m.helm 3 قام بنشر February 22, 2011 (تعديل) اذكروا فلسطين بقلم / الأستاذ صالح عشماوي ... الوكيل العام لجماعة الإخوان المسلمين الأستاذ صالح عشماوي هل أتاك حديث القبلة الأولى ومقر المسجد الأقصى؟ هل سمعت أنباء البلاء الذي ينصب على عرب فلسطين المسلمين؟ هل قرأت ما يعانيه المجاهدون في فلسطين من فظائع وتعذيب وتنكيل؟ هل وصل إلى آذانك صوت القنابل يمزق أجساد المصلين والديناميت ينسف بيوت الآمنين؟ هل ترامى إليك خبر تمزيق القرآن الكريم وهتك أعراض المسلمات والمسلمين؟ هل علمت أن العربي في فلسطين يؤخذ إلى مكان أثبتت في أرضه قطع الزجاج ورءوس المسامير ويكرهونه على المشي والقفز فوقها فإذا تلكأ انهالت السياط عليه فلا يزال يقوم ويقع والدم ينزف من رجليه ويديه وسائر جسمه، حتى يرتمي آخر الأمر منهوكا أو مغمى عليه، وينزعون ثيابه ثم يضربونه بألواح من الخشب دقت فيها مسامير فيسيل دمه، ويركبونه على خشبة ويربطون في رجليه أثقالا من أكياس الرمل حتى يغمى عليه ويقرنون رجليه ويربطون إبهامه بسلك من الحديد ثم يشدونه حتى تكاد إبهامه تتقطع، ويلقون على ظهره ويربطون أعضائه التناسلية برباط متصل ببكرة في السقف ثم يجذبون الحبل شيئا فشيئا حتى يغمى عليه، ويقلعون أظافره بكلاليب خاصة، واحد بعد واحد، ويشدونه من شاربه ولحيته إذا كان ملتحيا وينتفون شعره ويصبون الماء في فمه بواسطة محقن خاص حتى يملأ جوفه وينتفخ كالقربة فيتألم أشد الألم، ويحمون أسياخ الحديد أمامه حتى تلتهب كالجمر ثم ينخسونه بأطرافها ويأتون بالمسامير المحماة بالنار ويغرزونها تحت أظافره! هل سمعت كل هذا أو قرأته، ووصل إلى علمك وترامى نبأه إليك؟! كم كنت أحب ألا تكون سمعت أو قرأت أو فهمت حتى أبرر جمودك وأفهم السبب في سكوتك ولكني أقول والأسف يملأ جوانبي، ما من مصري إلا وسمع هذا أو بعضه ومع ذلك فالمصريون جامدون والمسلمون ساكتون! لا وربي بل أنهم يرقصون ويطربون وينعمون أو يضحكون، أي ثأر بين مصر وفلسطين أي عداء قيم وجفاء دفين بين فلسطين المقدسة ومصر الزعيمة، أهو لجوار وذكريات الماضي أم الوحدة في اللغة والعادات والدين. في مصر عمارات عالية تشيد وتبنى وفي فلسطين بيوت قائمة تنسف وتمحى. في مصر رجال يتخمون من الأكل وفي فلسطين رجال وأطفال يبيتون على الطوى. في مصر رجال يتكئون على الأرائك ويركبون السيارات وفي فلسطين رجال يسيرون حفاة الأقدام يفترشون الغبراء ويلتحفون السماء!. في مصر نساء يتزين بأبهج الملابس وأثمن الجواهر وفي فلسطين نساء يتشحن بالسواد! في مصر في كل بيت وحي فرح وطرب وفي فلسطين في كل بيت مأتم وحداد! أهكذا يكون موقف الجار من جاره والمسلم من أخيه "ومصر الزعيمة" من فلسطين الشقيقة! إن فلسطين ليست ملك العرب ولكنها للمسلمين جميعا، إن الأرض التي بارك الله حولها وأسرى رسوله الكريم صلوات الله عليه وسلامه إليها وقام فيها المسجد الأقصي ومنه عرج النبي الأمين إلى السموات العلى إلى سدرة المنتهى، لهي أرض عزيزة على نفس كل مسلم وتراث خالد لكل مؤمن يفتديه بالمال والنفس. إن قيام دولة يهودية على حدود مصر الشرقية لتهدنا في كياننا وفي استقلالنا وفي تجارتنا وفي أخلاقنا وفضائلنا، أليس اليهود أشد الناس عداوة للذين آمنوا؟ أليسوا أصحاب المذاهب الهدامة من شيوعية وإباحية؟ فإلى الذين يؤمنون بأن مصر فرعونية نقول لهم إن استقلال مصر أمسى في خطر الزوال بقيام دولة اليهود في فلسطين وإلى الذين يؤمنون بالله ورسوله نقول لهم إن الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الأرض المقدسة واستخلاصها للمسلمين أضحى فرض عين على كل مسلم ومسلمة. إلى الذين لا يؤمنون بوطن ولا دين ولا يعبدون إلا الدينار ولا يسبحون إلا بحمد الله نقول له أن آمالكم وأطماعكم وشهواتكم مهددة جميعًا بإنشاء دولة الصهيون في فلسطين. أمام هذه الكارثة القومية والإسلامية وإزاء تلك الفاجعة التي اختلطت فيها المصلحة الوطنية بالواجبات الدينية ماذا فعلت مصر وماذا فعل المصريون؟! في مصر قرآن يتلى في الصباح والمساء وفي مصر مسلمون يسمعون قول