نموذج مختلف من نساء الرسل.إنهم بشر يعانون مثلما يعانى البشر...

الفرق فى قوة الإيمان وكثرةالمهام....والدعوة.

 

 

 

 

 

 

زوجتا سيدنا إسماعيل

عندما نذكر طاعة الوالدين فأفضل مثل يضرب هو سيدنا إسماعيل عليه السلام.. منذ ولادته وهو يقاسى ويختبر هو ووالده سيدنا إبراهيم أبوالأنبياء عليهما السلام.. حملته أمه السيدة هاجر بعد ولادته وسارت أمه مطمئنة وراء زوجها الذى تركها فى صحراء قفرة.. سؤالها الوحيد كان هل هو أمر من الله؟ فلما أجابها بنعم قالت إذن لن يضيعنا، وبقية الحكاية أخذت تسعى بين الصفا والمروة بحثاً عن نقطة ماء إلى أن ضرب الطفل بقدمه الأرض لتتدفق مياه زمزم التى مازلنا نشرب منها وندعو حتى يومنا هذا، سيدنا إسماعيل لم يكن كغيره من الشباب وكان عليه السلام يقيم فى مكة مع قبيلته التى استأذنت أمه السيدة هاجر بعد زمزم فى العيش هناك وكان على خلق.. فأعجب به القوم..

ويختلف فى اسم زوجة سيدنا إسماعيل قيل إن اسمها عمارة بنت سعد بن أسامة، وقيل إن اسمها جداء سعد، وقيل حبى بنت أسعد بن عملق، وقيل ريبة أو ميريبة..

وأغلب الظن أنها مصرية مثل أمه السيدة هاجر.. يقال إنها أنجبت لسيدنا إسماعيل أربعة صبيان وبنتاً هم: يتباجوث أو ينبابوث، كيدار، ادبيل، فيبيام والبنية هى ماهالات ويقال إنها تزوجت ابن عمها النبى إسحاق.

 

وماتت السيدة هاجر.. واتى سيدنا إبراهيم يزور ابنه فلم يجده فى منزله ووجد زوجته فسألها عن أحوالهما فشكت إليه من ضيق العيش وشدته.. فما كان من سيدنا إبراهيم إلا أن قال لها: (عندما يأتى زوجك اقرئى عليه السلام وقولى له: غير عتبة بابك) ويعود سيدنا إسماعيل إلى منزله فتخبره زوجته بما كان بوصية الشيخ العجوز فأعادها إلى أهلها تنفيذا لوصية والده.

 

ويتزوج بعدها إسماعيل من مانشوس ويقال إنها من كنعان لتنجب له ثمانية أولاد هم: ميشما، دوما، ماسا، حداد أو شداد، تيما، جيثور، نفيش، كدما أو كيديما.. وزوجته الثانية مانشوس قيل إنها ابنه مضاض بن عمرو كبير قبيلة جدهم..

 

ويتكرر ما حدث فى المرة الأولى يأتى سيدنا إبراهيم لزيارة ابنه وأحفاده فلا يجده.. ويجد زوجته فيسألها عن أحوالها.. وهى لم تلتق به من قبل تماما كحال زوجته الأولى.. فتكون إجابتها فى خير وسعة ويسألها عن طعامهم وشرائهم فتجيبه نأكل لحما ونشرب ماء فيقول لها هنا سيدنا إبراهيم عندما يعود زوجك قولى له أن يثبت عتبته.. ويفهم سيدنا إسماعيل الرسالة ويحتفظ بزوجته هذه، وقد أتى القرآن الكريم على سيدنا إسماعيل ووصفه بالحلم والصبر.. وقبل سيدنا إسماعيل كانت الخيل وحوشا إلا أنه كان أول من ركبها وانتمت إليه بعد أن دعا ربه بذلك.. وهو أول من تحدث بلغة عربية فصيحة وكان ابن أربع عشرة سنة وعاش سيدنا إسماعيل مائة وسبعا وثلاثين سنة..

 

ويروى عن عمر بن عبدالعزيز الخليفة الأموى أنه قال: (شكا إسماعيل عليه السلام إلى ربه عز وجل حر مكة، فأوحى إليه الله أنى سأفتح لك بابا إلى الجنة إلى الموضع الذى تؤمن فيه) ، ودفن سيدنا إسماعيل قرب والدته السيدة هاجر.

ولد لإسماعيل كما ذكرت اثنا عشر ولداً ذكراً كانوا رؤساء قبائل ومن نسله جاء العرب الذين يعرفون بالعرب المستعربة، سيدنا إسماعيل الصبور الحليم هو من شارك والده فى رفع القواعد من البيت الحرام وطهر معه البيت للطائفين والعاكفين والركع السجود..

 

ولولا حكاية سيدنا إبراهيم مع زوجتى سيدنا إسماعيل لما عرفنا عنهما فالتاريخ لا يتوقف كثيراً أمام الزوجات والأمهات إلا عندما يكون فى الأمر حادث جلل أو كبير.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

بسم الله الرحين الرحيم

 

 

 

 

 

 

صافورية زوجة موسى عليه السلام

 

اسمها صافورية أو صفوريا ويسميها الأوروبيون صفورا وتعنى (العصفورة) هى ابنة النبى شعيب حسبما يقول أنس بن مالك.. بينما يقول آخرون- ومن بينهم ابن كثير- إن والدها كان شيخاً من شيوخ القبائل، وشعيب هو النبى الذى بعث لأصحاب الأيكة وهم قوم مدين الذين كانوا يعبدون شجرة ملفوفة. وحكاية لقاء موسى عليه السلام بصافورية ذكرها القرآن الكريم.

سيدنا موسى ولد بعد نحو 500 سنة من وفاة سيدنا يوسف، أى بعد نحو 800 سنة من ميلاد إبراهيم عليه السلام والله أعلم. ولموسى شقيق هو هارون عليه السلام، نبى مثله، ذكره الله فى القرآن الكريم، ومن المرجح أنه يكبر سيدنا موسى بثلاث سنوات ولهما شقيقة اسمها مريم كانت فى سن الإدراك عندما ولد موسى عليه السلام. وبقية الحكاية لا مجال لذكرها هنا. المهم أن سيدنا موسى فرّ من مصر ويقال إنه ولد وعاش فى فاقوس محافظة الشرقية، التى كانت تسمى أرض جاسان فى العصر الفرعونى حسب العهد القديم والقرآن الكريم. ومعنى اسم موسى أى الذى تم انتشاله من الماء.

وقد خرج موسى من مصر بعد أن شهد مشاجرة مصرى وإسرائيلى واستغاث الأخير به فوكز المصرى وكزة أدت إلى وفاته وكان قوياً مفتول العضلات، واستصرخه الإسرائيلى له فى اليوم التالى ورفضه ففضحه، وأتى إليه رجل من الصالحين يبلغه أن القوم فى القصر يودون الاقتصاص منه ونصحه بالفرار، وفر ووصل إلى مدين فى بلاد الشام فوجد فتاتين تنتظران كى تسقيا أغنامهما فساعدهما بعد أن قالتا له إن والدهما شيخ كبير وذهبتا إلى والدهما لتحكيا له ما كان، وهنا نصحت صافورية والدها بإستئجاره لأنه «قوى أمين» حسبما جاء وصفه فى القرآن الكريم. «قوى» لأن بنيانه كان قوياًً كما ذكرت، أما «أمين» فلأنه عندما أتت إليه صافورية تدعوه للقاء والدها طلب منها أن تسير وراءه عفة منه وكى لا ينظر إليها وهى تسير أمامه.

