أجندة المرأة بعد الثورة.. التوعية وصناعة المستقبل

[دعوه للجنه 457]

 

أجندة المرأة بعد الثورة.. التوعية وصناعة المستقبل

 

 

 

- د. منال أبو الحسن: التوعية واجب المرأة الأول لإتمام النجاح

 

- حاتم آدم: الأم من تصنع رجلاً يبني الوطن ويخلق الحضارة

 

- جيهان الحلفاوي: الثورة المضادة ساحة المواجهة الأشد خطرًا

 

- د. رشاد علي: تنشئة الأبناء على الحرية والانتماء والإيجابية

 

 

 

 

تحقيق: عزة أحمد

 

 

كعادتها.. التزمت المرأة المصرية بمشاركتها الفاعلة على مر التاريخ في كل ما يمر ببلادها من أحداث، وتقاسمت الأدوار مع شقائقها من الرجال، حتى استطاعت ثورة 25 يناير تحقيق خطوتها الأولى على طريق حلم الحرية والديمقراطية.

 

 

وكما تتواصل فعاليات الثورة؛ يتواصل ويتضاعف دور المرأة في العمل على نهضة مصر وإعمارها وتحقيق مطالب الشعب كله، فهي ليست فقط شريكة النضال ونصف المجتمع، ولكنها الأم التي تربِّي نصفه الآخر، والأقوى على التأثير في الحاضر والمستقبل.

 

 

(إخوان أون لاين) استطلع آراء الخبراء؛ لإبراز أهمِّ الأدوار المنوطة حاليًّا بالمرأة المصرية، وكيفية الاستغلال الأمثل لمهاراتها المختلفة، وما تتمتع به من فائض الوقت، في سبيل تحقيق كامل أجندة الإصلاح، مع العمل على تغيير أساليب التربية في المجتمع.

 

 

 

التوعية أولاً

بدايةً تشيد الدكتورة منال أبو الحسن، مدرس الإعلام بجامعة الأزهر وجامعة 6 أكتوبر، بدور المرأة خلال الثورة، والتي شاركت بنصيب ملموس في الخروج للتظاهر بالشوارع والاعتصام بالميادين، مع تحفيز الكبير والصغير، ودفعهم للمشاركة، فضلاً عن دورها الكبير في معالجة الجرحى وإطعام المعتصمين.

 

 

وتشدِّد على أهمية دور المرأة الراهن في مواجهة الثورة المضادة، من خلال توعية من حولها بما يدور من أحداث وتفعيل دور المجتمع في الرقابة والمحاسبة، وتستطرد قائلةً: يتمثل دور المرأة الآن مثلاً في ضرورة توعية الناس بحقيقة التعديلات الدستورية، ومزايا المشاركة، والتصويت الإيجابي على قبولها، وبيان مرحلية تلك التعديلات لحين كتابة الدستور الجديد.

 

 

وترى أن المرأة عليها واجبات ليست على الرجل لضيق وقته، وفي مقدمتها التعرف على كل الآراء المحيطة بالأحداث، وفقهها جيدًا حتى تتواصل مع الجيران وكل الدوائر المحيطة بها، وتستطيع بذلك تفنيد آراء أصحاب الحجج الضعيفة والمطالب الفئوية التي لا تلبِّي رغبة الوطن كله.

 

 

وتنتقد د. منال محاولات بعض الصحف- وفي مقدمتها القومية- تضليل الشعب بتشويه وتزييف الحقائق؛ ما يؤكد أن أبناء النظام السابق يبذلون قصارى جهدهم لتشتيت الناس وإحباط الثورة، وتقول: ما زلنا في أجواء الثورة التي لم تنتهِ بعد وتوجب على أية امرأة على وجه الخصوص أن تتحرَّى صدق المعلومات قبل نقلها؛ لأن الأرض الآن خصبة لنشر الشائعات، ودور المرأة أكبر؛ فهي تمتلك الوقت الأكثر لمشاهدة وسائل الإعلام وتفنيدها.

 

 

مسئولية مشتركة

ويقول الدكتور حاتم آدم، استشاري التربية والصحة النفسية،

 

أن المرأة والرجل شركاء في وطن واحد، والمصير الذي ينتظرهم واحد، وإذا كانت المرأة تشارك الرجل في القتال والجهاد والرباط، فواجبها أكبر في البيت وتربية الأجيال.

 

 

ويؤكد أن علماء الأمة مجتمعون على أهمية دور المرأة، وأن لها حقًّا في المشاركة السياسية والجهاد والقتال تمامًا مثل الرجل، موضحًا أن دورها الحالي يتمثل في درء الشبهات وتوعية كل الدوائر التي حولها بالحقائق، والوقوف بجانب الثوار من أجل التغيير، والمشاركة في الإدلاء بآرائها في

 

الاستفتاءات التي ستُجرَى على التعديلات الدستورية، أو انتخابات الشعب والرئاسة، فضلاً عن سماح الدستور المصري لها بالترشُّح.

