اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
بنت مصرية

الواجب السابع عشر: التواكل

Recommended Posts

هناك فرق دقيق وعميق بين كلمتي "التَوكُّل" و "التواكُل"،

فالتوكُّل إيمانٌ بالله ـ عزَّ وجل ـ، وثِقةٌ بوعْده ونصْره، وإقبالٌ عليه واستمدادٌ منه واستعانةٌ به،

وهذه صفة أصيلةٌ من صفات المؤمن المُوقِن، وأما التواكل فهو ترْك السعْي والعمل، وتضييع الفرصة وإهمال الواجب، ولذلك جاء في كتاب "مفردات القرآن" أنه يُقال: واكَل فلانٌ إذا ضيَّع أمره مُتَّكِلاً على غيره،

وتَواكل القوم إذا اتَّكَل كل منهم على الآخر.

aaa12asmilies7ai5qg.gif

جاء القرآن الكريم حاثًّا على العمل والسعْي، وتَحمُّل التبِعات وتقدير المسؤوليَّات، فقال:

 

(وأنْ ليس للإنسان إلاَّ ما سعى* وأنَّ سعيَه سوف يُرى * ثُمَّ يُجْزَاه الجزاءَ الأَوْفَى) (النجم 39ـ41

 

وقال: (هو الذي جعَل لكم الأرضَ ذَلُولاً، فامشُوا في مَناكِبِها وكُلوا من رزْقه وإليه النشور) (الملك15)

 

وقال فإذا قُضِيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضْل الله ،واذكروا الله كثيرًا لعلَّكم تُفلحون) (الجمعة 10).

 

وقال: (يا أيُّها الذين آمنوا خذوا حِذرَكم ) (النساء 70).

 

وقال: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) (الأنفال 60). ولقد جاء رجل إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يريد أن يَترك ناقته بِلا رِباط، وقال للرسول: يا رسول الله، أَعقِلُها وأَتوكَّل، أمْ أُطلِقُها وأتوكَّل؟ فقال له: اعقلْها وتوكَّل. وهذا رمز من رسول الله ـ صلى عليه و سلم ـ إلى أن الإنسان يَلزَمه أن يتَّخِذ كل ما يُمكنُه من وَسائل عمَليَّة وأسبابٍ مادية للنجاح فيما يحاول، ولِبُلوغ ما يُريد، ثم يَقرِن هذا بالإيمان الصادق واليقين الجازم والثقة بتأييد الله جلَّ جلالُه. وفي الحديث النبوي: "لو أنكم تَتوكَّلون على الله حقَّ توكُّله، لَرَزَقكم كما يَرزُق الطير، تَغدُو خِماصًا، وتَروح بِطانًا". وقد استدلَّ العلماء بهذا الحديث على أن التوكل غير التواكل؛

لأن التواكل ترْكٌ للعمل وتَعلُّقٌ بالأحلام والأماني، وأما التوكل فيكون مع السعي والعمل والحركة الدائبة؛ لأن الحديث قد ذكر الطير التي تطير صباحًا وهي خالية البطون، وتسعى طالبة الرزق هنا وهناك، ثم ترجع إلى أعشاشها في آخر النهار، وقد امتلأت منها البطون بسعيها وجِدِّها واجتهادها. ولم يَقُل الحديث: إن الطيور تبقى في أعشاشها، ويأتيها الرزق دون سعي أو عمل. ولِعُمر الفاروق ـ رضي الله عنه ـ كلمة بليغة في التندِيد بالتواكل، والتحريض على العمل مع التوكل، يقول فيها: "لا يَقْعُدَنَّ أحدُكم عن طلب الرزق، ويقول

: "اللهم ارزُقْني، وقد علِم أن السماء لا تُمطر ذهبًا ولا فِضَّةً

"وعلى الإنسان التوكل على الرحمن في كل حاجة ولا يؤثر العجز يوماً على الطلب ألم يقل الله لمريم فهزي الجذع يساقط الرطب, ولو شاء أن تجنيه من غير أن تهز النخلة لكانت جنت الرطب ولكن الله يريد أن يعلمنا بأن لكل شيء هناك سبب له, فلنتخيل حال امرأة ضعيفة وهي في حال النفاس فأنها بالتأكيد تكون أضعف ما تكون المرأة عليه والنخلة شجرة قوية يصعب هز جذعها القوي ولكن الله قال: ( وهزي إليك بجذع النخلة ... )فالله يأمرنا بالسبب لنتعلم, كان من الممكن أن يسقط لها الرطب بلا هز. أذن التواكل يرتبط بصورة أو أخرى بالمسؤولية عندما يحاول كل شخص برمي المسؤولية على الآخرين ناسيا نفسه

هذه هي فكرة وثقافة التواكل مع الأخذ بنظر الاعتبار أن حجم المسؤولية يختلف من جهة إلى أخرى، على أن لا ينسى الحديث عن النبي محمد ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته),

فالحاكم مسؤول وأبناء الشعب مسؤولون والعالم مسؤول الكل مسؤولين. وقد قال الله في محكم كتابه: ﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ (92) سورة الحجر و ﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ﴾ (24) سورة الصافات.

 

تم تعديل بواسطه بنت مصرية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر



×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..