وهنا عرض عليه شعيب- عليه السلام- أو الشيخ الزواج من إحدى ابنتيه مقابل مهر أن يخدمه ثمانى سنوات- وإن أراد- يمدها لعشر وقد كان، فتزوج موسى من صافورية وولدت له ولدين أولهما وُلد فى مدين اسمه (جرشوم) ومعناه غريب المولد .. وثانيهما (اليازر) يقال إنه ولد فى مصر والله وأعلم.

وصافورية لها حكاية يحكيها اليهود تقول: إنه فى حوالى 1450 قبل الميلاد عثر على طفلة صغيرة سوداء على ضفاف البحر الأحمر، أطلق عليها اسم صفورا أو العصفورة. لون جلدها كان من المفترض أن يحكم عليها بمستقبل مظلم فهى بلونها هذا أشبه بالعبيد والخدم لولا شعيب عليه السلام الذى تبناها فقرر أن يهتم بنفسه بتعليمها فأصبح يطلق عليها صفورا الحكيمة.

 

والتوراة حكت كيف أن هارون لم يكن يحبها كثيراً بل ذكر عن بعض محاولات للفرقة بين الزوجين عندما عاد إلى مصر ولقبها فى أماكن بـ (الكوشية) أو (الإثيوبية) وإن كان البعض يقول إنها كانت إرتيرية، وكوشية نسبة لقبيلة كوش بن حام بن نوح عليه السلام..

وصفورا اختارها الله سبحانه وتعالى لسبب كى تكون زوجة لسيدنا موسى الذى أتى على قوم من أشد وأصعب الأقوام فى التعامل مع الأنبياء، واختيارها له خير دليل على أنها تهتم بالقيم المعنوية والفضائل البشرية أكثر من اهتمامها بما يملكه الإنسان.

فقد أتى موسى مَدين فقيراً لا يملك حتى قوت يومه، وحادث يذكره الإنجيل عن صفورا هو فى غاية الصعوبة يقول ما معناه: إن الله سبحانه وتعالى قد أرسل من يقتل موسى وأن صفورة قامت ساعتها بختان ابنها (جرشوم) وإن هذا العمل هو الذى أنقذ موسى.. طبعاً حادث غير مفهوم ولكنى ذكرته لأنه يقدم صفورا كمنقذة وعلماء الإسلام يشيدون بصفورا كامرأة مؤمنة صابرة محبة لزوجها وتحدثوا عن جمالها وشخصيتها الرائعة، قالوا عنها إنها كانت كريمة تكرم ضيوفها والغرباء. كانت حكيمة تعطى المشورة الصحيحة وكلمات الحكمة. هى بالنسبة للكثيرين زوجة نبى وابنة نبى.. المعلومات عنها قليلة جداً وصعب توافرها كما هو الحال دوماً عندما يتعلق الأمر بالنساء عموماً فى التاريخ.

 

 

 

 

 

 

 

رفقة زوجة إسحاق عليه السلام

 

سيدنا إسحاق عليه السلام هو الابن الثانى لسيدنا إبراهيم أبوالأنبياء.. يقال إن الفرق بينه وبين شقيقه إسماعيل ثلاثة عشر عاماً.. بشر الملائكة سيدنا إبراهيم بحمل زوجته سارة يوم زاروه ليخبروه عن العذاب، الذى سوف يلحق بقوم لوط.. ويقال إن سيدنا إبراهيم وقتها كان يبلغ من العمر مائة عام وزوجته سارة أصغر طبعاً، ولكنها كانت قد تعدت سن الإنجاب بكثير..

ولد سيدنا إسحاق فى كنعان ويقال إنه لم يخرج منها قط.. ماتت أمه السيدة سارة عليها السلام وشاخ أبوه..

