الخبراء يحللون نتائج الجولة الأولي انتخابات 2010عرس الديمقراطية

[دعوه للجنه 457]

الخبراء يحللون نتائج الجولة الأولي

انتخابات 2010عرس الديمقراطية

 

 

 

هناء أبوالقاسم - مني جاد - علاء عمران

انتهت الجولة الأولي والأهم من انتخابات مجلس الشعب.. نعم هناك بعض الدوائر تجري فيها اليوم إعادة علي بعض المقاعد ولكنها لن تؤثر علي النتيجة النهائية التي أكدت فوز الحزب الوطني بأغلبية المقاعد وبنسبة تقترب من ال 95%.. وعكس كل التوقعات جاءت الانتخابات هادئة ومرت بسلام في أغلب المحافظات إلا من بعض المناوشات والصدامات بين المرشحين وأنصارهم.. وبعيدا عن دعاوي التزوير التي يعلق بعض المرشحين الخاسرين في هذه الانتخابات إخفاقهم عليها وأيضا معارك البلطجة "المسئول عنها المرشحين" كان علينا رصد وتحليل وأيضا تفنيد هذه الدعاوي من قبل الخبراء الأمنيين والمحللين السياسيين وأيضا أساتذة علم النفس والاجتماع ورجال القضاء.. لتكون لدينا صورة محايدة عما جري وما آلت إليه هذه الانتخابات.

* اللواء نشأت الهلالي - مساعد وزير الداخلية ورئيس أكاديمية مبارك للأمن سابقا: لم تكن هناك أي تجاوزات للأمن أو تدخل في سير العملية الانتخابية وهو ما بثته جميع القنوات الفضائية داخليا وخارجيا وأيضا وسائل الإعلام المقروءة.. ولكن للأسف تعود بعض المرشحين والناخبين تعليق فشلهم علي شماعة الأمن وأنه المسئول.. ولذا أقول أي مواطن.. سواء مرشح أو ناخب أو مراقب للانتخابات لديه دليل علي تجاوز رجال الأمن يقدمه فورا للجهات المعنية واللجنة العليا للانتخابات.. فهناك تعليمات من وزير الداخلية لرجال الأمن بعدم دخول اللجان الانتخابية إلا باستدعاء مباشر من رئيس اللجنة.. ويكون تأمين عملية الانتخاب من الخارج.. الأمن دائما محايد.. أما ما يقال عن العنف والبلطجة فمصدرها.. المرشحون وأنصارهم وذلك يرجع عدم وعيهم الثقافي بالانتخابات.. ويكون المواطن هو المتضرر الوحيد بالإضافة إلي هذه.

 

 

الصورة تشوه صورة المجتمع المصري في الخارج.. فالفراغ ليس حكرا علي هذه الانتخابات فقط بل هو موجود في كل الانتخابات.. لكن التكثيف الإعلامي بالإضافة إلي أن هذه الانتخابات ستؤدي لمجلس عليه إصدار حزمة من القوانين تحتاجها الدولة لإصلاح المسارات الاقتصادية.. الاجتماعية.. الصحية والتعليمية.. وفي النهاية أقول إنها نجحت من حيث الرقابة والتنظيم باستثناء بعض التجاوزات.. وفي رأيي يجب تشكيل لجنة تمثل جميع القطاعات المعنية بالانتخابات لتقييم هذه التجربة بما لها من إيجابيات وما عليها من سلبيات علي أن تصدر دراسة دقيقة بالأرقام والإحصائيات.

 

 

دور رقابي

* المستشار سامي زين الدين - رئيس محكمة استئناف جنايات القاهرة: يجب أن يتواجد الأمن بشكل أكثر ليترسخ في ذهن الناس أنه ليس هناك بلطجة أو عنف.. وقيام الإعلام بدوره خاصة في الفترة المقبلة في انتخابات الإعادة التي ستكون أكثر هدوءا وسهولة لنزع الرهبة من نفوس الناخبين وبث الطمأنينة في نفوسهم علما بأن بعض الدوائر في الجولة الأولي وصلت إلي 65 مرشحا وقد تكون كثرة العدد هي السبب في سيادة العنف كما يحلو للبعض تعليق فشلهم علي شماعة التزوير وهكذا جرت العادة في مصر بجميع المجالات.

