ali desoky 391 قام بنشر April 20, 2011 فيس بوك.. من حكمة الجماهير إلى حكمة الأصدقاء مارك زوكربيرغ.. أفقر رجل غني أعاد «فيس بوك»، أشهر المواقع على شبكة الإنترنت في العالم، تعريف طريقة تعامل الناس مع الإنترنت ومع بعضهم البعض. بمساهمته في تحقيق عالم أكثر تواصلا، فقد «فجّر» مارك زوكربيرغ ثورة اجتماعية حقيقية. يفخر موقع «فيس بوك» بأنه يضم 500 مليون مستخدم، مما يجعله أشهر موقع تواصل اجتماعي في العالم. ويقدر هذا العدد بـ 1/12 من سكان العالم أو ضعف عدد سكان الولايات المتحدة تقريبا. تتوفر صفحات الموقع في 75 لغة مختلفة، ويقدر زمن زيارات المستخدمين بما يتجاوز 700 مليار دقيقة شهريا. ربما يساوي حجم «فيس بوك» ثالث أكبر دولة في العالم، ولكن ما زال عدد أعضائه يتزايد بمعدل يصل إلى 700.000 شخص يوميا، ويقيم ما يزيد على نصف مستخدميه خارج الولايات المتحدة. يعبر «فيس بوك» القارات، ولكن الأهم من ذلك هو أنه تخلل إلى حد كبير طريقة استخدام الإنترنت، وأسلوب تفاعل واتصال البشر بعضهم ببعض. يسمح لك موقع «فيس بوك» بالتواصل مع المقربين منك، بالإضافة إلى الصداقات غير القوية أيضا. ولكن علاوة على التواصل مع «الأصدقاء»، من الممكن أن نرجع نجاح «فيس بوك» إلى حقيقة إنشائه لشبكة حقيقية لجميع التفاعلات الاجتماعية. بداية من المكان الذي تلقيت فيه تعليمك إلى الموضوع الذي تقرأه على الإنترنت، فكل شيء موجود على «فيس بوك». ما أهمية أن يكون هذا القدر الكبير من المعلومات الشخصية متاحا عن طريق «فيس بوك»؟ أولا، يسمح الموقع للأشخاص الذين لا يستطيعون بالضرورة الاتصال بسهولة بعضهم ببعض بالتواصل بسرعة وفاعلية. في يناير (كانون الثاني) الماضي، مع اندلاع ثورتي مصر وتونس، دار جدل كبير حول فكرة إمكانية مساعدة «فيس بوك» لهاتين الحركتين الاجتماعيتين. أمام حجم التنظيم العالي الذي حدث عبر هذا المجال، وحقيقة أن حكومة الرئيس المخلوع حسني مبارك اضطرت إلى غلق الإنترنت في آخر محاولاتها لقمع الثورة، يصح القول إن هذا الموقع الاجتماعي لعب دورا كبيرا. في حين قد لا يكون «فيس بوك» مسؤولا بشكل كامل عن الربيع العربي، إلا أن مؤسس موقع «فيس بوك» مارك زوكربيرغ برز بصفته الشخص المسؤول عما بدت أنها ثورة اجتماعية على مستوى دولي. وكما ذكرت مجلة «التايم»: «يتشابك (موقع فيس بوك) مع نسيج الحياة.. وأصبح جزءا دائما من واقعنا الاجتماعي العالمي. لقد دخلنا عصر فيس بوك، ومارك زوكربيرغ هو الرجل الذي أدخلنا فيه». أنشأ مارك زوكربيرغ، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لـ«فيس بوك»، الموقع، عندما كان يدرس الكمبيوتر وعلم النفس في هارفارد منذ سبعة أعوام. نشأ مارك في مقاطعة وستشاير، والتحق بأكاديمية إكستر حيث تفوق في الكلاسيكيات والتشفير والمبارزة. في الواقع، لم يكن موقع «فيس بوك» أول بداية ناجحة لزوكربيرغ. فعندما كان في إكستر، أنشأ مع صديق له برنامجا يسمى «ساينابس» كمشروع للتخرج، والذي اعتمد على معلومات مختلقة لتتبع عادات الاستماع لدى المستخدمين. عملت «مايكروسوف» و«إيه أو إل» بأمر البرنامج وأعربتا عن اهتمامهما بشرائه وتعيين زوكربيرغ. ولكنه لم ينضم إلى أي من الشركتين، وفضل بدلا من ذلك الالتحاق بجامعة هارفارد حيث عمل على تطوير مزيد من البرامج، جميعها يحمل بعدا اجتماعيا، قبل إطلاق موقع «فيس بوك». كان أحد تلك البرامج يسمى «كورس ماتش»، الذي يسمح لمستخدميه باختيار الفصول بناء على اختيارات طلاب آخرين. بعد ذلك، طور زوكربيرغ برنامج «فيس ماتش» حيث يحدد المستخدمون الشخص الأفضل مظهرا من بين اثنين. على الرغم من أن البرنامجين لا يشبهان «فيس بوك» في شيء، فإنهما يوضحان ما اعتبره كثيرون السبب في نجاح «فيس بوك»، وهي قدرة زوكربيرغ على استيعاب أن ما يريده الناس هو عالم أكثر شفافية تكون فيه الخيارات معروفة وبذلك يصبحون على معرفة أفضل عند الاختيار بين موضوعات متعلقة. أصبح خيار «أعجبني» على موقع «فيس بوك» اليوم من أهم الأدوات، نظرا لأنه أتاح للموقع تخلل مواقع شهيرة للغاية مثل «يوتيوب» أو «أمازون». وفي عالم «فيس بوك» اليوم، لا نختار أي مسار نتخذه بناء على اختيار الآخرين، بل نقرأ ونسمع ونشاهد ونشتري ما يرشحه لنا «أصدقاؤنا». أصبح «فيس بوك» مجالا للتعبير عن الرأي. ومثل جميع مجالات التعبير، من الممكن أن يتجه بسهولة للتعبير عن آراء سياسية. ولكن ما يميز «فيس بوك» عن وسائل الإعلام الأخرى هو أنه إذا كان هناك 1/12 من العالم مشارك بالفعل في هذا المجال، سيصبح نشر أفكار معينة أسهل بكثير. وفي إطار الانتفاضات الاجتماعية، لا يمكن أن يحل محل هذه المميزات شيء آخر لدى هؤلاء المهتمين بالدفع من أجل التغيير. في أثناء ثورة الياسمين في تونس، أرسل المستخدمون الذين لم يتمكنوا من الدخول إلى مواقع مثل «يوتيوب» لقطات فيديو تعرض ممارسات الحكومة الظالمة على «فيس بوك»، وسريعا ما جذبوا مؤيدين للانضمام إلى مظاهرات في وسط تونس العاصمة. وفي مصر، أظهر العديد من المقيمين بالخارج تأييدهم بالمشاركة في مسيرات افتراضية ضد نظام مبارك. تعرف الحكومات قوة «فيس بوك»، لذلك منع العديد من الحكومات الموقع من إعادة تعريف طريقة تفاعل مواطنيها على الشبكة. بل وأطلق الرئيس التونسي المخلوع شخصيا حملة قرصنة لسرقة كلمات مرور مستخدمي «فيس بوك» التونسيين، إلا أن الشركة استطاعت سريعا حماية مستخدمي الموقع. تتحدث هذه النماذج عن قدرة «فيس بوك» على جعل العالم مكانا أكثر تواصلا. وفي حين بدأ كثيرون منا الآن فقط في إدراك ما يمكن أن يفعله «فيس بوك»، ترك زوكربيرغ دراسته الجامعية لتأسيس الشركة عندما كان عمره 19 عاما. وعلى الرغم من أن الموقع ليس متداولا للبيع، فقد حقق نجاحا اقتصاديا منقطع النظير. لقد رفض زوكربيرغ العديد من العروض لبيع «فيس بوك»، من بينها عرض من شركة «ياهو» لشراء الموقع في مقابل مليار دولار. وذكرت مجلة «فوربس» أن ثروة زوكربيرغ، الذي يبلغ عمره 26 عاما فقط، في عام 2010 بلغت ما يقرب من سبعة مليارات دولار، مما يجعله أصغر ملياردير في العالم. ولكن رفع استثمار «غولدمان ساكس» في الشركة في يناير (كانون الثاني) من قيمة الشركة إلى 50 مليار دولار، مما يجعل ثروة زوكربيرغ تصل إلى نحو 15 مليار دولار. ومع ثروته الطائلة، يشتهر زوكربيرغ بأسلوب حياته البسيط. وأحيانا ما يوصف بأنه «أفقر رجل غني». يقود زوكربيرغ سيارة ماركة أكورا ويستأجر المنزل الذي يقطن فيه. وفي العام الماضي، تبرع بمبلغ 100 مليون دولار لنظام التعليم الحكومي في نيوارك في نيوجيرسي، على الرغم من أنه ليس من سكان الولاية، وتعهد بعد ذلك بالتبرع بنصف ثروته طوال حياته. ومن غير المفاجئ أن صفحته الرسمية على «فيس بوك» تشير إلى أن من بين اهتماماته «القضاء على الرغبة». في حين قد تكون تطلعاته المادية محدودة، إلا أن طموحاته بالنسبة لـ«فيس بوك» كبيرة. بدلا من شبكة إنترنت تحتفظ فيها المواقع باستقلالها عن بعضها البعض وعن مستخدميها، يريد زوكربيرغ أن يضع إطارا للشبكة بأسرها من خلال العلاقات الاجتماعية التي تُعرّف مستخدميها. بمعنى آخر، يريد أن تتحول شبكة الإنترنت إلى «فيس بوك».. «التحول من حكمة الجماهير إلى حكمة الأصدقاء». صرح زوكربيرغ مرارا بأن ما يحرص عليه فعليا هو «أن يصبح العالم أكثر انفتاحا وتواصلا». من المؤكد وفقا للمعدل الذي يسير عليه موقع «فيس بوك» سيكون في متناول زوكربيرغ تحقيق رؤيته للمستقبل ولعلاقات الناس بالإنترنت وبعضهم ببعض. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر