مناظره

[aonosh]

• 
  خير المناظرة
   
  قال صاحب ” الروض الفائق ” : روى أبو هريرة رضى الله عنه أن أبا بكر الصديق وعلى بن أبى طالب رضى الله عنهما ، قدما يوماً إلى حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال على لأبى بكر : تقدم فكن أول قارع يقرع الباب وألح عليه فقال أبو بكر : تقدم أنت يا على، فقال على : ما كنت لأتقدم على رجل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فى حقه : ” ما طلعت الشمس يوماً ولا غربت على أحد أفضل من أبى بكر الصديق ” .
   
  فقال أبو بكر : ما كنت بالذى يتقدم على رجل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه : ” أعطيت خير النساء لخير الرجال ” .
   
  فقال على : أنا لا أتقدم على رجل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه : ” إذا اجتمع الناس يوم القيامة ، يوم الحسرة والندامة ، ينادى مناد من قبل الحق عز وجل : يا أبا بكر .. ادخل أنت ومحبوك الجنة ” .
   
  فقال أبو بكر : أنا لا أتقدم على رجل قال فى حقه رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يجئ الناس يوم القيامة على مركب من مراكب الجنة فينادى مناد : يا محمد .. كان لك فى الدنيا والد حسن وأخ حسن ، فأما الوالد الحسن فأبوك إبراهيم، وأما الأخ الحسن فعلى بن أبى طالب ” .
   
  فقال على : أنا لا أتقدم على رجل قال فى حقه رسول الله صلى الله عليه وسلم :
   
  ” لو وزن إيمان الأمة فى كفة ، وإيمان أبى بكر فى كفة لرجح إيمان أبى بكر ”
   
  فقال أبو بكر : أنا لا أتقدم على رجل قال فى حقه رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن علياً يجئ يوم القيامة ومعه زوجته وأولاده على مركب من البدن فيقول : أهل القيامة : أى نبى هذا ؟ فينادى مناد : هذا حبيب الله .. على بن أبى طالب ” .
   
  فقال على : أنا لا أتقدم على رجل قال الله فى حقه : ” والذى جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون ” .
   
  فنزل جبريل عليه السلام على الصادق المصدوق سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وقال : يا محمد .. العلى الأعلى يقرئك السلام ويقول لك : إن الملائكة لينظرون هذه الساعة إلى أبى بكر وعلى ويسمعان ما يجرى بينهما فقم إليهما وكن ثالثهما فإن الله قد خصهما بالرحمة والرضوان وحصنهما بحسن الأدب والإسلام والإيمان .
   
  فخرج النبى صلى الله عليه وسلم فوجدهما كما أخبره جبريل فقبل وجه كل منهما وقال : -
   
  ” والذى نفس محمد بيده .. لو أن البحار كانت مداداً … والأشجار كانت أقلاماً … وأهل السماوات والأرض كتاباً … لعجزوا عن فضلكما وعن وصف أجركما ” .

[لامار]

في ميزان حسناتك ان شاء الله