ولكن ما أفرزته الانتخابات هو أقرب الصور للحقيقة بمعني أن المرشحين ذوي الشعبية الكبيرة هم الذين نجحوا.. علي الجانب الآخر يجب تثقيف الناخبين وتوعيتهم بدور عضو مجلس الشعب الذي يتم انتخابه وهو دور رقابي علي السلطة التنفيذية وتشريعي وليس فقط خدمة أبناء الدائرة.

* الدكتورة نهي بكر - أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية: لدينا 508 مقاعد بمجلس الشعب تقدم لها 4861 مرشحا.. 1081 منها من الأحزاب والباقي مستقلين وهي علامة غير جيدة وتعني أن بعض الأحزاب لا تملك كوادر للتقدم للترشيح أو أن هناك مجموعة من المستقلين ينتمون للأحزاب تقدموا كمستقلين والمفترض أن يعرض الناخب تلك الظاهرة في هذه الانتخابات هي كوتة المرأة وهو ما يسمي بالتنوير الإيجابي حيث سنجد المرأة تمثل 64 مقعدا بالإضافة للمقاعد الأخري والتي ستربحها من تنافسها مع الرجال. فهذا سيعطي تواجدا للمرأة بالمجلس لطرح قضايا جديدة لم تكن قد أخذت حقها من قبل بالنسبة للرقابة فتمثلت في مؤسسات المجتمع المدني حيث حصلوا علي حق مراقبة الانتخابات بالتقدم لمجلس حقوق الإنسان وهو مجلس مستقل كما ستقوم اللجنة العليا للانتخابات برصد كتابة تقاريرها وهو أمر جيد هذا بالإضافة لوكالات الأنباء ومراسلي الصحف الأجنبية وكانت هناك بادرة طيبة للهيئة العامة للاستعلامات حيث عقدت مؤتمرا تميز بالشفافية أعلنت فيه عن أن بعض الأخطاء التي تم تداركها وعدم إنكارها وبالتالي كل هذا يمثل نقاطا إيجابية تصب لصالح هذه الانتخابات.

مرت بسلام

* الدكتور رفعت مرسي - أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط: للأسف أكثر ما أثار الناس هو ما بثته بعض القنوات من معلومات قديمة نسبوها ليوم الانتخابات في حين أن ذلك حدث ما قبل الانتخابات فمثلما كانت هناك قنوات اتصالات محايدة كانت هناك قنوات غير محايدة لها يد تلعب بها في الخفاء لتثير القلاقل.. نحن لا نملك أي معلومات أو أرقام عن عدد من أدلوا بأصواتهم في الانتخابات.. لكن من المشاهدات فإن الطبقات الراقية أقل في الإقبال علي الانتخابات من الريف وصعيد مصر لأن العامل القبلي والأسري لها تأثير كبير.. أما عن حالات العنف فكانت متفرقة ولم تكن ظاهرة عامة وبالتالي مرت الانتخابات بسلام عكس ما كان يروج لها المصريون لديهم خلط كبير بين الانتخاباته التشريعية والمحليات. فعضو مجلس الشعب له دور تشريعي ورقابي ولكن الناس ينتخبونهم علي أساس أنهم يؤدون لهم خدمات وهو أمر غير صحيح.

* الدكتور رفعت عبدالباسط - أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة حلوان: بالفعل كان الإقبال علي التصويت في هذه الانتخابات ضعيفا وهو ما لاحظته أثناء إدلائي بصوتي من خلال قائمة أسماء الناخبين حيث ضمت الصفحة 25 اسما بينما تواجد شخصان فقط في اللجنة.

عامة هناك نوعان من المواطنين الأول سلبي لا يشارك مما يتطلب بذل مزيد من جهد الأحزاب والمؤسسات الإعلامية والتوعية لنفي صورة التزوير وتسويد البطاقات لديه وأن الذي سيحدد فقط من هو نائب دائرته. والنوع الآخر يتصور أن ما يحدث مجرد تحصيل حاصل ولا داع للذهاب للتصويت وهنا أؤكد أن منظمات المجتمع المدني لها دور كبير إلي جانب النقابات العمالية والاتحادات في توعية الجماهير بالمشاركة بالإضافة إلي أن طلاب الجامعات لم يشاركوا في تلك الانتخابات رغم أنهم يمثلون نسبة كبيرة من المجتمع وهذا دور الأسرة من الأساس ثم المدرسة التي يجب أن تعلمهم كيفية اختيار ممثلي الفصول واتحاد الطلاب.