 

 

ويشدِّد د. آدم على الدور الأهم للمرأة في تنشئة أطفالها وتربيتهم تربيةً جيدةً؛ لأن المرأة هي التي تربِّي الطفل حتى يصير شابًّا ثم رجلاً، يصنع التغيير، ويشارك في صنع المستقبل القادم وقيادة الوطن، لافتًا إلى أنه لا عذر لأية امرأة متخاذلة مع قدرتها على المساهمة في صناعة مستقبل جديد لمصر؛ بإتقانها لدورها المنوط بها، واستغلالها لأوقاتها الكثيرة.

 

 

ويوصي المرأة بأن تلتزم بالقوة والشجاعة مع الحياء، خاصةً أنه لا تعارض بين محافظتها على حيائها والمشاركة في مقدمة صفوف صناعة النهضة لبلدها، مدلِّلاً على ذلك بالسيدة صفية، حين حملت عمود الخيمة لقتل اليهودي الذي كان يتربَّص مواضع النساء، وكذلك السيدة نسيبة التي أثبتت أنها بمائة رجل، حينما قرَّرت قتل مسيلمة بيدها، وكانت بعدها تكشف للنساء عن مواضع إصابتها وتقول لهم تلك الإصابة كانت في يوم كذا وهذه في يوم كذا، كما أن سيدنا عمر ولَّى السيدة "الشفاء" على الحسبة في السوق؛ لتقوم بما يقوم به الضابط الآن؛ من ضبط الغش، وضرب المخالفين بالقوة الجبرية.

 

 

ويطالب المرأة بالارتقاء بفكرها السياسي، وتنمية معلوماتها العامة، وتثقيف نفسها؛ لأنه وفقاً لقدرتها على أداء مهامها سيكون شكل المجتمع القادم.

 

 

 

 

شهيدات الثورة

وتؤكد جيهان الحلفاوي، مرشحة الإخوان المسلمين في انتخابات برلمان عام 2000، أن دور المرأة لا يقل عن دور الرجل في تحقيق بقية مطالب الثورة، مستشهدةً على ذلك بأن ميدان التحرير كان مناصفةً بين الرجال والنساء، وكانت المرأة تواصل الليل بالنهار في العمل داخل الميدان، ولها أدوار بارزة في المستشفى الميداني والإسعافات الأولية، فضلاً عن الإمدادات اللوجستية للمعتصمين، وكان بينهن شهيدات.

 

 

وتوضح أن مهامَّ الإصلاح تستغرق فترةً زمنيةً أطول بكثير لإصلاح كمِّ الفساد الذي استشرى في البلد، ضاربةً مثلاً على ذلك بالأدوار المتعددة التي هي في انتظار كل امرأة، من التعديلات الدستورية التي ما زالت غامضةً على كثير من الناس، والتي يتوجب على كل امرأة تثقيف نفسها، ومن ثم توعية من حولها؛ حتى نخلق حالةً من الوعي العام.

 

 

وتبيَّن أن رؤية المرأة لا بد أن تكون عميقةً، من خلال وعيها لما يدبَّر خلف الستار، والتي كان آخرها ما حدث من إشعال الفتنة الطائفية الأخيرة، وغيرها من الفتن، وإشعال الثورة المضادَّة، مشددةً على ضرورة إعمال العقل جيدًا، وألا تترك آذانها لكل ما تسمع، فلا بد من معرفة الدليل على كل ما يقال، وألا تروِّج للشائعات، بل تكون حائطَ صدٍّ لها.

 

 

 

 

 

 

 

 

سد الفجوة

ويدعو الدكتور رشاد علي عبد العزيز، أستاذ علم النفس بكلية التربية جامعة الأزهر، المرأة إلى استكمال دورها في التصدي للثورة المضادة المفتعلة من رموز العهد البائد، ويقول: الذي ينادي بالاحتجاجات الفئوية وزيادة المرتبات هم من فلول النظام السابق، وعلى الأم توعية أبنائها من مخاطر الثورة المضادة.

 

 

ويضيف: المرأة مدرسة لا بد أن تقومَ بدورها، وتبثَّ في أبنائها قيمة الحرية والديمقراطية، وذلك لا يعني الفوضى، ولكن معناه تقبُّل الرأي الآخر، بالإضافة إلى ضرورة تثقيف أبنائها، من خلال قراءة القصص التي تزكِّي ذلك عند الأطفال منذ الصغر.

 

 

ويحث الأمهات على سد الفجوة بينهنَّ وبين الأبناء من خلال تعليمهن مهارات الحاسوب والتعرف على أصدقائهم، مع بلورة الأم مفهوم التطوع عند الأطفال منذ الصغر، كحثِّهم على التطوع لنظافة الحي؛ حتى يشعر الطفل بالانتماء إليه؛ لأنه بذل جهدًا وتعبًا في تنظيفه.