مسرحية الزعيمة مؤنث الزعيم يعنى

[دعوه للجنه 457]

<b>

بسم الله الرحمن الرحيم

 

<br class="clear"></b>

تأليف: جمال عبد الغفار بدوي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(المشهد الأول)

تدور الأحداث في الموقف القومي للمرأة بجوار "الوطني" سكة الأغلبية أم ريحة وطنية: يجب أن نوجه الشكر للوطني الذي أتاح لنا فرصة الكوتة، ونسجل بأصابع "الروج" هذا الحدث التاريخي الذي لم يحدث حتى في عصور التألق المرأوي في عهد "كليوباترا" أو شجرة الدر.

 

 

حزبية: متفتكري حاجة حلوة يدلعدي! "كليوباترا" مين الخاينة اللي شوهت صورتنا، ولا جميزة الدر اللي اضربت بالقباقيب.. اسم الله على مقام السامعين.

 

 

منتفعة: قلبك أبيض وشفتشي إنت وهي... خلونا في الخيبة القوية اللي نازلة علينا زي إيد المحروس جوزي منتفع بيه، وهو بيصبح وبيمسي على قفايا.

 

 

وطنية: خيبة إيه يا منتفعة هانم؟ معقولة واحنا في عرس ديمقراطي نسائي مرأوي أنثوي بناتي وردي.

 

 

منتفعة: حيلك.. حيلك وردي إيه؟ دا إذا ماكنشي إسود وقطران لون صبغة شعرك العيرة، هيكون كحلي وبنفسجي لون البدنجان من غير طماطم.

 

 

حزبية: إلا صحيح يا وطنية باشا مفيش حل لأسعار المجنونة بنت المجنونة اللي محدش عارف يعقلها أبدًا، ومخلية حزبي أفندي جوزي يتنرفز ويتعصب وهو داخل على أيام انتخابات مفترجه، فيها بلطجة وتهليب وتسليك وتفويت والذي منه.

 

 

وطنية: من فضلكن.. رجاء الالتزام بموضوع الاجتماع. تفضلي يا منتفعة هانم اشرحي تخوفاتك وهواجسك الأنثوية المرأوية، مع الالتزام بالوقت المحدد بقلم الحواجب.

 

 

منتفعة: هواجس إيه يا شابة! لهو إنتم مشفتوش مرشحات "المحظورة" اللي ملوا الدواير وهيخطفوا مننا أغلب مقاعد الكوتة، ويخلوا فيه انتخابات بحق وحقيقي.

 

 

حزبية: إيوه صحيح.. إمال يا أختي كانوا مفهمينا إن "المحظورة" عدوة المرأة والطفل والأقباط والعمل والوطن، يعني عدوة كل حاجة ببلاش كدة.

 

 

وطنية: رجاء عدم الخروج عن الموضوع موضع المناقشة.

 

 

منتفعة: يا وليه ما احنا بنتكلم في الموضوع المتنيل اللي بتقولي عليه.

 

 

حزبية: لأ.. لأ عيب كده يا منتفعة هانم؛ ميصحش تكلمي الباشا الكبيرة بالطريقة البلدي دي، مهما يكون هي الزعيمة بتاعتنا.

 

 

منتفعة: زعيمة إيه يابتاعة المجمع الانتخابي! على ماما الكلام الماسخ زي طبيخك العكر.

 

 

وطنية: مش ممكن.. نووووو.. دي طريقة سوفاج لا يمكن التحاور بالشكل ده.

 

 

منتفعة: خلاص يا زعيمة أعمل لحضرتك "نيو لوك" علشان نتحاور.

 

 

حزبية: مالك يا منتفعة يا أختي؟ فيه إيه؟ متعصبة ليه كده؟

 

 

منتفعة: مش عارفين متعصبة ليه؟ بقولكم الكوتة هضيع، وانتم قاعدين حطين إديكم في ماية باردة زي تصريحات الحكومة!.

 

 

وطنية: قولي نعمل إيه لو عندك مؤطرح.

 

 

حزبية: أيوه صح.. قولي نعمل إيه لوعندك مؤطرح.