وفكر فى تزويجه إلا أنه لم يكن يرغب له فى عروس من كنعان.. بل كان يريد تزويجه من عشيرته وأرضه.. فأرسل بأحد خدمه واسمه أليعازر محملاً بالذهب ومعه عشرة جمال.. وذهب الخادم وهو خائف من ألا يوفق فى إقناع فتاة بترك أرضها والسير وراءه أو باختيار عروس لا تعجب سيده... فدعا ربه أن يساعده... ووصل إلى مدينة ناحور... وأراح الجمال عند بئر الماء وقت خروج النساء للسقيا... ودعا ربه أن يساعده، وقرر أنه سيختار الفتاة التى توافق على أن تسقيه كعروس... وإذا بـ (رفقة) ابنة بثوئيل ابن ملكة امرأة ناحور شقيق سيدنا إبراهيم تأتى وجرتها على كتفها... كانت (رفقة) جميلة مبتسمة مقبلة وفتية، وطلب منها خادم إبراهيم أن تسقيه فرضيت، بل عرضت أن يسقى جماله أيضا..

وسألها من تكون ؟ فعرف منها أنها من بيت أخ رسول الله إبراهيم ففرح، وأهداها ذهباً عبارة عن خزامة، والخزامة تشبه الحلق وتوضع فى الأنف وإسورتين... فجرت إلى المنزل وأرتها لأخيها (لابان) الذى ركض ودعا الرجل ومن معه لمنزلهم للمبيت... وبعد أن حضروا العشاء ودعوه إليه جلس وأعلن طلبه فى أن يزوج (رفقة) أو (ريبكا) من سيدنا إسحاق... وحكى لهم ما كان بينه وبين سيدنا إبراهيم ودعاءه لربه قرب البئر....

وهنا اعتبر أخوا رفقة (لابان) و(بثوئيل) أن الأمر ربانى فرضيا أن تتزوج رفقة من إسحاق، وأخرج الخادم آنية فضة وآنية ذهب وملابس وأعطاها إياها وأعطى تحفاً لأخويها ولأمها.. وسألوها إن كانت ترضى الذهاب معه إلى عريسها فوافقت واصطحبتهم ومعها مرضعتها وبعض الفتيات....

جدير بالذكر أن شقيق رفقة (لابان) هو والد راشيل وليا اللتين تزوجتا فيما بعد من سيدنا يعقوب ابن (ربيكا) أو (رفقة) وإسحاق... ووصلت رفقة إلى كنعان... فوجدت رجلا وسط الحقول يصلى... فسألت عنه وأجابها أليعازر هو إسحاق عريسك فخجلت وغطت وجهها... وأدخلها إسحاق إلى خيمة والدته الراحلة سارة وتزوجها وأحبها حبا جما.. وقد استقى اليهود الكثير من عاداتهم عند الزواج من زواج (رفقة) بإسحاق.. فالعروس اليهودية عند رؤيتها العريس تغطى وجهها والحاخام اليهودى عند إتمام الزواج يردد نفس الصلوات التى رددها شقيقا (رفقة) لها..

وحملت (رفقة) بتوأم هما يعقوب وعيسو.... وعودة إلى الأساطير اليهودية التى تقول إنه كلما كانت تمر قرب بيت تقرأ فيه التوراة كان يعقوب يحاول الخروج إلى الدنيا، وكلما كانت تمر قرب منزل لا تقرأ فيه التوراة كان عيسو يحاول الخروج.. وتقول أيضا الأساطير اليهودية إن (رفقة) قد علمت أن فى رحمها توأماً يتصارعان داخلها، وأن صراعهما سوف يستمر مدى حياتهما، وسوف يصبحان أمتين مختلفتين..

وكان الشقيقان منذ ولادتهما مختلفين فى الطباع عيسو محب للصيد... أما يعقوب فكان محبا للأرض.... أحب إسحاق عيسو أكثر وأحبت (رفقة) يعقوب أكثر... فى أواخر حياته أصيب إسحاق بالعمى، وكانت (رفقة) تقوم على خدمته... وازدادت الخلافات بين الشقيقين حتى توفيت (رفقة)، ويقال إن إسحاق لم يستطع دفنها بنفسه.

وفى الحرم الإبراهيمى فى الخليل دفن سيدنا إبراهيم والسيدة سارة وإسحاق ورفقة ويعقوب وليا... ويقال إنها كانت تبلغ من العمر 124 عاما عندما ماتت ويقال 135.

