الموت محطة وصول .....أم محطة الإنطلاق ......؟

[نـــــــــــور 199]

 

 

لطالما أعتبرنا الموت أكبر مصيبة و أعظم كرب و رأيناه بمثابة شبح يلاحقنا ينغص علينا حياتنا فلا نجد سبيلا للهرب منه سوى التغاضي عن الحديث عنه... إذ كلما ذكر الموت في مجالسنا سرعان ما قلنا " اللهم أبعد الشر عنا "

و باللغة العامية الجزائرية :" بعيد الشر "

 

أحقا يعتبر الموت شرا لابد منه ؟؟؟؟

أحقا يجب علينا اعتباره أكبر همنا و مخاوفنا !!؟؟؟؟؟؟

أّوّلّيس الحري بنا أن نخاف مما بعد الوت ؟ أن نخشى ظلمة القبر و عظم السؤال و انقطاع العمل الذي هو منجاتنا الوحيدة ـ بعد رحمة الله ـ من نار جهنم .

 

أحبتي في الله ،إني و أنا أكتب لكم هذه الكلمات لم أجد سوى دمعي ينسكب ليس خوفا من الموت بذاته مع أني أرجو من الله أن يطيل في عمري علٌي أثقل كفة حسناتي و أزيد من رصيد الخير عندي لألاقي ربي منيرة الوجه متيمنة الصفيحة ، و لكن دمعي يسيل لأني أخشى أن يطرق ملك الموت بابي فجأة و ينتزع روحي مني عنوة ليأخدها لدار الحق التي أرى بأن زادي لها ضئيل .

 

يا ترى ماذا سيكون جوابي عن أسئلة القبر ؟

و كيف ستكون ضمة القبر لي ، هل هي ضمة الأم الحانية على إبنها البار العائد مكللا بالخير بعد سفر مُضْن أم ضمة الأم الساخطة على ابنها العاصي لله المحمل بالأوزار . ؟

و أي نافذة ستفتح على قبري أنافذة تطل على روضة من روض الجنة أم نافذة مفتوحة على شظى نار جهنم ؟

أحبتي في الله ، على كل منا أن يفكر مليا فيما بعد الموت و يسعى للعمل له ليتقي شره و يضمن عيشة البرزخ الهانئة في قبره بدلا من الخوف من الموت في حد ذاته ، فالموت هو البداية و ليس النهاية .. هو المحطة التي سننطلق منها إلى حياة جديدة نحن المسؤولون و نحن من له الخيار في بنائها و التخطيط لعيشها .

فإن أردناها عيشة هنية ما عليما سوى إطاعة رب العباد و اتباع سنة رسوله الكريم مصداقا لقول الله عز و جل :

 

{....وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا} الآية17 من سورة الفتح

 

أسأل الله أن يجعلني و إياكم من أهل الجنة و ساكني الفردوس الأعلى بإذنه و رحمته

تم تعديل May 29, 2011 بواسطه نـــــــــــور