خاطبة على قد فلوسك .!!

[ابن تيميــــة 158]

خاطبة على قد فلوسك .!!

القضاء على العنوسة ..بالعملة الصعبة ..

الزواج -فى الأصل - هو اختيار شريك لرحلة العمر -ولكن فى هذه الأيام طال انتظار البنات

والأولاد لشريك العمر فارتفعت نسبة العانسات وزاد عدد العزاب ..وعادت الخاطبات مرة أخرى

ولكن بصورة جديدة ؛فبعد أن كان دور الخاطبة فى الماضى -هو التــــوفيق بين الرءوس فى

الحلال وبالمجان ؛أصبح اليوم بالدولار ومن خلال مكاتب منتشرة بكثرة فى دول الخليج .

لماذاعاد هذا الدور؟وما مدى نجاح الخاطبة فى عملية التوفيق ؟وما المصداقية فى عمل هذه المكاتب ؟

وكيفية الحصول على المعلومات عن الشاب والفتاة ؟أسئلة نجيب عليها من خلال هذا التحقيق الذى يبحث

الظاهرة من كافة جوانبها ..

خدمات الأفراح

أم سعود بدأت التوفيق بين رأسيين فى الحلال منذ 15 عاما تقريبا؛وبعد أن كانت فى الماضى تمارسها فى المنزل

أصبح لديها الآن مكتب خاص يحمل عنوان "خدمات الأفراح "ولها سكرتيرة تنظم لها مواعيدها ؛وقد ذاع صيتها

داخل دولة الإمارات ؛ولها زبائنها من البنين والبنات ؛وعن الأسلوب الذى تتبعه فى عملية التوفيق تقول :

"السرية هى أساس عملى ؛عندما يتقدم إلى شاب أطرح عليه مجموعة من الأسئلة تدور حول دخله الشهرى

وعمله واسرته ؛وأفعل هذا مع الفتاة أيضا ؛وبعد ذلك أتأكد من هذه المعلومات ؛وأقوم بعرض البيانات

على الطرف الأخر أى الفتاة ؛وأذهب ومعى أسرة الشاب إلى أسرة الفتاة حتى يحدث التعارف العائلى ؛وإذا

حدث الاتفاق أقوم بالحصول على أتعابى من الطرفين ".

0 كم تحصلين من الشاب وكم من الفتاة ؟

- فى البداية أحصل على (500 درهم ) من كل طرف ؛ وعند توقيع عقد القرآن أحصل على (4 آلاف درهم )

من الفتاة و (3 الآف درهم ) من الشاب .

0 ومن أين تحصلين على المعلومات عن الفتيات الراغبات فى الزواج ؟

- أذهب لزيارة الأسر الإمارتية ؛وأحضر جميع الأفراح والأعراس ؛وأزور أماكن العمل فى المؤسسات المختلفة

وإذا رأيت فتاة فى سن الزواج فإننى أسأل عنها وأعرف أسرتها وأذهب إليهم لأعرف المزيد من التفاصيل

والشروط التى يرغبونها فى العريس الذى يتقدم لابنتهم ؛وبهذه الطريقة يكون لدى معلومات كافية عن الفتيات ؛

ولدى طلبات من الشباب ؛وأحاول التوفيق بين الحالات.

0 وكيف يتم تنظيم لقاء العريس بالعروس ؟

إذا توافقت البيانات ؛وتأكدت من صحتـــــها ؛أذهب إلى أهل العروس التى أرى أن ظروفها ملائمة ؛وأعطيهم

معلومات كاملة عن العريس ؛وأتركهم بعض الوقت ليتأكدوا من المعلومات ؛وإذا اقتنعوا بأنه مناسب لهم ؛

اخبر العريس واسرته ونقوم بزيارة أهل العروس .

0 ولكن هناك اتهامات لمكاتب الخاطبات بأنها تفشى الأسرار وتنظم اللقاءات

بين الشاب والفتاة قبل إبلاغ الأهل ؟

-انا حريصة على أجندة المعلومات وأعمل فى سرية تامة ؛والمكاتب الأخرى هى المتهمة ومكتبى معروف

ولن اسمح بإفشاء أسرار البنات لأن طبيعة المجتمع محافظة ؛وهذه السلوكيات تتعارض مع عاداتنا وتقاليدنا .

أم أحمد ...فى السعودية

وفى السعودية تنتشر الخاطبات ولكن بدون مكاتب فمازالت الخاطبة تقوم بدورها فى إطار منزلها وتعد "أم أحمد "

والتى تقيم بمدينة الرياض من الممارسات لهذه المهنة منذ وقت طويل وقد ذكرت فى مقابلة معها أنها تحصل

على مبلغ (2000 ريال سعودى )كعربون لإتمام عملية الزواج وتتقاضى باقى الأتعاب عند الارتباط ؛

ويصل المبلغ الإجمالى إلى (5 آلاف ريال )وقد يزيد المبلغ طبقا للحالة المادية للشاب أو الفتاة ..

فى انتظار ابن الحلال

وتقول أم أحمد "دور الخاطبة فى السعودية لن ينتهى ؛لأن الطبيعة المحافظة مازالت تسيطر على تصرفاتنا

لذا فدور الخاطبة لن ينتهى لأنها توفر المواصفات المطلوبة فى الرجل والمراة دون بذل أى مجهود ؛

وتتضاعف أهمية الخاطبة هذه الأيام لإرتفاع نسبة العنوسة والطلاق ؛ولدى بنات من كل الأعمار فى

انتظار ..ابن الحلال ."

مأذون ...خاطبة !

ويتحدثون فى جدة عن المأذون الشرعى "أحمد عبد القادر"الذى يقوم بدور "الخاطبة" ويعتبر أنه يقوم بدور

الوسيط بين الشاب والفتاة لتسهيل التعارف بينهما ..(هذه الطريقة ما هى إلا وسيلة تسهل على الرجل والمرأة

الحصول على شريكة الحياة بالمواصفات المطلوبة ؛وقد دفعنى إلى لعب هذا الدور أيضا ارتفاع نسبة العنوسة

فجعلت من أهدافى القضاء على هذه الظاهرة ؛وتساعدنى مهنتى كمأذون شرعى ....

بين الخاطبة اليوم والأمس

وعلى الرغم من الدور الإيجابى الذى تقوم بـــه الخاطبات إلا أن هناك بعض التحفظات على هذه المكاتب

ومنها ما سمعته من السيدة أمينة إبراهيم مسئولة البحث العلمى بجمعية النهضة الإنسانية بدبى:

"الفرق كبير بين خاطبات اليوم والأمس ؛إنها مكاتب للإبتزاز ؛والخاطبة فى الماضى كانت مصدر ثقة ؛

تعرف شبابا وبنات بالإسم ؛وتدخل بيوت العائلات ؛ولا تتقاضى أية مبالغ مادية وتكتفى بالهدية التى تقدم لها من أسرة

الفتاة او الشاب ؛أما ما نسمعه اليوم عن المبالغ التى تحصل عليها "الخاطبة "فإنه يتنافى مع طبيعة العمل

الإجتماعى الذى تقوم به الخاطبة "

مكاتب للتجــــــــــارة

ويتفق مع هذه الرؤية عبد السلام درويش المصلح الأسرى والمأذون الشرعى ويصف مكاتب الخاطبات

بأنها تجارية ولا هم لها سوى الربح وتحتاج إلى رقابة شديدة "هناك شروط يجب أن تطبقها هذه المكاتب

حتى تكون بعيدة عن مظهر الشبهات منها :التعامل بسرية والحفاظ على أسرار البيوت ؛والثقة فى المكتب

وأن تتم اللقاءات بمعرفة الأسرة ؛مع توافر الأمانة فى إعطاء معلومات غير دقيقة للحصول على المقابل

المادى الذى تطلبه ..."

مشـــــروع ( توافق) بالإمارات

ولمواجهة ظاهرة العنوسة وتسهيل عملية الزواج يقوم صندوق الزواج بدولة الإمارات بدور توفيقى بين

الروءس من خلال مشروع (توافق)الذى بدأ نشاطه فى العام الماضى ..وتقول أحلام محمد المشرفة

على الموضوع :"نحن نأخد بيانات الشاب ولدينا بيانات عن الفتيات الراغبات فى الزواج ؛ونقوم

بالتوفيق بين البيانات ونختار الفتاة المناسبة لمواصفات الشاب ؛ونترك الفرصة لكل طرف لكى يتحرى

عن الطرف الآخر ؛وبعد اختيار الفتاة نقوم بالاتصال بولى أمرها ؛ثم تبدأ رحلة التحرى عن الشاب من قبل

أسرة الفتاة ولو وافقوا يتم تحديد موعد الزيارة وتتوالى خطوات الزواج ."

ويعد عامل السرية هو السبب فى زيادة إقبال الفتيات على مشروع (توافق) بخلاف مكاتب "الخاطبات"

حيث أن غالبية الأسر لا توافق على ذهاب الفتيات إلى مكاتب الخاطبات ؛إذا حدث هذا فيكون فى سرية تامة

ويبدو أن المجتمعات المحافظة التى ننتمى اليها ستلجأ قريبا حكوماتها للعمل كخاطبة كما فعلت اليابان مؤخرا !!!