القنوات الدينية المغلقة تسرح العاملين بها إلي أجل غير مسمي

[نودي 41]

القنوات الدينية المغلقة تسرح العاملين بها إلي أجل غير مسمي

تفاوتت ردود أفعال القنوات الفضائية الدينية التي صدرت قرارات بإغلاقها خلال الأسبوعين الماضيين، ومن داخل كواليس هذه القنوات، استطاعت الفجر أن ترصد كيف تصرفت هذه القنوات مع العاملين فيها من الفنيين (مخرجين ومعدين وفنيي إضاءة وصوت ومونتاج) والذين يصل عددهم إلي ما يقرب من 2000 عامل في القنوات السبع عشرة التي تم إيقافها.

 

قناة الناس قامت بتسريح أكثر من نصف العاملين بها، وصرح أحد المسئولين بها:"أنه بعد قرار الوقف غضب عدد قليل من العاملين في القناة وطالبوا بتسوية أوضاعهم المالية مع القناة، وتجاوب معهم صاحب القناة السعودي، الذي صرف لهم مستحقاتهم".

 

أما بقية العاملين في القناة فلا يجدون شيئاً يفعلونه عند حضورهم في مواعيد العمل الرسمية، ولذلك فهم يهتمون بتأدية الصلوات في أوقاتها وجماعة، ثم يجلسون في تجمعات بانتظار الفرج، وهي التجمعات التي ساعدت علي انتشار الكثير من الشائعات، حول عودة القنوات مرة أخري للبث، ومنها أن القنوات ستواصل بثها بعد انتخابات مجلس الشعب القادمة، وأن قرار الإيقاف كان خوفاً من أن تثير هذه القنوات البلبلة لدي قطاعات عديدة من القطاع العام.

 

في قناتي "الصحة والجمال" و"الخليجية" حاول المسئولون الخروج من الأزمة، أجروا بعض التعديلات الطفيفة علي الخريطة البرامجية ومنها منع بث أي برامج تتحدث عن العلاج بالأعشاب، خاصة أن الخليجية لم تتلق أية إنذارات تتعلق بتجاوزات لمعايير الترخيص، لكن الملاحظة الأساسية كانت في شريط الرسائل الإعلانية الذي يظهر أسف الشاشة، لكن هذه التعديلات لم تشفع للقناتين بالعودة.

 

العاملون في الصحة والجمال انقطع عدد كبير منهم عن العمل، إلا أن من يتواجدون يؤكدون أنهم سوف يستأنفون العمل قريباً خاصة أن الإيقاف للقنوات ليس إلا إيقافا مؤقتا، خاصة أن إدارة القناتين - رغم أنها نفس إدارة قناة الناس - لم تعلن موقفا واضحا من مستحقات العاملين في فترة الإيقاف.

 

في قناة الرحمة والتي يعتبر صاحبها الشيخ محمد حسان أكثر المعترضين علي القناة، كان الوضع أكثر حساسية، بل إن مراسلي قناة الmbc عندما ذهبوا لمقر القناة بمدينة الإنتاج الإعلامي للتسجيل مع العاملين فيها والمسئولين عنها تم منعهم، وصدرت تعليمات لكل العاملين هناك بألا يتكلموا مع أحد علي الإطلاق فيما يخص إغلاق القناة.

 

العاملون بالرحمة أكدوا أنهم لن يتركوا القناة، خاصة أن الشيخ محمد حسان ملتزم معهم فيما يخص مستحقاتهم، ولا يتأخر عنهم أبدا، ثم أن القناة ستبث من خلال العرب سات باسم جديد هو الروضة، بما يعني أنه لن يتم الاستغناء عن العاملين فيها، وإن كانت المشكلة الأساسية أنه ليس معروفا هل سيسمح للقناة أن تبث من داخل المدينة أم أنها ستعمل من خارجها.

 

قناة البدر التي سبقت الجميع في قرار الإغلاق، كانت مغلقة تماما، لم يكن بها أحد من العاملين فيها أو المسئولين عنها، وكان موضوعا خلف بابها الزجاجي الخارجي منضدة خشبية، وكأن مقر القناة تحول إلي مخزن.

 

عدد كبير من العاملين بالقناة أكدوا لنا أنهم بصدد تنظيم وقفات احتجاجية ضد قرارات الإغلاق، لأنها بصرف النظر عن أسبابها كانت سببا مباشرا في قطع أرزاقهم وتشريدهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي