نفذت أمريكا وعدها بإقامة "دولة".. ولكن في جنوب السودان..!!

[دعوه للجنه 457]

نفذت أمريكا وعدها بإقامة "دولة".. ولكن في جنوب السودان..!!

 

* لم يقع انفصال جنوب السودان عن شماله يوم الاستفتاء فقط كما يظن البعض.. لكنه وقع منذ سنوات طويلة عاني فيها الجنوب. ولا يزال. الإهمال و الفقر وغياب التنمية والمواطنة الحقيقية.

 

فكان طبيعيا أن يصوت الجنوبيون لصالح الانفصال بنسبة كاسحة "97% مقابل 2.2% لصالح الإبقاء علي وحدة السودان وفق التقارير المبدئية".. ليس بدوافع ومؤامرات خارجية فحسب. بل بضغوط وعوامل داخلية لا تقل ضراوة وفتكاً.. !!

 

* ولم يدرك من يتباكون اليوم علي وحدة السودان وتمزيق أراضيه. ولا مَن يدعُون إلي تقسيمه وتفتيته. عواقب الموقف منذ بدايته بل تركوه يشتعل بالصراعات والمؤامرات التي جعلت الانفصال خياراً أقرب إليهم من الوحدة.

ولم يلتفتوا كذلك إلي عاقبة ما ينتظرهم جميعاً من تداعيات خطيرة » فدولة الجنوب الناشئة في حاجة لمقومات حياة وموارد وإدارة وشراكة مع دول الجوار كافة.. ودولة الشمال أيضا في حاجة إلي صياغة سياسة جديدة تحافظ بها علي ما تبقي من أرض السودان دون تمزيق وتقسيم وصراعات أخري متوقعة في مناطق أخري.. وحتماً سوف تؤثر علي الجميع.. !!

* ما يثير الدهشة والحسرة أن تفعل أمريكا والغرب بالسودان ما عجزت وربما امتنعت عن فعله بإسرائيل.

 

رغم ما بينهما - أي السودان وإسرائيل- من فارق هائل. ونفذت وعدها بإقامة "دولة"..

 

ولكن ليس في فلسطين كما وعدتنا بل في السودان.. الذي جرت تهيئة مسرحه لهذا التقسيم منذ زمن باتهامه أولاً برعاية الإرهاب. ثم فرض حظر اقتصادي جائر عليه ثم ممارسة ضغط دولي هائل ضده. حتي أذعنت حكومته بالتوقيع علي اتفاق نيفاشا الذي انتزع الجنوب بموجبه حكما ذاتيا لمدة 6 سنوات كان مقدمة طبيعية للانفصال.. ناهيك عن دعم الجنوب - قادته وفصائله المتناحرة الجانحة للانفصال - بالمال والسلاح والعتاد. والشحن والتعبئة النفسية لصالح التقسيم والتمزيق.. ثم مراقبة الاستفتاء عن كثب واهتمام لم يتوفرا لأهم قضايانا المصيرية في فلسطين التي وعدنا أوباما وقبله بوش بإقامة دولتها المستقلة !!

* ولا غرابة في ذلك مادام العرب لا يحركون ساكنا..

 

ومادام الغرب يكيل بمكيالين.. ومادامت أمريكا تعاني انفصاماً وازدواجية مقيتة تجاه الحقوق والقضايا العربية.. ففي حين تزعم أنها راعي الحريات وحقوق الإنسان ترغم السودان علي الانفصال وتفتيت أراضيه. وتغض الطرف عن انتهاكات إسرائيل. وحق الفلسطينيين في دولة مستحقة قابلة للحياة علي أراضيهم ..!!

* أخطأت حكومة الخرطوم حين أصرت علي فرض الشريعة الإسلامية قسراً علي أهل السودان جميعاً رغم التباين الديني الواضح هناك » وهو ما أوجد للجنوبيين مبرراً للانفصال..

 

* ويبقي أن نمد جسور التعاون مع الجنوب والشمال للحفاظ علي تعايشهما في سلام. ودرء الفتن والصراعات التي يتوقع نشوبها لأسباب كثيرة يقف وراءها أطراف لا تَخْفَي أغراضها علي أحد..!!