اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
ابن تيميــــة

انسف ذنوبك .... بكرة

Recommended Posts

انسف ذنوبك

 

 

هل أثقلتك ذنوبك وأنَّ لحملها قلبك، أبشر بصفقة من الغفور الرحيم لن تبذل فيها كبير جهد ولا عظيم نصب أو تعب، تصوم يومًا واحدًا من تلك العشر فيغفر الله لك ذنوب العام الماضي والعام المقبل أيضًا.

 

نعم ... صدِّق ما قرأته ستغفر ذنوبك أيها التائب الأواب ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم، لمن صام يوم عرفة: (صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده) [رواه مسلم].

 

فيا له من إله رحيم تواب غفور، يعطي الأجر الكثير على العمل القليل، ويغفر عظيم الزلات بقليل الحسنات والقربات، ويعطينا الفرصة تلو الفرصة، ليطهرنا من الذنوب ويعافينا من العيوب.

 

مفتاح التوبة:

 

نحن الآن في نصف أيام العشر من ذي الحجة لابد لك أن تعلنها توبة لله تعالى، لتحقق أكبر استفادة في هذه الأيام، فالطريق إلى الله تقطع بالقلوب لا بالأبدان، ومن ثقل حمله خفَّ سيره، وقصرت به همته عن الوصول لمبتغاه.

 

وأنت الآن تحتاج إلى قلب خفيف الأحمال ليكون سريع الخطا إلى الكبير المتعال.

 

ولا مناص أمامك لتخفيف أحمال قلبك من الذنوب إلا بتوبة صادقة تَجُبُّ ما قبلها، وتزيل عن كاهلك أحمال طالما ناء قلبك بحملها، لتكون من المفلحين الذين عناهم الله بقوله: {فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ} [القصص: ٦٧].

 

وربك يقبل توبتك ليل نهار بلا انقطاع أو ملل أو كلل، أليس سبحانه هو القائل: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ} [النساء: ٢٧].

ومن بعده قال حبيبه وحبيبك صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار) [رواه مسلم].

 

أيُّ نور سرى يزيح ظلامًا عن دروبي ويبعث القلب حيًّا

يغسل القلب من عوارض آثام فيحييه بعد قلبًا نقيًّـــــا

جئت ربي أسألك العـفو فهب لي من لدنك عفوًا رضيًّا

ربِّ إن غاب عفوك اليوم عني أي شيء تـــراه يبقى لديا؟

 

كيف الطريق؟

 

1. ترك وإقلاع:

 

وهو حقيقة التوبة، أن تترك المعصية لله جل وعلا، أن تُقلِع عن الذنوب وتعود إلى علام الغيوب.

فما أكذب عبد يقول: يا رب تب عليَّ، وكأس الخمر ما زال في يده!

وما أقبح شاب يهتف: يا رب غفرانك، وما زال مقيمًا على علاقة مع فتاة!

 

2. اكتواء بنار الندم:

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الندم توبة) [صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، (4252)].

وأي إنسان أحق بالندم ممن عصى الله جل وعلا؟!

فعلام يندم الإنسان إذا لم يندم على تفريطه في جنب ربه؟!

ألا يندم على تسويد قلبه بالسيئات، وجنيه لأشواك الزلات؟!

ألا يندم على إغضابه لربه وخالقه، وإسعاده لشيطانه وعدوه؟!

 

3. عزم أكيد لا يفله الحديد:

 

فلابد للتائب من عزم أكيد ويقين من حديد، أنه لن يعود إلى ذلك الذنب مرة أخرى ما دام في صدره نفس يتردد، وهذه ثمرة طبيعية لما وجده التائب الصادق من حرارة الندم، بعد أن زلَّت قدمه في أشواك الطريق.

 

4. حسن ظن لا قنوط:

 

إياك إياك والقنوط!

 

لأنك من عباد الله المخاطبين في قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: ٥٣].

 

فلا يكن ظنك كظن من روى خبره صاحب الإحياء، فقال: (يروى أنه كان في بني إسرائيل شاب عبد الله تعالى عشرين سنة ثم عصاه عشرين سنة، ثم نظر في المرآة فرأى الشيب في لحيته، فساءه ذلك؛ فقال: إلهي، إني أطعتك عشرين سنة، ثم عصيتك عشرين سنة، فإن رجعت إليك أتقبلني؟!

 

فسمع قائلًا يقول ولا يرى شخصًا: أحببتنا فأحببناك، وتركتنا فتركناك، وعصيتنا فأمهلناك وإن رجعت إلينا قبلناك) [إحياء علوم الدين، الغزالي، (3/118)].

 

فلا تيأس أيها الشاب الحبيب وتقنط من رحمة الله فهذه أيام الخير، وليكن شعارك: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥



×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..