 

 

 

 

 

امرأة لوط عليه السلام

سوف أتحدث عن زوجة سيدنا لوط... وجاء ذكرها فى القرآن الكريم على اعتبار أنها من الغابرين... كانت سيدة سيئة لم تؤمن بزوجها ولا بدعوته ولاقت جزاءها.... ولكن بداية فلأقل لكم إن سيدنا لوط هو ابن هاران وهو أخو سيدنا إبراهيم لأبيه تارخ أى أزر بن ناحور، وهو سلالة سام بن نوح عليهم السلام.

أم سيدنا لوط تكون أخت والدة إبراهيم عليه السلام، وهى ابنة لاحج، ويقال إنه كان نبيا ولكن لم يرسل إلى أمة بعينها. ولوط هو أخو سارة زوجة سيدنا إبراهيم لأمها. ولد سيدنا لوط عليه السلام فى كوثار وهى ( قرية من قرى الكوفة فى العراق )وعاش فى زمن سيدنا إبراهيم وولديه إسماعيل وإسحاق عليهما السلام... كان تقياً ورعاً صبوراً طائعا لله ناصحا لقومه الذين كانوا أول من اشتهى الرجال دون النساء... كانوا يتركون نساءهم ويمارسون الفاحشة بينهم.... وإذا ما أتى ضيف اعتدوا عليه وأجبروه على ما يقومون به... حاول معهم لوط كثيرا إلا أنه لم ينجح... وكان قد هاجر مع نبى الله إبراهيم لما ضايقه الكافرون فى أرضه فى العراق واستقر لوط فى سدوم بالقرب من عامر على شاطئ البحر الميت فيما تعرف اليوم بالأردن.

 

وكان أهل سدوم قوما بخلاء وأطلق عليهم لقب (أهل المؤتفكة) لأنهم كانوا كما سبق أن قلت أهل فساد ولغو يأتونه بحضور النساء والبنات... ورغم تكرار نصح لوط لقومه إلا أنهم لم يتعظوا بل واصلوا وغالوا فى أفعالهم... فأرسل الله بملائكة لإنزال العقوبة على أهل سدوم... زاروا أولا إبراهيم عليه السلام ورفضوا تناول الطعام الذى أعده لهم وهكذا عرف أنهم ملائكة ثم ذهبوا إلى لوط الذى تضايق جداً خوفاً مما ينوى أهل بلده لو علموا بقدومهم فعله بهم... وحاول أن يتحايل ويتحاشى استقبالهم وبعدها أن يصرفهم إلا أنه لم ينجح، فقد طلبوا منه صراحة أن يستضيفهم عنــــــــده فاستحى وأمر أهل -بيته زوجته وبناته- ألا يخبرن أحداً من البلد... بل قال لزوجته: إن لم تخبرى قومك فسوف أسامحك على ما بدر منك من أذى تجاهى فيما مضى.

 

فوعدته... وهنا تفاجأ بما فعلت هذه السيدة التى عاقبها الله عقابا شديدا فيما بعد. كانت على دين آبائها وكانت متفقة معهم على إشارة تخبرهم بها لو جاء ضيف يزور زوجها... فما كان منها بعد أن وعدت إلا أن أوقدت نارا فوق سطح منزلها، وهى الإشارة المتفق عليها فتوافدوا.... ولم ينجح فى إقناعهم بالذهاب واحترام ضيوفه، بل كان يدفعهم عنهم حتى تعب... وهددهم بعذاب شديد من الله.... فسخروا منه بل طالبوه بإنزال العذاب عليهم... وأوى حزينا إلى ركن فى بيته فطمأنته الملائكة وعرفوه أنهم رسل الله تعالى وأمروه بأن يسرى بأسرته ليلا إلا أنهم طلبوا منهم عدم النظر إلى الخلف ومن نظر كان من الغابرين...