* المستشار محمد اليمني - رئيس محكمة قنا الابتدائية: عزوف عدد من المواطنين عن الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات هي سلبية غير مبررة أو مرفوضة والسبب اعتقادهم أن أصواتهم ليس لها قيمة إلي جانب الخوف من إضاعة الوقت والتعرض للضرب أو القتل كما حدث في بعض اللجان.. لو شعروا أن هناك نوعا من السهولة والإنسانية لزادت نسبة الإقبال واتسعت كما حدث في الانتخابات السابقة وأتوقع في الانتخابات القادمة أن تستمر حالة السلبية هذه.

الاحتراف السياسي

* عبدالحليم محجوب - وكيل مجلس الشعب الأسبق: صراع هذه الانتخابات كان من أجل الفوز بالمقعد في دورة المجلس القادمة ولذلك استخدم المرشحون كل الوسائل المشروعة وغيرها حتي وصلنا إلي ما رأيناه من صور عنيفة.. وبلطجة.. والسؤال هو هل سيختلف المجلس القادم عن المجالس السابقة في أدائه وأيضا في التعامل مع المشكلات والأزمات التي يعاني منها المجتمع.. خاصة وأن ما حدث في المجلس السابق من ظواهر عدة منها الاستيلاء علي أراضي الدولة ونواب الرصاص والقمار والتزوير ونواب العلاج علي نفقة الدولة يجب أن تكون دافعا للتغيير وظهور وجوه جديدة عليه أن تقدم حلولا.. ما رأيناه من نتائج المرشحين ترجمة لضعف الأحزاب ودليل علي أدائها غير المقبول وأنها تفتقد للاحتراف السياسي وأيضا لنماذج حقيقية تستطيع تمثيلها.

* ياسر كاسب - المحلل البرلماني: لا توجد عملية انتخابية صحيحة 100% علي مستوي العالم علي سبيل المثال في الولايات المتحدة الأمريكية كان هناك تشكيك في نزاهة الانتخابات عندما كان يتنافس "الجور" مع بوش أثناء الانتخابات كان هناك مطالبة من "ال جور" المرشح الديمقراطي بإعادة فرز الأصوات يدويا وليس إلكترونيا حتي يثبت أن هذا الفرز ترجمة للأصوات الحقيقية بشكل صحيح.. أما المشكلة لدينا أكبر لأن التكنيك الانتخابي ليس إلكترونيا والفرز أيضا وثقافة الناخبين ضعيفة لدرجة يمكن وجود ناخب مصري لديه بطاقتان انتخابيتان وهذا يعد تزويرا التي أصدرت له البطاقات بالإضافة لتدني مستوي المعيشة في المجتمع المصري يؤدي إلي اضطرار البعض للبلطجة وبيع الأصوات ويصبح موسم الانتخابات للتربح.

يضيف هناك أسباب عدة تجعل نسبة المشاركة السياسية قليلة منها اجتماعية مثل العصبية والقبلية إذا لم يقتنعوا بالمرشحين يعزفون عن التصويت بالإضافة للمناطق ذات المستوي الاجتماعي المرتفع لا يشتركون في الانتخابات لأنها لا تعود بمصلحة عليهم. وأيضا هناك إحساس عند نسبة كبيرة من المواطنين المصريين أن صوتهم لن يؤثر بالإضافة إلي أن العنف يجعل فئات ترفض المشاركة بسبب البلطجة.. والدورة القادمة لها حيثيات مختلفة عن الانتخابات السابقة خاصة بعد زيادة أعداد البرلمان القادم حتي أصبحت 508 بعد إضافة 64 مقعدا للمرأة..جاءت بعد مجلس وجه له انتقادات كثيرة حيث إن المجلس القادم له تطلعات والأحزاب تريد أن تكون بديلا للإخوان.

* دكتور علي السيد - أستاذ علم النفس بجامعة حلوان: أتساءل ما هي المشاعر الوطنية التي تدفع الإنسان للتحرك من أجل الوطن وليس الذات؟ فهناك من حصلوا علي الامتيازات ولم يخدموا الشعب بل تلاعبوا بقرارات العلاج علي نفقة الدولة واستخدموها لصالحهم وغير ذلك الكثير كان في الدورة السابقة.