من روائع الامام الشافعي

[أحمد سيف]

مدَّعي الصداقة

إذا المرء لم يرعـاك إلا تكلفــا *** فـدعه ولا تـكثر عليه التأسفــا

ففي الناس أبدال وفي الترك راحة***وفي القلب صبر للحبيب ولو جفـا

فما كل من تهواه يهــواك قلبـه***ولا كل من صافـيته لك قد صفـا

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعــة***فلا خـير في ود يجيء تكلـفــا

ولا خـير في خـل يخـون خليله***ويلقاه من بعد الـمـودة بالجفــا

وينكر عيشا قد تقـادم عهــده***ويظهر سرا كان بالأمس قد خفــا

سلام على الدنيا إذا لم يكن بهـا***صديق صدوق صادق الوعد منصفا

 

 

 

الصديق المثالي

أحب من الإخـوان كـل مواتي *** وكل غضيض الطرف عن عثراتي

يوافقني في كـل أمـر أريـده ***ويحفظني حيــا وبعـد ممــاتي

فمن لي بهذا ؟ ليت أني أصبته***لقـاسمته مالي من الحسنـــات

تصفحت إخواني فكان أقلهــم***على كثرة الإخــوان أهل ثقـاتي

[أحمد سيف]

وبمناسبة الحر اليومين دول قال:

 

لقلع ضرس، وضرب حبس ***ونزع نفـس، ورد أمـس

وقـر بـرد ، وقـود فـرد ***ودبغ جـلـد بغيـر شمس

وأكل ضـب ، وصيـد دب***وصرف حب بأرض خرس

ونفـخ نار، وحمـل عـار***وبيـع دار بـربع فلـس

وبـيع خف ، وعـدم ألف***وضـرب ألف بحبل قلـس

أهون مـن وقفـة الحــر***يرجو نـوالا بباب نحـس

 

 

وعن الحب من طرف واحد

 

ومن البلية أن تحــب***ولا يحبك من تحبـه

ويصـد عنك بوجهـه***وتلح أنت فلا تُغِبُّـه

[أحمد سيف]

وقال ايضا

 

عن عداوة الحاسد

 

كل العداوة قد ترجى مودتها***إلا عداوة من عاداك من حسد

 

 

وعن التماس العذر

 

اقبل معـاذير من يأتيك معتذرا***إن برَّ عندك فيما قال أو فجرا

لقد أطاعك من يرضيك ظاهره***وقد أجلَّك من يعصيك مستترا