:: ولا تحسـبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ::

[ابن تيميــــة 158]

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،،

أما بعد ،،

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوتاه ،،

كيف حال قلوبكم مع الله ؟

 

يقول الله عزوجل

" وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّـهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴿٤٢﴾ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ﴿٤٣﴾ وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ ۗ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ ﴿٤٤﴾ وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ ﴿٤٥﴾ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّـهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴿٤٦﴾ فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّـهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ ﴿٤٧﴾ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿٤٨﴾ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ﴿٤٩﴾ سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ ﴿٥٠﴾ لِيَجْزِيَ اللَّـهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٥١﴾ هَـٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٥٢﴾ سورة إبراهيم .

 

 

 

موضوعنا انهارده خطييييييير جداااااااااا

 

موضوعنا عن الظلم والأمن من مكر الله !

وبجد استحملني وكمل الموضوع للآخر لأنه خطييييييييييير أكثر مما تتصور ..

 

حال معظمنا دلوقتي بجد هو قلة التزود للآخرة مع الإكثااااااار من الذنوب ،،

وعلى الرغم من كده عنده طمأنينة إنه هيموت على حسن خاتمة !!!!

 

طيب الطمأنينة دي انت جايبها منين ؟

يقولك ربنا قال في الحديث القدسي ( أنا عند ظن عبدي بي )

 

طيب يا حبيبي انت فهمت الحديث بالصورة دي على أي أساس ؟؟

 

إحسان الظن لو مش معاه إحسان العمل هيبقى غرور مش رجاء خاااااالص!

 

لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل ..

 

 

أنا جاي انهارده أكلمك عن الظلم ، وبسألك

هل أنت ظالم ؟

 

هتقول طبعا لا يعم .. نعوذ بالله من الظلم ..

هقولك طيب تعالى الأول نتعرف على أنواع الظلم واحكم في الآخر انت ظالم ولا مش ظالم ..

 

روى مسلم عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة "

 

و الظلم 3 أنواع ..

1- ظلم العبد فيما بينه وبين ربه.

2- ظلم العبد لنفسه .

3- ظلم العبد للناس أو لغيره .

 

 

 

ظلم العبد فيما بينه وبين ربه عزوجل بالشرك ،

بأن يشرك في عبادته معه أحد آخر ..

والشرك نوعين ،

شرك أكبر ، وشرك أصغر ( الرياء)

 

الشرك الأكبر وهو الكفر ،

قال سبحانه وتعالى على لسان لقمان لابنه: وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ* وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ {لقمان:12-13}،

 

وفي البخاري وغيره، عن عبد الله قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله، قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك، قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أي، قال: وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك، قلت: ثم أي، قال: أن تزاني حليلة جارك.

 

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك .

 

فما أعظمه من ظلم وما أشده من جور ، لذلك كانت عقوبة المشرك أقسى العقوبات وأشدها ، ألا وهي الخلود الأبدي في النار ، قال تعالى في بيان ذلك : { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار } (المائدة: 72) وكل ذنب مات العبد من غير أن يتوب منه حال الحياة فإمكان العفو والمغفرة فيه يوم القيامة واردٌ إلا الشرك والكفر ، فإن الله قد قطع رجاء صاحبه في المغفرة ،قال تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما } (النساء:48)

 

 

أما الشرك الأصغر

وهو النفاق والرياء ( العمل للآخره بغرض مدح الناس وللدنيا لا لله )

لو قابلت ربنا من غير توبة من الرياء فأنت في مشيئته سبحانه وبحمده إن شاء عذبك ثم أدخلك الجنة وإن شاء عفا عنك ،،

نسأل الله العفو العافية ..

روى الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، قالوا : وما الشرك الأصغر ؟ يا رسول الله ، قال : الرياء ، يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة : إذا جُزِيَ الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء ) . قال الشيخ الألباني إسناده جيد

 

 

 

ومن أمثلة الشرك الأصغر أيضا الحلف بغير الله وهو على نوعين ..

الأول : لو حلفت بغير الله قاصدا تعظيم الحاجه اللي حلفت بيها كمثل تعظيمك لله عزوجل ..

وده مخرج من الملة ( يعني كفر عياذا بالله )

الثاني : بتحلف بغير هذه النية ، ربما اعتاد لسانك .. بس لازم تبطل العادة دي وتنتهي ..

 

 

وهسألك سؤال وأقولك وأقول لنفسي ..

كم كلمة قلناها ابتغينا بها وجه الله فقط ،

كم عمل عملناه أردنا به خير الآخره ولم نفكر بتاتا في الدنيا ؟

كم ،، وكم ،، وكم ،،

طيب مشكلة الشرك الخفي إنه مش واضح ولا ظاهر طيب نعمل فيه ايه ؟؟

ندفعه ازاي ؟

تعالى نشوف حبيبك - صلوا عليه - صلى الله عليه وسلم قال لنا إيه !

(( يا أبا بكر ، للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل والذي نفسي بيده ، للشرك أخفى من دبيب النمل ، ألا أدلك على شيء إذا فعلته ذهب عنك قليلة و كثيرة ؟ قل : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك و أنا أعلم ، و استغفرك لما لا أعلم )) صححه الألباني .

 

يبقى تواظب دائما على الدعاء ده عند أي عمل ..

أسأل الله أن يدفع عني وعنكم الشرك الأكبر والأصغر ..

 

 

النوع الثاني للظلم وهو : ظلم العبد لنفسه ،،

وده كلنا واقعين فيه إلا من رحم الله عزوجل ،،

الظلم ده عبارة عن ظلمك لنفسك بالشرك أو بالذنوب والآثام ،،

مين مننا ملوش ذنب خايف يقابل ربنا بيه ؟

مين ملوش ذنوووووووب أقلع عنهاو مشفق من حساب ربنا لما يسأله عنها ؟؟

مين بيحفظ لسانه وفرجة وبصره حق الحفظ ؟؟

 

يارب نسألك توبة ترضيك عنا .

 

 

النوع الثالث للظلم : وهو ظلمك لغيرك

ظلم العبد لإخوانه فهو أن يأخذ من حقوقهم أو أعراضهم أو أموالهم أو دمائهم، ومن هذا يعلم أن من تعدى على حق الغير من مال أو عرض بأن اغتابه أو سبه أو بهته إلى غير ذلك من جميع المخالفات تجاه الآخرين فقد ظلمه.

 

أعظم ظلم للغير هو ظلم الوالدين بالعقوق وعدم البر والقيام بحقوقهما ..

يليه ظلمك للأقارب وذوي رحمك ..

يليه ظلمك لجيرانك ..

ثم ظلمك لعوام المسلمين ..

ثم ظلمك لعوام الخلق وإن كانوا على غير ملة الإسلام فليس لك أن تبخسهم حقوقهم .. هكذا امرنا ربنا الحكم العدل ..

 

 

لسه بنقول إننا مش ظالمين ؟؟؟؟

 

 

يا مذنب لسه بتقول مش خايف؟

يا اللي ماشيه وناسيه تلبسي هدومك لسه مش خايفه ؟

ياللي بتغتابي الناس لسه مش خايفه ؟

يا صاحب العادة السيئة والمواقع الإباحية لسه عندك أمان من مكر الله ؟

لسه بنقوووووووول احنا عارفين آخرنا وبكره نتوب !!

 

ليه الامان ده كله ؟

جبناه منين ؟؟

 

 

يارب نعوذ بك من حال أهل النار .

 

لازم بجد نعيد حساباتنا ..

ربنا بيمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته !

مين فينا يستحمل عذابه وبظشه ؟

إن بطش ربك لشديد ..

إن أخذه أليم شديد ..

 

في النهاية أقول لنفسي وإياكم كما قال لنا ربنا عزوجل .. بعد أن ذكر قوم هود وعاد وثمود وفرعون وقومه ..

وذكر إمهاله لهم بعد إنذارهم .. قال عزوجل

 

ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ۖ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ﴿١٠٠﴾ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ۖ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ﴿١٠١﴾ وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴿١٠٢﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ ﴿١٠٣﴾ وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ ﴿١٠٤﴾ يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ﴿١٠٥﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿١٠٧﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴿١٠٨﴾ سورة هود

 

أسألكم الدعاء .

أستودعكم الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..