اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
دعوه للجنه

خمس رسائل من الحج

Recommended Posts

خمس رسائل من الحج

في هذا التوقيت من كل عام يدعو الله المسلمين للتجمع لإعادة الحسابات، ورؤية النفس من جديد، ودراسة الأحوال والتحلل من كل أغراض الدنيا، والتوجه للسماء بقلوب تطلب النقاء والطهارة من دنس الذنوب وخبث النوايا وعفن الشهوات، قلوب دامعة تتقرب إلى الله بأيادٍ أجهدها التذلل، تريد أن تعود بحياتها إلى نقطة البداية كما ولدتها أمهاتها، لتعيد تخطيط حياتها من جديد، وترسم طريقًا مفتوحًا إلى الجنة.

 

 

﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)﴾ (الحج).

 

 

ينادي الله على عباده فيهرعون إليه ملبين، يدعوهم أن يعيشوا أيامًا في مشهد تجريبي ليوم الحشر الأعظم، ليرى كل إنسان نفسه على حقيقتها، دون أن يبرر الخطأ، أو يلوي ذراع الحقيقة، ينظر إلى نفسه يتمنى أن ينزع خبثها، ويطهرها قبل أن يأتي عليه المشهد الأخير، وتبدأ نقطة اللا عودة؛ حيث يسمح فقط بالتقدم للأمام، لا للخلف.

 

 

يعطي الله عباده الفرصة ليروا العالم من فوق جبل عرفة ببصيرة المؤمنين، ليروا ما وصل إليه المسلمون من اختلاف وتناحر وهوان وضياع وابتعاد عن الرسالة.

 

 

إن الحج يعد مركزًا لعشرات الرسائل إلى المسلمين وإلى العالم، موجهة بكل قوة وكل تركيز إلى القلوب والعقول، نحاول هنا أن نلتقط منها بعضها.

 

 

الرسالة الأولى: ارجعوا إلى الله

لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.

ما أجمل هذا النداء حين تهتف به الألسنة بأعلى صوتها، وتصدح به القلوب بمخزون إيمانها، وما أروع أن يكون النداء جماعيًّا لملايين البشر في وقت واحد في مظاهرة توبة وإنابة ورجوع إلى ربهم، مظاهرة اعتراف بتقصيرهم وندم على ما اقترفوه في حق أنفسهم وحق ربهم، بابتعادهم عن منهجه وركونهم إلى الدنيا وتجاهلهم الآخرة.

 

 

مظاهرة إقرار بما وصل إليه حالهم من شقاء، لأنهم عاشوا لغير ربهم، فتعست حياتهم وخابت ظنونهم وبطل رجاؤهم، وهاهم يعلنون العودة إلى خالقهم من جديد، فلا يشركون مع عبادته مالاً ولا منصبًا ولا أولادًا، لأن الله هو صاحب النعم، ولذا.. فهو الذي يستحق الحمد على هذه النعم.

 

 

قال تعالى: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50)﴾ (الذاريات).

 

 

الرسالة الثانية: استسلموا لأوامر لله

 

لا تزال قصة ذبح سيدنا إبراهيم عليه السلام لولده إسماعيل هو المثل الذي يقع على القمة في الاستسلام لأمر الله دون امتعاض أو تردد، في أشد حالات صراع المشاعر الإنسانية الفطرية، عندما يمسك الأب العجوز بسكين ليذبح ابنه، ويأتي الشيطان ليثني الأب عن عزمه، فيرجمه سيدنا إبراهيم عليه السلام بإيمانه الذي يأمره أن يستسلم لأمر الله دون حسابات، وأن يتغلب على عواطف الأبوة الحانية في سبيل إرضاء ربه، الذي ارتضى عبادته والخضوع له عن حب واقتناع.

 

 

في هذا المكان، يأمر الله المسلمين أن يرجموا الشيطان سبعين رجمة طوال فترة الحج، حتى يعلنوا سبعين مرة أنهم مستسلمون لأمر الله، حتى وإن كان ذلك ضد مصالحهم ورغباتهم وعواطفهم.