 

وأبلغوه أن زوجته ستكون منهم وخرج لوط وابنتاه دون أن يلتفتوا... وخرجت امرأته معهم وبينما هم فى الطريق جاءت الصيحة ونزل العذاب بأهل سدوم فصرخت امرأة لوط (واقوماه) فسقط عليها حجر ألحقها بقومها... ويقال بأن سدوم وعمورة ومدنا أخرى كان يقطنها قوم لوط أصبحت تحت الأرض بحوالى 400 متر... وهى ما أصبح يطلق عليها اليوم بحيرة لوط أو البحر الميت لأنه لايعيش فيه الأسماك أو الأنواع البحرية بل يطلق عليه فى الكتب القديمة اسم البحيرة النتنة. والاكتشافات الأثرية توصلت إلى كهف طبيعى فيه نبع يعود إلى العصر الحجرى...

 

ويعتقد أن النبى لوطا كان يعيش فى العصر البرونزى أى حوالى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، وقد بنى المسيحيون على باب الكهف أو المغارة كنيسة وديرا ويعتقد أن نبى الله لوطا كان يعيش فيه وأولاده بعد دمار هذه المدن، إذ ولد ابناه (عمون) و(مؤاب).

وفى منطقة البحر الأحمر تمثال لامرأة تنظر إلى الخلف يقال إنها لزوجة لوط عليه السلام... وإن كان الأمر ليس بمؤكد... ويتساءل البعض كيف لزوجة نبى أن تكون خائنة؟ وهنا للعلماء تفسير فقد كانت خائنة بمعنى أنها تبطن غير ما تظهر إلا أنها لم تكن زانية... هى كانت منافقة كافرة إلا أنها لم تكن أبداً زوجة نبى زانية.

لماذا صبر عليها سيدنا لوط...سؤال آخر ربما لأنه كان يأمل فى صلاح حالها وربما لأنها كانت لا تفصح دوما عما فى مكنونها. ولوط عليه السلام مذكور فى جميع الكتب السماوية... وحكاية العذاب الذى لحق بسدوم وعمورة من أمطار بالنار والكبريت وهلاك زوجته مذكور أيضا، الفرق الوحيد أنه بالنسبة للديانتين المسيحية واليهودية فإن لوطا كان رجلاً باراً، أما بالنسبة لنا فهو نبى عليه السلام وزوجته نموذج مختلف من نساء الرسل.إنهم بشر يعانون مثلما يعانى البشر...

الفرق فى قوة الإيمان وكثرةالمهام....والدعوة.

 

 

 

 

 

 

زوجتا سيدنا إسماعيل

عندما نذكر طاعة الوالدين فأفضل مثل يضرب هو سيدنا إسماعيل عليه السلام.. منذ ولادته وهو يقاسى ويختبر هو ووالده سيدنا إبراهيم أبوالأنبياء عليهما السلام.. حملته أمه السيدة هاجر بعد ولادته وسارت أمه مطمئنة وراء زوجها الذى تركها فى صحراء قفرة.. سؤالها الوحيد كان هل هو أمر من الله؟ فلما أجابها بنعم قالت إذن لن يضيعنا، وبقية الحكاية أخذت تسعى بين الصفا والمروة بحثاً عن نقطة ماء إلى أن ضرب الطفل بقدمه الأرض لتتدفق مياه زمزم التى مازلنا نشرب منها وندعو حتى يومنا هذا، سيدنا إسماعيل لم يكن كغيره من الشباب وكان عليه السلام يقيم فى مكة مع قبيلته التى استأذنت أمه السيدة هاجر بعد زمزم فى العيش هناك وكان على خلق.. فأعجب به القوم..

ويختلف فى اسم زوجة سيدنا إسماعيل قيل إن اسمها عمارة بنت سعد بن أسامة، وقيل إن اسمها جداء سعد، وقيل حبى بنت أسعد بن عملق، وقيل ريبة أو ميريبة..