 

 

منتفعة: لا طرَح ولا مطرحشي.. إحنا نعمل زي عادل إمام في مسرحية الزعيم.

 

 

وطنية: صح! يعني نغني: الشعب هو الحارس هو الفارس. أوووه أورجينال خالص، منتهى الأورجينالية، نيولوك لانج لجهاد وكفاح المرأة.

 

 

منتفعة: نغني إيه يا ولية، هتجننيني زي طماطم الحكومة!.

 

 

حزبية: ما تخلصينا وتقولي عايزة إيه، وبلاش غلط ولخبطة في الكلام زي السادة الوزرا والنواب بتوع حزبنا.

 

 

منتفعة: بقول نعمل زي عادل إمام ونجيب واحدة غلبانة من اللي اسمه إيه ده... اسمه إيه قولوا معايا كان على طرطوف لساني.

 

 

وطنية: الشعب.. واحدة من الشعب.

 

 

منتفعة: أيوه اسم الله على مقامك.. الشعب.. واحدة من الشعب تمثل دور الزعيمة زي زينهم الكومبارس في مسرحية "الواد سيد الزعيم" لحد الانتخابات ما تخلص ونلهط الكوتة ومانسيبشي للمحظورة وأم عارضة حاجة منها.

 

 

حزبية: وإيه فايدة اللف والدوران ده كله يا بنت المنتفعين.

 

 

منتفعة: أهو انتي وقعتي بلسانك الطويل أهو.. وقلتي بعضمة لسانك الفايدة والعايدة.

 

 

حزبية: فاهمة حاجة يا وطنية باشا؟

 

 

وطنية: (تزوم وتمط شفتيها بطريقة لا تؤثر على معدل الروج الفاقع).. يعني.

 

 

منتفعة: من الآخر أنا منتفعة بنت منتفعين، وانت حزبية، وكلنا عارفين، ودي وطنية بتاعة مؤتمرات الختان، وتنظيم الخلفة، يعني النسوان في البلد هرشانه وعارفانه، ولا يمكن تصدقنا، خصوصًا إنهم عمرهم ما شفونا بنتكلم في قضية حقيقية تهمهم.

 

 

وطنية: طيب.. إنت تعرفي واحدة من البتاع اللي اسمه الشعب ده تقوم بالدور؟

 

 

منتفعة: بصراحة معرفشي، أنا كبيري أعرف بتوع الحي اللي بيوافقوا لي على تراخيص الأبراج المخالفة، وبتوع الوزارة اللي بيخصصوا لجوزي الأراضي ببلاش؛ لكن عمومًا اللي تسأل متوهشي، ولا يمكن تديلنا صوتها الانتخابي.

 

 

(المشهد الجنائزي)

تدور الأحداث في عشة الست زيناهم كيداهم غيظاهم الكومبارس

وطنية: إيه رأيك يا أخت زيناهم، خلصينا الانتخابات على الأبواب.

 

 

زيناهم: وسيباها ليه على الباب (تجري ناحية الباب الخارجي) اتفضلي يا أختي.. اتفضلي البيت بيتك قبل ما يتغير اسمه ويبقى مصر النهاردة.. اتفضلي يا ست انتخابات.

 

 

منتفعة: بلاش استهبال يا زيناهم أنا مش عايزة أجيبلك الضابط بتاع جامعة الأزهر بالزقازيق، شفتي عمل إيه في سمية؟!.

 

 

حزبية: لأ.. لأ زيناهم فنانة كبيرة، والحزب والحكومة بحترموا الفنانين والفنانات، إذا نجحتي في المهمة اللي بنعرضها عليك هنعملك برنامج زي الجريئة والمشاغبة وأخواتها.

 

 

زيناهم: إخص عليكي ست مش محترمة! ليه إنتي فاكراني إيه؟ أنا صحيح كومبارساية صغيورة غلبانة بس عمري ما أدخل عشتي قرش حرام.

 

 

وطنية: علشان كده إحنا اخترناكي ياست زيناهم، اسألي بقى عن كل اللي أنت عايزة تعرفيه علشان تقنعي بنات ونساء الوطن من أجل كوتة عادلة لاتصل إلى محترفي النصب والفساد باسم السياسية.

 

 

زيناهم: يا دهوتي!! وطِّي صوتك ياست إنتي.. حد يتكلم عن الحكومة والحزب كده برضه بصوت عالي.. إنت مش عارفة إن الحيطان لها ودان وفيبريشن.

 

 

منتفعة: أهم حاجة طبعًا إنت عارفة إننا نجاهد من أجل المرأة على عكس الجماعة المحظورة عدوة المرأة والديمقراطية وبالتأكيد الفن وإنتي فنانة يا زيناهم!.

 

 

زيناهم: محظورة؟ .. محظورة.. قصدك الإخوان المسلمين.. (تمصمص بصوت لافت) الله يحظك يا شابة.. هم مين دول أعداء الفن ياوليه اختشي ومتعمليش زي سيناريست الغبرة، قصدي سيناريست لاظوغلي اللي فبرك تمثيلية رمضان.

 

 

وطنية: "بوسيبل".. مش ممكن.. بتقولي إيه يازيناهم يافناااااااااانة... دول هيعدوموا الفنانين في ميدان عام إذا وصلوا للحكم.. كل الناس عارفة إنهم بيحرموا الفن وبيكفروا الممثلين، وانتي يدوب كومبارساية شوفي بقى بيقولوا عليكي إيه أكتر من الكفر.

 

 

زيناهم: متبطلي هجص بقى ياوليه، لإما توريني شكل الأوبلتات بتاعة بلوزتك وتمشي من غير مطرود.

 

 

حزبية: ليه يا زيناهم عايزة تودي نفسك في داهية... مستعجلة ليه؟

 

 

زيناهم: مش سامعة سعادتك الهجص اللي بتقوله؟ أنتم مش عارفين إني كومبارساية مثقفة وعارفة التاريخ القديم والجديد، وهو فيه حد يقدر يغير في التاريخ اللي ماشافشي المسرح في المدارس إلا على إيد عبدالله النديم ومن بعده جماعة الإخوان المسلمين في الثلاثينات والأربعينات، يعني بالمفتشر الإسلاميين هما اللي دخلوا الفن للمدارس.

 

 

منتفعة: إيه الجهل اللي بتقوليه ده يا زيناهم؟ دول بيحرموا الفن والتمثيل.

 

 

زيناهم: حُرمت عليكي عيشتك يا بعيدة! طب أنا جاهلة.. سعادتك مقرأتيش لسناء البيسي في "الأهرام" وهي بتتكلم عن محمود المليجي، وقالت إنه بدأ في مسرح الإخوان المسلمين، مثل معظم عمالقة فنانينا أمثال عبد المنعم مدبولي وعبد المنعم إبراهيم ومحمد السبع وغيرهم وغيرهم وغيرهم.

 

 

حزبية: قراية إيه يا زيناهم.. هي يا دوب بتفك الخط.

 

 

وطنية: دول هيقعدوك في البيت إذا وصلوا للحكم، الكلام ده إذا ماأعدموكيش وعلقوكي على باب المسرح القومي.

 

 

زيناهم: ما أنا قاعدة في البيت يا ناصحة، هو فيه حد بيشتغل إلا بتوع العري كليب، والعنب العنب ياكومة الحنطور وبحبك يا حمار.

 

 

منتفعة: خلاص يا زيناهم بلاش فن وبلاش ثقافة إنتي بصفتك امرأة.. المحظورة أعداء المرأة وهيقعدونا في البيت وهيلابسونا النقاب والبطاطين، ومش هنخرج إلا ومعانا مُحرم.

 

 

زيناهم: فعلاً مشكلة.. مشكلة كبيرة فعلاً.. هنجيب مُحرَّم فؤاد منين دلوقتي الله يرحمه!.

 

 

حزبية: بلاش تريقة يا زيناهم علاشان ما جيبشي لك ضابط الزقازيق.

 

 

زيناهم: طب قوليلي إنتي أعمل إيه ولا أقول إيه؟ منين جايين تقولوا إن الإخوان هيخطفوا مقاعد المرأة وبعدين بتقولوا إنهم بيحرموا خروج المرأة وعملها.. ولا البلد فيها إخوانيين؛ إخوان بتحرم وإخوان بتحلل؟.

 

 

وطنية: يا زيناهم حزبنا وحكومتنا هي اللي عينت وزيرتين كاملتين في الوزارة.

 

 

زيناهم: حلو قوي إنتي بقى وقعتي ولاحد سمّى عليكي إنتي والحزب بتاعك.

 

 

وطنية: وااااا سوفاج بلدي بيئة منتهى البيئة!.

 

 

زيناهم: بيئة.. بيئة بس خلونا مع وزيرة تصدير الخدامات.

 

 

حزبية: وزيرة القوى الشغالة؟ مالها بقى ياكومبارساية الغبرة؟

 

 

زيناهم: الوزيرة دي تثبت بالأدلة الدامغة وغير الدامغة إن مفيش عدو للمرأة فيكي يابلد غير حزبكم بتاع كيلو اللحمة بسبعين جنيه والطماطم بعشرة جنيه.

 

 

منتفعة: هاتوا ضابط الزقازيق وخلصونا ياستات... البت دي بدأت تخرف وهتوجع دماغنا.

زيناهم: أنا برضه اللي بخرف؟ يا هوانم يا بشاوات مش بفضل نضالكم المتواصل رفعتم سن الأحداث إلى 18 سنة؟

 

 

وطنية: أي نعم بعد كفاح مرير.

 

 

زيناهم: وبرضه أنتن تحاربن عمالة الأحداث؟

 

 

وطنية: أي نعم بكل ما أوتينا من قوة.

 

 

زيناهم: طيب.. الست وزيرة تصدير الخادمات كانت تعمل في شركة الأدوية وكان سنها 15 سنة يعني وهي حدث طفلة، واختيار الحزب لها وتصعيدها ينافي جميع شعاراتكم الزائفة عن محاربة عمل الأطفال والأحداث.

 

 

حزبية: إنت لمضة قوي ويظهر مفيش حل ليكي إلا ضابط الزقازيق.

 

 

زيناهم: قبل ما تجيبوا الضابط إياه ممكن تحسبوا معايا الطفرة والتقدم في قضايا المرأة التي حدثت بفضل موقفكم ومجلسكم وحزبكم وحكومتكم؟

 

 

وطنية: أوووووووووووووووه هنحسب إيه ولاإيه... يكفي تجريم الختان والحصول على الكوتة.

 

 

زيناهم: احسبوا معايا يا هوانم، ولا كمان مبتعرفوش تحسبوا زي مبتعرفوش تقروا؟

منتفعة: لأ.. فشر.. إلا الحساب.. إمال مين يحسب المليارات اللي بنلطشها من المؤتمرات والجهات الدولية المشبوهة ربنا يخليها لينا ولكل الولايا اللي زينا.

 

 

زيناهم: ماشي.. لما يكون أول وزير مصرية في الخمسينات كانت من الصعيد وحاصلة على الدكتوراة من إنجلترا، ثم يأتي حزبكم المقور، ينيلني قصدي الموأر سنة الألفينات بوزيرة غير حاصلة إلا على شهادة الإعدادية على أرجح الأقوال، فحذروا فزروا كم مليون سنة أخرنا حزبكم وفضحنا بين دول العالم الثالث؟.

 

 

وطنية: (تصرخ في هستيريا) هو الضابط اتأخر ليه؟ فكرتك فكرة طين يا منتفعة!.

 

 

منتفعة: فكرتي شربات يدلعدي.. إنتم اللي معرفتوش تختاروا كويس.

 

 

حزبية: امسكوا أعصابكم يا هوانم بلاش فضايح، متعملوش زي المنتخب اللي اترعش من معزة في النيجر.

 

 

وطنية: (مازالت تصرخ في هستيريا) هو الضابط اتأخر ليه؟ هو الضابط اتأخر ليه؟ فكرة هباب سوفاج زي اللي أشارت بيها.

 

 

منتفعة: (تخلع شبشبها وتتجه ناحية وطنية) أنا سوفاج!.

 

 

(تشتبك النساء الثلاث في مشاجرة عنيفة بالشباشب والأحذية، تتمكن خلالها زيناهم من الهرب)

 

 

ستار