اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
دعوه للجنه

مابين التجربة التركية والحالة المصرية من فروق

Recommended Posts

 

 

مابين التجربة التركية والحالة المصرية من فروق

 

تمثل تجربة الاسلاميين الأتراك حالة الهام لكثيرمن الاسلاميين العرب خاصة الشباب الذين ستؤول اليهم مقاليد الحركة خلال السنوات القليلة القادمة رغم الممانعات و التحايلات التى سيواجهون بها من قبل من لم يعد لديهم ما يلهمون به خاصة بعد الطفرة التاريخية التى فاجأت الجميع على حين غرة وفرضت استحقاقات جديدة تماما ولا يبدو أن أحدا مستعدا لهذه الاستحقاقات..

 

نعلم جميعا ان اخرما يخرج من اهواء النفس البشرية هو حب الزعامة والرئاسة والسيطرة..ولا داعى للتماحكات الملولة ..هكذا قال الصالحون أهل الطريق الى الله الذين يوقنون أن الدنيا فى حقيقتها هى يوم أوبعض يوم ..وأن الدار الاخرة هى الحيوان .

 

وأن الأدوار فى الحياة تعطى ولا تتعاطى.وأنه جميل بالانسان ان ينوع من أدوارة فى الحياه بين العمل الفكرى والحركى والاجتماعى والسياسى والاقتصادى..وأنه غير جميل به البته أن يصرعلى ان يكون مركز الدائرة ومبتدأ كل شىء ومنتهاه ..

 

وأن يتربع فى سدة القيادة سنوات وسنوات.وأن يراعى المراحل السنية ومقتضياتها ..فالقيادة التنفيذية لابد ان تكون أربعينية والقيادات الاستشارية ستينية..وأهل السبعين يكتفون بتسجيل تجاربهم لتكون لمن بعدهم هاديا ودليلا فأما الصواب فمنه وزيادة وأما الخطأ فنحوة واجتنبوة..وهكذا تسير الأمور فى مساراتها الطبيعيه ..التاريخ يقول لنا ذلك..ومن لاينصت للتاريخ فقد ضل مسعاه وأضل معه من يرعاه.

 

التجربة الملهمة فى تركيا مليئة بالتفاصيل والتطورات..يخدع نفسه من يقول أنه فى صبيحةيوم مشرق قرر اردوغان ورفاقه تأسيس حزب العدالة والتنمية ثم خاضوا الانتخابات ثم شكلوا الوزارة وبدا انهم يملكون رؤية لمستقبل واعد وإذ بهم يحققونها. الأمر ليس كذلك وليس من طبائع الامور أن يكون كذلك وليس من سنن الله فى الأرض أن يكون كذلك ..

 

فقد مارست الحركة الاسلامية _ممثلة فى حزب الرفاة _العمل السياسى والاجتماعى والدعوى الشامل على أوسع نطاق زمنى ومكانى..وكان يسبقها فى المجتمع على غير تنسيق مسبق طلائع فتح الله جولن ومدارسة التى تملأ ربوع تركيا..وكانت جهود النورسى ورسائل النورتثيرالأرض ثورا وتسقى الحرث سقيا.وكانت أهم تجربة فى الطريق الى الرئاسة والوزارة وهى تجربة المحليات والبلديات..فخاضوها فى هدوء وحازوها كلها أوأغلبها ..فشهدت المدن والقرى أنواعا من البشر يرعون مصالحهم جاءوا من أقصى مدينة الاصلاح ونظافة اليد والإتقان والدأب ..وهى المدينة التى كادت تطمس معالمها من أيام الأخ أتاتورك ..وشهدت مدينة اسطمبول على يد العمدة اردوغان أعظم نهضة بلدية منذ عقود طويلة ..وكذا شهدت المدن الأخرى .

 

على خلفية كل ذلك..واستشرافا لمستقبل جديد بأفكارنوعية جديدة ورجال جدد..كان القرارالذى لم يكن منه بد والذى إن عكس شيئا فإنما يعكس القانون الطبيعى فى تطورالحركات الاصلاحية وهو قرار تأسيس حزب العدالة والتنمية والانطلاق الى الخطوة التالية فى التدرج الطبيعى وهى البرلمان ليس للزعيق والصراخ وإنما لحيازة الاغلبية التى تضمن تشكيل الوزارة ..فجاءتهم الوزراة منقادة تجرجر اذيالها ليس على طريقة ابو العتاهية وانما على طريقة داوود اوغلو .. الرجل الأمة فى حزب العدالة والتنميه القابع بين الماكينات والتروس يهندس معدلات الدفع والحركة للحزب وقياداته.