 

 

قال تعالى: ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12)﴾ (الزمر).

 

 

الرسالة الثالثة: اتخذوا الشيطان عدوًّا

 

نفس المشهد السابق يحمل رسالة واضحة وضوح الشمس، إن الشيطان الذي ترجمه أكثر من سبعين مرة في عدة أيام، ينبغي أن تتخذه عدوًّا حقيقيًّا في حياتك كلها، فلا يعقل أن ترفع عليه سبعين حجرًا في هذا المشهد العظيم، ثم تعود من رحلتك فتهادنه أو تصاحبه أو تستسلم لإغرائه، وتعطه الفرصة تلو الفرصة أن يتقرب إليك وتتقرب إليه، فتنسى عداوته التي أمرك الله بها.

 

 

إن الله يدعوك أن تتخذ الشيطان عدوًّا حقيقيًّا تحاربه حربًا لا هوادة فيها، حتى تلقى ربك منتصرًا فائزًا بمعركة حياتك وبجنة عرضها السموات والأرض.

 

 

قال تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)﴾ (فاطر).

 

 

الرسالة الرابعة: اعدلوا فيما بينكم

 

على جبل عرفة يقف الجميع يرفعون أيديهم بكامل التضرع والتذلل إلى الله، يقف الجميع سواسية: الرجل والمرأة، الأبيض والأسود، العربي والأعجمي، الغني والفقير، ذو المنصب والمكانة والمسكين الضعيف، الجميع سواسية، ينظر الله إليهم جميعًا، فلا يفضل أحدًا على أحد إلا بمعيار واحد: التقوى.

 

 

قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى" (حديث صحيح. أخرجه أحمد).

 

 

إنه العدل المفقود في العالم وبين المسلمين، إنها رسالة ألا يفضل أحد على أحد؛ بسبب منصبه أو قرابته أو شكله أو مركزه المالي أو الاجتماعي، لا تفضيل إلا بالجهد والعمل والكفاءة، ومن هنا يأتي التقدم وتتحقق كرامة الإنسان الذي جاء الإسلام ينادي بها، وحارب من أجلها الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم، لتكون العبودية لله وحده لا للبشر، ويكون الهدف الأسمى هو إرضاء الله وحده، لا إرضاء البشر.

 

 

الرسالة الخامسة: جاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم

 

حتى وإن كان هناك حج سياحي، وحتى ولو تحول الحج إلى رحلة ترفيهية، فلن يكون هذا الحج إلا بأموال تنفق في سبيل الله، وفي سبيل تلبية دعوته، وقطع آلاف الكيلومترات من أجل طلب مغفرته، وتظل شعائر الحج تحتاج إلى جهد ومشقة وقطع مسافات وسط الزحام، وتدافع بين الناس، ذلك التدافع الذي قد يودي بحياة البعض فنحتسبهم شهداء، وكأنهم كانوا في ميدان معركة.

 

 

إنها رسالة الحج إلى المسلمين، لا مغفرة دون مشقة ودون جهد ودون تضحية، لا رضا من الله علينا إلا بالجهاد، وهو أمر لن يتحقق إلا بالتنازل عن الشهوة والدعة والسكون والاستعداد للتضحية بالمال والنفس في سبيله الله، وساعتها نستحق أن يمن الله علينا بالمغفرة، ويغشانا بالرحمة ويكافئنا بالجنة.

 

 

قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ (20)﴾ (التوبة).

 

 

إنها خمس رسائل، من رسائل عديدة ترسل كل لحظة من مصدر بثها من بيت الله من مكة المكرمة، تستطيع أن تلتقط منها ما تشاء، إذا ما تحللت من شهوات الدنيا، ووجهت قلبك إلى ربك بإخلاص.

 

 

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

 

مشكور على هذه الرساله

دعوة الى الجنه

كتبها لنا ولكم الله أداة فريضة الحج

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..