الحق تبارك وتعالى (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) [سورة التوبة الآية 111] وينصتون إلى آياته الكريمة (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) [سورة الحجرات الآية 15] ويقرع آذانهم قول الله (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [سورة التوبة الآية 24] ، وتصل إلى أعماق قلوبهم (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [سورة آل عمران الآية 169،170]. وفي مصر أزهر وللأزهر شيخ والأزهر معقل الإسلام والشيخ إمام المسلمين فماذا فعل الأزهر وماذا الشيخ فعل؟! أما الأزهر فقام بمظاهرة صامتة في عصر نطق فيه الحديد وتحرك الجماد؟ وأما الشيخ فأرسل احتجاجًا فاترًا إلى رئيس الوزراء لعله من باب "سد الخانة" ثم هدأ مستريحًا كأنه أرضى بذلك الله ورسوله، ثم جمع هيئة كبار العلماء فحبسنا أنفاسنا وانتظرنا القرارات، ثم تمخض الجبل فولد فارا فإذا بالأمر لم يخرج عن حد احتجاج لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به ثم قرار آخر خطير وهو الدعاء بنصرة عرب فلسطين! أيها الضعفاء هلا قرأتم ما قرر علماء بغداد من إعلان الجهاد المقدس؟ وفي مصر حكومة إسلامية بل وصلت إلى الحكم باسم الإسلام يعلن رئيسها أنه "رئيس وزراء مصر لا رئيس وزراء فلسطين". وفي مصر أحزاب سياسية وللأحزاب زعماء فماذا فعلت الأحزاب وماذا فعل الزعماء؟ منهم من نام نوم أهل الكهف ومنهم من يستغل القضية لشهوة حزبية ومنفعة شخصية فيلوح للإنكليز باليمين بالعداء ويلوح لهم بالشمال بغصن الزيتون إذا أعادوه إلى الحكم. وفي مصر جمعيات إسلامية تعمل للإسلام وتدافع عن الإسلام ماذا فعلت وماذا كان أثرها؟ لم تفعل إلا قليلا وما كان جهدا إلا ضعيفا. وفي مصر شباب ضحى في سنة 1919 باسم الوطنية، واستشهد في سنة 1935 في سبيل دستور وضعي يحلونه عامًا ويحرمونه أعوامًا. فهل هذا جهد مصر قائدة الشرق وزعيمة العالم الإسلامي؟ عندما أعلنت الحرب الإيطالية الحبشية رأينا لها جهدًا أكبر ونشاطا أغزر: رأينا أميرًا جليلا يتحرك ويرأس الاجتماعات ويجمع التبرعات ورأينا نبيلا يمتشق الحسام ويسافر إلى بلاد خط الاستواء على ما بها من أمراض ووباء.. فأروني أميرًا تحرك لفلسطين ودلوني على نبيل – أو نصف نبيل – ولى إلى القبلة الأولى مجاهدًا في سبيل الله والدين؟ في القضية الحبشية رأينا رئيسًا لجمعية إسلامية يشد الرحال إلى الحبشة على رأس بعثة طبية ليضمد الجرحى ويواسي أهل القتلى.. فأروني رئيس جمعية إسلامية شد الرحال إلى المسجد الأقصى؟ في أبان الحرب الحبشية رأينا الصحف تملأ صفحاتها بأخبار الحرب وتسجل كل صغيرة وكبيرة عنها، فأروني جريدة تفتح صفحاته لقضية فلسطين وتكتب عن أهم حوادثها لا عن أتفه أخبارها؟ في أثناء الغزو الإيطالي للحبشة رأينا اجتماعات تعقد وتبرعات تبلغ مئات الألوف تجمع، فأروني أي اجتماع عقد في مصر لفلسطين وكم مبلغ التبرعات التي جمعت؟ إن البوليس المصري ليطارد الإخوان المسلمين في الشوارع وفي المساجد ويقبض عليهم ويفتش دورهم ودار جمعيتهم لأنهم يجمعون القروش والدراهم من أجل منكوبي فلسطين! ظلموك يا مصر يوم نادوا بك قائدة للشرق وظلموك مرة أخرى يوم بايعوك لزعامة الإسلام. أيها الوزراء اذكروا فلسطين وإذا ذكرتم فلسطين فكونوا كوزراء العراق البواسل الذين لم تمنعهم مجاملة من القيام بواجبهم أمام الغاصبين. أيها الزعماء اذكروا فلسطين فوحدوا الأحزاب وأعلنوها صرخة على اليهود والمستعمرين. أيها العلماء اذكروا فلسطين وإذا ذكرتم فلسطين فاهجروا الصوامع وأعلنوا الجهاد في سبيل الله والدين. أيها الشباب اذكروا فلسطين وإذا ذكرتم فلسطين فاتركوا اللهو واحملوا السلاح وسيروا إلى الأرض المقدسة مجاهدين. فإما يأتينكم نصر الله فترفعوا لواء الإسلام في أعلا عليين وإما يغيب عنكم النصر فحسبكم أن تلقوا الله شهداء مشكورين تم تعديل February 22, 2011 بواسطه دعوه للجنـــــة تم حذف الرابط الخارجى ،، ممنوع وضع اى روابط خاجية. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر