اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
دعوه للجنه

سنة الله في الطغيان والطغاة

Recommended Posts

سنة الله في الطغيان والطغاة

asd5.jpg

بقلم: د. أحمد حسن إنها سنةٌ من السنن الإلهية التي عايشناها في أيامنا هذه، وخرج منها أصحاب العقول الواعية والقلوب الزاكية بدرس عظيم يرسِّخ مفاهيم لن تُنسى ما حيينا.

 

 

 

* فما معنى الطغيان؟

 

الطغيان هو كل ما جاوز القدر وزاد عن الحدِّ المقبول، قال تعالى: ﴿إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11)﴾ (الحاقة).

 

 

 

تقول: أطغاه كذا إذا حمله على الطغيان.

 

وتقول: طغى فلان إذا غلا في العصيان، وأسرف في الظلم.

 

 

 

معنى الطغيان في الشرع: يقوم على أساس معناه في اللغة، فيُراد به تجاوز الإنسان حده وقدره.. وحدُّ الإنسان هو ما حدَّه الله له من حدود لا يجوز له أن يتجاوزها، وقَدْر الإنسان هو قَدْرُه باعتباره عبدًا لله تعالى، فتلزمه طاعة سيده ومولاه، فإذا تجاوز العبد ما حدَّه الله تعالى له من حدود لا ينبغي تجاوزها، وتعدَّى قدره كعبد أصبح طاغيًا متمردًا.. وآيات القرآن في هذا الموضوع كثيرة:

 

 

 

1) في طغيان الحاكم (طغيان السلطة): ﴿هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19)﴾ (النازعات).

 

 

 

* لقد تطلب الأمر أن ينتدب اللهُ جلَّ في علاه عبدًا من عباده هو موسى عليه السلام؛ ليحاول إيقاف هذا الشر، ومنع هذا الفساد، والتصدي لهذا الطغيان إنه أمرٌ كريهٌ شديدُ الكراهية؛ حتى ليخاطب الله تعالى بنفسه عبدًا من عباده ليذهب إلى الطاغية، فيحاول رده عما هو فيه، والإعذار إليه قبل أن يأخذه الله تعالى نكال الآخرة والأولى.

 

 

 

وأزيدك آيات أخرى: قال تعالي:

 

* ﴿أَلَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِي (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)﴾ (الفجر).

 

 

 

* ثم ألم يصل الحال بفرعون أنه: ﴿فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى (24)﴾ النازعات)... هكذا بلسان الحال ولسان المقال!.. وهكذا تجاسر فرعون الطاغية على مقام الربوبية، كأنه يقول لشعبه: "يجب عليكم يا شعبي أن تسمعوا لي وتطيعوني وتسمعوا لي، ولا تنشغلوا بطاعة غيري، فأنا ربكم- أي مربيكم- والمحسن إليكم، وليس لأحد أمر ولا نهي عليكم إلا لي.

 

 

 

* ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ (4)﴾ (القصص)

 

 

 

2) في طغيان..(حتى الملتزمين)!! ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112)﴾ (هود).

 

 

 

* والطغيان هنا هو إما إفراط وتشدد.. أو تفريط وتسيب، وكلاهما يدخل تحت الطغيان، وهذا من عجائب هذا القرآن العظيم.. فاحذر أخي الحبيب أن تكون طاغية وأنت لا تدري!

 

 

 

3) في طغيان المال: ﴿كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7)﴾ (العلق).

 

 

 

** وهكذا يطغى صاحب السلطة وصاحب المال والملتزم على غير علم وهدى.. نعوذ بالله من ذلك!.

 

 

 

أخي الحبيب.. ما يطغى الإنسان ويعصي ويتكبَّر إلا حين يذهب عن ربه بعيدًا وإلا حين يضل طريقه إليه فيقسو قلبه ويفسد.. وما يخدع الطغاة شيء أكثر مما تخدعهم غفلة الجماهير وذلتها وطاعتها وانقيادها.. وما الطاغية إلا فردٌ لا يملك في الحقيقة قوةً ولا سلطانًا إنما هي الجماهير الغافلة..! التي تحني له رءوسها فيستعلي، وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى.. والجماهير تفعل ذلك إما مخدوعة من جهة أو خائفة من جهة أخرى.

 

 

 

موقف الجماعة المسلمة من طغيان السلطة

 

1) النصيحة والتذكرة: ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)﴾(طه).

 

 

 

2) عدم الركون إلى الظلمة والطواغيت: ﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ (113)﴾ (هود).

 

 

 

3) تبصير الجماعة المسلمة للأمة: موضحة لهم أن الطاغية ما كان له أن يطغى لولا أعوانه.. وهم للأسف.. من الأمة!!.

 

 

 

* ﴿وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ (القصص).

 

 

 

* ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8)﴾ (القصص).

 

 

 

* ﴿فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40)﴾ (الذاريات).

 

 

 

4) عدم الزهو بالنصر إذا حدث، وعدم التراخي والتهاون بعده: فكثير من يثبت عند المحنة والبلاء، والقليل مَن يثبت عند النصر والتمكين، ولذا قال تعالى: ﴿إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)﴾ (محمد).. فجعل التثبيت بعد النصر وليس قبله.. وهكذا الثبات بعد النصر منزلة أخرى وراء النصر.

 

 

 

5) كن ذا شخصية إسلامية في كلِّ موقف وعلى كلِّ حال: فهناك مَن هو صاحب شخصية إسلامية في المسجد، وفي خارج المسجد هو من أعوان الظلمة والطواغيت.. وليكن ديدنك في هذا قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)﴾ (الأنعام).

 

 

 

6) الاستعانة بالله والصبر على الأذى: فإن الطغاة لا يستسلمون إلا بعد المجاهدة لهم والمدافعة والمغالبة، ولما طال الوقت على بني إسرائيل، وتَجَبَّر عليهم فرعون، واشتكى الناس إلى موسى عليه السلام: ﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)﴾ (الأعراف).

 

 

 

* وأطمئن إخوتي الأحبة بقول الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110)﴾(يوسف).

 

 

 

* وأذكر الطغاة بقول النبي صلى الله عليه وسلم، عن معقل بن يسار: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرَّم الله عليه الجنة". متفق عليه.

 

 

 

* ولله در معاوية رضي الله عنه.. لما قال له أبو مريم الأزدي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَن ولاه الله شيئًا من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم، احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة".. فجعل معاوية رجلاً على حوائج الناس، رواه أبو داود والترمذي.

 

 

 

** وفي الختام أؤكد أيها القارئ الكريم أن سنة الله جلَّ وعلا في الطغاة هي إنزال العقاب بهم في الدنيا.. ثم في الآخرة.. ولن يفلت أحد منهم، ولا يعتبر بهذه السنة الجارية إلا مَن يخشى ربه ويخافه.. ﴿فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26)﴾ (النازعات).

 

 

 

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..