ايها الشباب ف أى الاتجاهات انت - قف من فضلك وأخبرنا

[دعوه للجنه 457]

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 

 

للشباب أصناف عدة وإتجاهات شتى وأفكار مختلفة ....

 

 

فياترى مع أى إتجاه أنت أخى الشاب؟؟

 

الاتجاه الأول: يرى في حضارتنا الماضية وتراثنا وثقافتنا الاتجاه الجدير بأن نسير فيه، ويجعله مقياسًا لما نأخذ من الثقافات وما ندع؛ فما كان متفقًا مع تراثنا وقيمنا أخذناه، وما تعارض معهما نبذناه،و لو كان أحد الاكتشافات العلمية أو شيء يفيد الانسان في دينه و دنياه و هذا الاتجاه يغفل المتغيرات ومتطلبات العصر، وحاجات الزمن، ويوصد الباب أمام الاستفادة والعطاء الجديد خاصة في أمور الدنيا التي قال عنها الرسول  " أنتم أدرى بشئون دنياكم " .

 

الاتجاه الثاني: يجعل الحضارة الغربية بثقافتها وقيمها أجدر بالاتباع والأخذ، فما كان متفقًا من ثقافتنا وتراثنا وقيمنا مع قيم الحضارة المعاصرة أخذنا به وطورناه وما كان مخالفًا لما تقدم ترك وترك الأخذ به، وخطورة هذا الاتجاه أيضًا في إلغائه الخصائص الذاتية للأمة، وفي اعتقاده بأنه يتخطى عامل الزمن، وحواجز التخلف، ناسيًا أن الحضارة التي ينعم بها معجبًا مبهورًا، إنما يرجع الفضل فيها إلى ما أضافه المسلمون في شتى المجالات.

 

 

الاتجاه الثالث: اتجاه وسط يجمع محاسن، وأهداف الاتجاهين السابقين، وهو اتجاه سليم لأنه يواجه تحديات العصر الحضارية والثقافية، بما يحفظ للأمة ذاتيتها الممتدة على مر الزمان، ويجعلها تعيش حياتها المعاصرة وفق المتغيرات الجديدة، ومن خلال التمسك بالثوابت التي لا تتغير بتغير الأزمان، والمرونة والتغيير والتطوير لما ليس من الثوابت بما لا يتعارض مع الأصول الثابتة من القيم الدينية والخلقية. وهذا هو الصنف الذي نتحدث عنه ومعه ليتوجه هو من تلقاء نفسه إلى الصنفين الآخرين داعيًا وموجهًا.

 

 

من تكون ؟ أنت أيها الشاب مع زمرة مصطفاة -يقل وقوع الانحرافات فيها- ولكنها تحتاج لمزيد من التوعية والتحصين والحماية والتدعيم من أجل أن يحسنوا القيام بدورهم في بناء أنفسهم وفي إرشاد غيرهم على أساس من تعاليم كتاب ربهم وهدي نبيهم  وتأهيلهم لاقتحام المستقبل وصناعة الحياة بوعي وإقدام فإن المستقبل للشباب و لذلك يجب إعدادهم لحياة غير حياتنا وزمان غير زماننا. لا أن نفعل كما قال محمد إقبال عن وزارات التعليم في عالمنا الإسلامي ((إنهم يربون فراخ الصقور تربية بغات الطيور وأشبال الأسود تربية الخراف)).

 

وحديثا قال أحد الدعاة موجها خطابة الى الشباب : قد ينشأ الشاب في أمة وادعة هادئة، قوي سلطانها واستبحر عمرانها، فينصرف إلى نفسه أكثر مما ينصرف إلى أمته، ويلهو ويعبث وهو هادئ النفس مرتاح الضمير. وقد ينشأ في أمة جاهدة عاملة قد استولى عليها غيرها، واستبد بشئونها خصمها فهي تجاهد ما استطاعت في سبيل استرداد الحق المسلوب، والتراث المغصوب، والحرية الضائعة والأمجاد الرفيعة، والمثل العالية.

 

وحينئذ يكون من أوجب الواجبات على هذا الشباب أن ينصرف إلى أمته أكثر مما ينصرف إلى نفسه. وهو إذ يفعل ذلك يفوز بالخير العاجل في ميدان النصر، والخير الآجل من مثوبة الله. ولعل من حسن حظنا ؟!!! أن كنت من الفريق الثاني فتفتحت أعيننا على أمة دائبة الجهاد مستمرة الكفاح في سبيل الحق والحرية. فاستعدوا يا رجال فما أقرب النصر للمؤمنين وما أعظم النجاح للعاملين الدائبين.