ابن تيميــــة 158 قام بنشر December 21, 2010 ما معنى لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر سؤال: هل الحديث لا تسبوا الوقت فإن الله هو الوقت يصح عن الرسول ؟ وإذا كان صحيحا, فكيف تفسره؟ فقد أشكل علي هذا الموضوع. الجواب: الحمد لله الحديث ليس بهذا اللفظ " لا تسبوا الوقت فإن الله هو الوقت " ، وإنما هو بلفظ " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " ( وقد يكون اللفظ المذكور جاء بسبب طريقة ترجمة السؤال ) ، وقد رواه مسلم عن أبي هريرة ( 5827 ) ، وفي لفظ آخر: " لا يسب أحدكم الدهر فإن الله هو الدهر " ، وفي لفظ آخر : " لا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر " ، وفي لفظ : " قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يقول يا خيبة الدهر فلا يقولن يا خيبة الدهر فأنا الدهر أقلب الليل والنهار فإذا شئت قبضتهما " . و أما معنى الحديث فقد قال النووي : قالوا: هو مجاز وسببه أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك فيقولون " يا خيبة الدهر " ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر فقال النبي : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " أي : لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى لأنه هو فاعلها ومنزلها ، وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى . ومعنى " فإن الله هو الدهر " أي : فاعل النوازل والحوادث وخالق الكائنات والله أعلم . " شرح مسلم " ( 15 / 3 ) . وينبغي أن يعلم أنه ليس من أسماء الله اسم " الدهر " وإنما نسبته إلى الله تعالى نسبة خلق وتدبير ، أي : أنه خالق الدهر ، بدليل وجود بعض الألفاظ في نفس الحديث تدل على هذا مثل قوله تعالى : " بيدي الأمر أقلِّب ليلَه ونهارَه " فلا يمكن أن يكون في هذا الحديث المقلِّب - بكسر اللام - والمقلَّب - بفتح اللام - واحداً ، وإنما يوجد مقلِّب - بكسر اللام - وهو الله ، ومقلَّب - بفتح اللام - وهو الدهر ، الذي يتصرف الله فيه كيف شاء ومتى شاء . انظر " فتاوى العقيدة " للشيخ ابن عثيمين ( 1 / 163 ) . قال الحافظ ابن كثير - عند قول الله تعالى : { وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر } [ الجاثية / 24 ] - : قال الشافعي وأبو عبيدة وغيرهما في تفسير قوله : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " كانت العرب في جاهليتها إذا أصابهم شدة أو بلاء أو نكبة قالوا : " يا خيبة الدهر " فيسندون تلك الأفعال إلى الدهر ويسبونه وإنما فاعلها هو الله تعالى فكأنهم إنما سبوا الله عز وجل لأنه فاعل ذلك في الحقيقة فلهذا نهى عن سب الدهر بهذا الاعتبار لأن الله تعالى هو الدهر الذي يصونه ويسندون إليه تلك الأفعال . وهذا أحسن ما قيل في تفسيره ، وهو المراد . والله أعلم " تفسير ابن كثير " ( 4 / 152 ) . وسئل الشيخ ابن عثيمين حفظه الله عن حكم سب الدهر : فأجاب قائلا: سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام . القسم الأول : أن يقصد الخبر المحض دون اللوم : فهذا جائز مثل أن يقول " تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده " وما أشبه ذلك لأن الأعمال بالنيات واللفظ صالح لمجرد الخبر . القسم الثاني : أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل كأن يقصد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر : فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقا حيث نسب الحوادث إلى غير الله . القسم الثالث : أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله ولكن يسبه لأجل هذه الأمور المكروهة : فهذا محرم لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر ؛ لأنه ما سب الله مباشرة ، ولو سب الله مباشرة لكان كافراً . " فتاوى العقيدة " ( 1 / 197 ) . ومن منكرات الألفاظ عند بعض الناس أنه يلعن الساعة أو اليوم الذي حدث فيه الشيء الفلاني ( مما يكرهه ) ونحو ذلك من ألفاظ السّباب فهو يأثم على اللعن والكلام القبيح وثانيا يأثم على لعن ما لا يستحقّ اللعن فما ذنب اليوم والسّاعة ؟ إنْ هي إلا ظروف تقع فيها الحوادث وهي مخلوقة ليس لها تدبير ولا ذنب ، وكذلك فإنّ سبّ الزمن يعود على خالق الزّمن ، فينبغي على المسلم أن ينزّه لسانه عن هذا الفحش والمنكر . والله المستعان . الإسلام سؤال وجواب الشيخ محمد صالح المنجد 1 شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
عاشق الصداقه 525 قام بنشر December 21, 2010 ما شاء الله ولا قوة إلا بالله حفظ الله شيخنا المنجد وموقعه وفتاواه هذا من الأحاديث التى لا يعرفها الكثيرون ويقعون فى هذا الخطا الكبير قال الشافعي وأبو عبيدة وغيرهما في تفسير قوله : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " كانت العرب في جاهليتها إذا أصابهم شدة أو بلاء أو نكبة قالوا : " يا خيبة الدهر " فيسندون تلك الأفعال إلى الدهر ويسبونه وإنما فاعلها هو الله تعالى فكأنهم إنما سبوا الله عز وجل لأنه فاعل ذلك في الحقيقة فلهذا نهى عن سب الدهر بهذا الاعتبار لأن الله تعالى هو الدهر الذي يصونه ويسندون إليه تلك الأفعال .وهذا أحسن ما قيل في تفسيره ، وهو المراد . والله أعلم عندما قرأت هذا - قلت هو أفضل التفاسير ،، ثم قرأتها كذلك - فجز الله إمامنا الشافعى ومشايخنا وعلماؤنا كل الخير وجمعنا بهم فى جنته انه ولى ذلك ومولاه أغلب الناس يلعن اليوم الذى حدث فيه كذا ، ويسب الدهر ويقول مثلاً (ده يوم ...) ،، (ماهو نهار ..) ،، وغير هذه الألفاظ ،، وهم يرتكبون فى ذلك إثماً كبيراً ،، وجزاك الله خيراً لتوضيح ذلك لأن الكثيرين جداً يغفلون عن هذا الأمر وأيضاً لكثرة ما يقال عن (غدر الزمان) ،،، و (قسوة الأيام) ،، وهذه الألفاظ التى ترسخ فى عقول العوام أن ما يفعل بك ذلك هو الزمن ،، وهى الأيام ... واظروف تحكم ،، و .... وهم بذلك على حد فتوى شيخنا والكثير من العلماء وقعوا فى شرك أكبر دون أن يعلموا ،، والله أعلى وأعلم .. فأرجو من الله أن يصل هذا المفهوم وهذا الحديث ومعناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - الى جميع المسلمين ويعملون به وجزاك الله خير الجزاء حبيبى عيسى على إفادتنا بهذه الدرر .. تم تقييم الموضوع ، وجزاك الله خيراً شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر