اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
دعوه للجنه

مقااااااااااال رائع جدا جدا - آسف لم أكن أعلم

Recommended Posts

آسف لم أكن أعلم

 

أثناء إلقاءه لخطاب الرمق الأخير على شاشة التليفزيون الرسمي ، أطلق الرئيس التونسي "المخلوع" كلمته التي ستظل كلعنة على كل طاغية تتذاكرها الأجيال وتقصها كتب التاريخ وربما تخصص لها الأفلام السينمائية!

 

أطلق بن علي رصاصة الرحمة على عرشه المهترئ قائلاً " لم أكن أعلم بكم هذا الفساد ، لقد كانوا يخدعونني"

 

في اتهام صريح لحاشيته وزبانيته بأنهم من تسبب بهذا الفساد الذي طفح به كيل المواطن التونسي حتى حدث الإنفجار.

 

يذكر الأستاذ هيكل في كتاب له عن شاه إيران بعد أن عمت المظاهرات أرجاء البلاد ونزلت طهران بشيبها وشبابها إلى الشارع لتهتف ضد ظلم الشاه وحكومته، فيسمع الشاه الهتافات فيسأل أحد مستشاريه عما آلت إليه الأوضاع فيجيبه ذلك المستشار بما يحب أن يسمع من كونها "زوبعة فنجان وقلة مندسة" ، هذه المرة لم يؤمن الشاه بما يقال له فأمر بطائرة خاصة طافت به أرجاء طهران سراً ليرى بأم عينيه ما كان يخفيه عنه مستشاريه وزبانيته لسنوات من آلام شعب مقهور فيسأل الطيار وكأنه لا يصدق ما ترى عيناه وتسمع أذناه :

 

هل كل هذه التظاهرات ضدي؟ فلا يجد من الطيار إلا صمتاً في جواب هو أبلغ من كل الكلمات.

 

يدافع الكثيرين عن رؤوس النظم العربية المستبدة كونهم لا يعلمون شيئاً عما يدور في أرجاء بلادهم بسبب التقارير التي ترفع لهم بعيدة كل البعد عن واقع شعوبهم ، الذي يقترب في كثير من الأحيان من حد الإنفجار الذي لا رجعة فيه.

 

شرارة صغيرة ربما تؤدي إلى ذلك الإنفجار الهائل، فالثورة التونسية كانت شرارتها ذلك الشاب في مدينة سيدي بوزيد الذي تخرج من الجامعة منذ سنوات ولم يجد بداً من العمل بتجارة الخضروات على إحدى العربات "الكارو" إلا أن ذلك لم يكن كافياً بالنسبة لمرافق المدينة التي تريد أن تمتص المزيد من دماء هؤلاء البسطاء ، ما دفع الشاب إلى إشعال النار في نفسه ، في مشهد درامي يكاد يحفر كل آيات الكفر بذلك النظام البائد وقبله بذاك الصمت الشعبي الذي طال على مدار ثلاثة وعشرين عاماً هي مدة حكم بن علي.

 

 

إذا كان بن علي لا يعرف ما يحيكه زبانيته لأبناء شعبه الذين أقسم لهم بكل غال ونفيس بعد أن جاء على رأس إنقلاب أبيض بأنه لن يبقى في السطلة بعدما تنتهي فترة رئاسته وأنه لن يخالف الدستور قيد أنمله ، ليفاجئ شعبه بعدها بشهور بعمليات إعتقال واسعة النطاق في بداية "فكر جديد" لتكميم الأفواه وسحق المعارضين، فكيف لرئيس حكم على مدار ثلاثة وعشرين عاماً أن يبرر سحق شعب بأكمله بأنه "لم يكن يعلم!".

 

 

وكيف له أن لا يعرف عن الفساد الذي بلغ الربى وعائلتا زوجتيه تتبارى كلا منهما في نهب ثروات البلاد وقطاعات المال والأعمال، تنهب الشركات العامة، وتلفق التهم لأصحاب الخاصة لمجرد رفضهم الاستسلام فيلقون في غياهب السجون والمعتقلات ومن يفلت منهم يهرب خارج البلاد!

 

يحكي الأستاذ فهمي هويدي عن طرد السيدة سها عرفات زوجة الرئيس الفلسطيني الراحل من الأراضي التونسية بعدما حصلت في عام 2004 على الجنسية التونسية ، إلى هنا فالخبر ليس غريبا أما الغريب فهو ما نشرته وثائق ويكيليكس من كون عملية الطرد ونزع الجنسية لم تصدر من الرئيس بل صدرت عن حرمه السيدة ليلى الطرابلسي وذلك بعد خلافات لها مع سها عرفات حول شراكة على مجموعة من المدارس الخاصة قدر ما دفعته فيها الأخيرة بـ 2.5 مليون يورو ، ولم تكتفي الطرابلسي بالطرد ونزع الجنسية بل حكمت عليها بالخروج من البلاد بعد الحجز على كل ممتلكاتها.

 

لقد ذكرني موقف بن على وهو يستعطف شعبه بأن يمنحه الفرصة الأخيرة لكي يصلح ما أفسده زبانيته بموقف أهل النار حينما يقفوا على ربهم فيقولوا "هل لنا أن نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل".

 

شرارة تونس لن تكون الأخيرة لأن الشعوب القابعة أمام شاشات الفضائيات آن لها أن تكون خلفها وآن لحكام العرب الذين لم يركبوا الطائرات ويتحسسوا ما يحاك لأبناء شعوبهم أن ينصتوا لأنات مكلوميهم على شاشات الفضائيات التي جعلت من العالم "قرية" صغيرة يعرف من خلالها من هو في أمريكا ما يدور في روسيا والصين اللهم إلا إن كان هؤلاء الحكام من يفضلون البقاء في "المدينة" بعيداً عن تلك "القرية" الصغيرة!

 

آن لأولئك الحكام أن يعرفوا قبل أن يأتي اليوم الذي يفروا فيه هاربين، على غرار رجال أعمالهم تاركين البلاد والعباد في مشهد من أنذل ما يكون ، وحينها ستلفظهم الدول التي تآمروا على شعوبهم لصالحها ولن تقبل بهبوط طائراتهم على أراضيها..

 

لقد أثبت الشعب التونسي لأحرار العالم أجمع أن حقوق العباد لا توهب بل تنتزع ، وأن الأنظمة التي عفى عليها الزمن لا تعرف إلا لغة الثورة مهما كانت تضحياتها

 

تحرر شعب تونس من عبودية حبسته على مدار عقود دافعا ثمنها دماء ستين أو أكثر من أبناء شعبه في معادلة الخاسر الوحيد فيها هو الظلم والفساد.

 

خسر الشعب التونسي ستين رجلاً لكنه فاز بحياة (11) مليون حر ،، وفي بلادي يموت العشرات يومياً في حوادث السير ويموت الآلاف في حوادث "النهب" ، نهب بسرطنة المطعم، وأخر بتلويث المشرب، وثالث بحرق القطارات وإغراق السفن والعبارات، ورابع بسقوط العمارات .. ولكن لا حياة لمن تنادي .. فطالما لم يصبه الدور فلينتظر دوره .. كقطيع الشياه الذي لا يأبه إلا بالطعام والشراب .. أما ما دونهما فهو ترف زائل لا سبيل للوصول إليه!

و

أخيراً من أعماق قلوب شعب محب "هنيئاً لشعب تونس الأبي الذي انتزع حياته من جحور من سلبوها منه على مدار عقود .. ليخلد بذلك قول الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي "إذا الشعب يوماً أراد الحياة .. فلابد أن يستجيب القدر ، ولابد لليل أن ينجلي .. ولابد للقيد أن ينكسر!"

 

كتبها أحمد عبد العليم

 

 

 

54 : 1 صباح السبت 15يناير 2011 يوم انتصار الإرادة التونسية

 

 

 

 

 

 

  • أعجبني 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر
أطلق بن علي رصاصة الرحمة على عرشه المهترئ قائلاً " لم أكن أعلم بكم هذا الفساد ، لقد كانوا يخدعونني"

 

عذر أقبح من ذنب

 

موضوع رائع حقاً ويستحق التقييم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..