وأغلب الظن أنها مصرية مثل أمه السيدة هاجر.. يقال إنها أنجبت لسيدنا إسماعيل أربعة صبيان وبنتاً هم: يتباجوث أو ينبابوث، كيدار، ادبيل، فيبيام والبنية هى ماهالات ويقال إنها تزوجت ابن عمها النبى إسحاق.

 

وماتت السيدة هاجر.. واتى سيدنا إبراهيم يزور ابنه فلم يجده فى منزله ووجد زوجته فسألها عن أحوالهما فشكت إليه من ضيق العيش وشدته.. فما كان من سيدنا إبراهيم إلا أن قال لها: (عندما يأتى زوجك اقرئى عليه السلام وقولى له: غير عتبة بابك) ويعود سيدنا إسماعيل إلى منزله فتخبره زوجته بما كان بوصية الشيخ العجوز فأعادها إلى أهلها تنفيذا لوصية والده.

 

ويتزوج بعدها إسماعيل من مانشوس ويقال إنها من كنعان لتنجب له ثمانية أولاد هم: ميشما، دوما، ماسا، حداد أو شداد، تيما، جيثور، نفيش، كدما أو كيديما.. وزوجته الثانية مانشوس قيل إنها ابنه مضاض بن عمرو كبير قبيلة جدهم..

 

ويتكرر ما حدث فى المرة الأولى يأتى سيدنا إبراهيم لزيارة ابنه وأحفاده فلا يجده.. ويجد زوجته فيسألها عن أحوالها.. وهى لم تلتق به من قبل تماما كحال زوجته الأولى.. فتكون إجابتها فى خير وسعة ويسألها عن طعامهم وشرائهم فتجيبه نأكل لحما ونشرب ماء فيقول لها هنا سيدنا إبراهيم عندما يعود زوجك قولى له أن يثبت عتبته.. ويفهم سيدنا إسماعيل الرسالة ويحتفظ بزوجته هذه، وقد أتى القرآن الكريم على سيدنا إسماعيل ووصفه بالحلم والصبر.. وقبل سيدنا إسماعيل كانت الخيل وحوشا إلا أنه كان أول من ركبها وانتمت إليه بعد أن دعا ربه بذلك.. وهو أول من تحدث بلغة عربية فصيحة وكان ابن أربع عشرة سنة وعاش سيدنا إسماعيل مائة وسبعا وثلاثين سنة..

 

ويروى عن عمر بن عبدالعزيز الخليفة الأموى أنه قال: (شكا إسماعيل عليه السلام إلى ربه عز وجل حر مكة، فأوحى إليه الله أنى سأفتح لك بابا إلى الجنة إلى الموضع الذى تؤمن فيه) ، ودفن سيدنا إسماعيل قرب والدته السيدة هاجر.

ولد لإسماعيل كما ذكرت اثنا عشر ولداً ذكراً كانوا رؤساء قبائل ومن نسله جاء العرب الذين يعرفون بالعرب المستعربة، سيدنا إسماعيل الصبور الحليم هو من شارك والده فى رفع القواعد من البيت الحرام وطهر معه البيت للطائفين والعاكفين والركع السجود..

 

ولولا حكاية سيدنا إبراهيم مع زوجتى سيدنا إسماعيل لما عرفنا عنهما فالتاريخ لا يتوقف كثيراً أمام الزوجات والأمهات إلا عندما يكون فى الأمر حادث جلل أو كبير.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

الموضوع رووووووووووووووعة

 

 

 

ودائما فى تميز

 

جزاكى الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

27.gif

 

 

p-yemen1%20(170).gif

 

 

 

جزاك الله خيرا اخى :عيسى على مرورك الطيب الذى اضاء موضوع

 

f%20(17).gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

جزاك الله خيرا وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك وشكرا علي الموضوع الجميل ده

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

شكرا على مرورك العطر اختى سمااحمد

 

والاخت اهاب ربى

 

جزاكم الله خيرا29-71-thickbox.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..