وانقضى ربيع الأنوار...!!!

[أمل الإسلام 0]

وانقضى ربيع الأنوار...!!!

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

من عادة المشايخ والوعاظ إذا انقضى رمضان المبارك , عطفوا على الناس يهنئون من فاز بالالتزام وتطهر بالتوبة وربح التجارة مع ربه وجدد عهده به , ويعاتبون من فرط في نفسه وأتبعها هواها ولم يظفر من رمضان إلا بالجوع والعطش , لا تسمع محاضرة أو درسا ولا تقرأ موضوعا على النت إلا وجدت محوره "ماذا كسبت في رمضان ...وماذا بعد رمضان ؟!!" ...وهذه منة وفضل نحمد الله عليها.

لماذا ؟..لأن رمضان محطة التزود في رحلة الحياة المعتمة, لأنه موسم الجلوس إلى مآدب العظيم الجليل طلبا للقرب منه وطمعا في مغفرته , لأنه بشكل أدق نقطة اللاعودة إلى حياة الغفلة والذهول عن العزيز المتعال .

لكن ...

وقد انقضى ربيع الأنوار إلى موعد معلوم –نسأل الله الحياة لندركه- مر بمدائحه ودروسه ومحاضراته وجدالاته!! ..اعتبر من اعتبر بدراسة خير السير وضل من ضل بشغل نفسه بالجدال في ما لا طائل من ورائه.

كنت أتمنى أن أشهد ربيعا مزهوا حقا, ولكن...هيهات !! كالعادة كان شغل الناس الشاغل –على النت- موضوع فصل فيه مشايخ مشهود لهم وتجاوزه العقلاء "شرعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف" .

لكن...

هل وضع أي منا محبته للمصطفى في مقياس المحبة الصديقية , هل تفقد أي منا رصيده من إرث الحبيب من حديث وحكمة..هل نبش أي منا ماضيه وحاضره بحثا عن عربون محبة قدمه للحبيب عليه الصلاة والسلام..برنامجا للتعريف به, خطة للتحلي بأخلاقه, عدة للدفاع عنه أو زادا لمصاحبته في الفردوس...أو ..أو ..الخ.

ألم يؤسس الإيمان على الشهادتين "توحيد الله تعالى" و"الشهادة لنبينا بالرسالة" وبمقتضى هذا القران ما كان ليتم إيمان عبد حتى يكون الله ورسوله أحب إليه من الخلق أجمعين حتى من نفسه, وبمقتضى هذا القران كان علينا تجديد البيعة مع رب العزة جل وعلا "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى " وأي محطة أفضل من شهر يتجلى فيه الرب على عباده بفضائله وإكرامه ورحماته ومزيد إنعامه "شهر رمضان" ولله الحمد هذا معنى أدركه العام والخاص إلا من طبع الله

بمقتضى هذا القران كان لزاما علينا أن نجدد البيعة لرسولنا صلى الله عليه وسلم التي أخذت على النبيين الذين يمثلون الأمم قبلنا "وإذ أخذ الله ميثاق النبيئين لما آتيناكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قالءاقررتم وأخدتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا.." وهل شهرُ أفضل من ربيع الأنوار محطة لمبايعة الحبيب وتجديد العهد مع سيرته وأخلاقه صلوات ربي وسلامه عليه.

في شهر رمضان يتعهد الناس القرءان تلاوة وقياما به جماعة وفرادى , يمتعون مسامعهم بكلام العزيز الجبار الغفور الرحيم ..يرسلون دموعهم تمسح الذنوب والمعاصي وتعلن التوبة طلبا لرضا الكبير المتعال وتطوي المسافة بينهم وبين خالقهم , وبمقتضى الشهادتين كان واجبا علينا في شهر المولد أن نتدارس سيرة الحبيب , شمائله ومواقفه في محاولة للتأسي به وإتباع نهجه وإحياء سنته , لتوحيد أمته وإقامة دولته وحمل لوائه ورفع راية دين الإسلام , لا نخص بهذا ربيع الأنوار كموسم له بروتوكولات ومراسيم تزول بمجرد نهاية هذا الموسم ليعود الناس إلى يومياتهم التائهة في معمعة المشاغل الدنيوية فتنقشع غمامة الروحانية من سماء قلوبهم ويزول ستر السنة على أرواحهم ويغسلوا أيديهم من كتب الشمائل وينفضوا ثيابهم من مواعظ السيرة ...ويا حسرتاه !!

حري بنا كمسلمين ندعي حب المصطفى -صلوات ربي وسلامه عليه- أن نجعل شهر ربيع الأول ويوم المولد خاصة الخطوة الأولى في طريق بناء الدولة المحمدية وتجسيد الإسلام دنيا ودينا. على قلبه .

ملاحظة: للأمانة العلمية الموضوع منقول من منتدى مسجد عمرو بن العاص بأدرار على الرابط

http://www.msjidoba....hread.php?t=129