 

بعد الوزارة والبرلمان جاءت الرئاسة والاهم انه فى سياق حركة كل ذلك كان تطوير السياسة فى الحكم التركى باتجاه الديمقراطية الكاملة المصانة بالحرية والكرامة والقانون..قالوا عنها علمانية لا تخاصم الدين..ليكن ذلك ..قالوا عنها علمانية جزئية ..ليكن ذلك..قالوا عنها علمانية تنظر الى الدين على اساس عدم الاختصاص ..ليكن ذلك ..الأهم من كل ذلك اننا امام دولة مدنية يحكمها اسلاميون ..يحققون نهضة وتنمية على مستويات استراتيجيه عالية المستوى.

 

التجربة المصرية تفتقد الكثيرمن مكونات التجربة التركية ..فواقع الحال ان التيار الاسلامى الكبير منذ تأسيسه الواسع فى الثلاثنيات والاربعينيات..واستشهاد مؤسسه الربانى..تطورت به الأمور الى ما نعلمه جميعا فى الخمسينيات والستينيات وما أثمرته مما عرف بثقافة المحنة والزنازين .. الى السبعينيات والثمانينات وما أثمرته مما عرف بثقافة التنظيم والتحزيم.. الى اوائل القرن الحادى والعشرين وما أثمرته مما عرف بثقافة التضييق والملاحقة.. ثلاثة ثقافات مروعة اجتمعت فى رؤوس تيارمن أهم تيارات الاصلاح فى الأمة وهوالتيار الذى أراد له مؤسسه ان يكون تيارا مدنيا إجتماعيا فكريا اصلاحيا..تتشابك أغصانه وتلتئم ..مكونة ضمير ووعى يظلل الأمة ويهديها سواء الصراط .

 

تقول الأية الكريمة أن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..ويقول التاريخ أن التجربة الانسانية لازال لها طعم الشهد حين تكون الحرية مطلبا والكرامة مقصدا..فكان ما نعلمه جميعا مما نحياه الأن.. وقد أن للتجربة المصرية فى الإصلاح أن تدشن نفسها على أسس صلبة وصحيحة.. ولاعيب ان يكون فى تجارب من سبقونا بالاصلاح هدى ونور..وعندنا من المزايا والخصائص ما ليس عند غيرنا ..

 

عندنا جيش وصف رجاله خاتم النبيين بأنهم خيرأجناد الارض..عندنا أزهر..عندنا تيارا إسلاميا كبيرا يحوى داخله عدة الحاضروكل المستقبل من شباب عالى الثقافة عميق الايمان طاهر الخلق..وأنا لا ابالغ فى وصفه كذلك هم بالفعل كذلك وأكثر وأيام التحرير التى لم تدون بعد ستقول ما هو أكثر.. عندنا همة وعزم تسرى فى كيان شعب شهد له التاريخ ذات يوم أنه أنقذ الحضارة الانسانية (عين جالوت).

 

فقط علينا ان ندخل البيت من بابه..علينا بتاسيس جمعيات (على طريقه عبد الله النديم) لمحو الأمية ونشر التعليم الصحيح ..علينا بدخول المحليات والمجالس القروية(على طريقة اردوغان)ونخدم الناس خدمة لم يروها من قبل ..علينا بالمسجد (على طريقة النورسى)فيعرف الناس الاسلام الوسطى الذى ييسرويخفف ويرفع الحرج كما أراده أكرم الأكرمين رب العالمين الذى كتب على نفسه الرحمه..علينا بالاعلام(على الطريقة الامريكية) ولكن بالحق والحق نقول ونملأ العقول.

 

علينا ان نعلم ان هناك حقيقة تاريخية تقول انه لم يحدث فى التاريخ الإنسانى تقدم سياسى واجتماعى إلا بصحوة دينية.

 

بقلم د. هشام الحمامي

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..