حينما يتكلم الاعصار...

[نـــــــــــور 199]

في وَهجِ الأتونِ تَلَألَأت أَشجاني...وَتَاقت الى الحدِيث ِ أَركاني....

حِنَما يِتَكَلَّمُ الأِعصارُ تَصمِتُُ...أَفواهُ العِدى وَقُلُوبُهُم تُعاني.....

فَقَد تَرآءى فوق الجُمُوع ِ ذُلٌّ..وَهَوانٌ من بِنِي الأِنسان ِ.....

تَرتَعِدُ أَوصَالُهُمُ خَوفَ المَراثي....بِذَبحِ الرِّقاب ِ تَراني.....

جَلَداً على النائِبات ِ فَذٌّ....في صَولَة ِ الهَيجاء ِ عُنواني......

رَاقَبتُ هَشِيمَ النار ِ بِتَمَعُّن ٍ....وَحُطَامُها آيٌ وَمعان ِ......

تَحتَ ضوءِ الأَقمار ِ جَاثِم ٌ...أَكتُبُ التَّارِيخَ بِتَواني.....

تَارِيخَ أُمَّة ٍ بِها رِجَال ٌ....كَأُسامَةَ والحَمِيدُ الثاني....

وَكَسبع ِ الفلا ياسِينُ..وَخَطَّابٌ كَالأُسد ِ في المَيدان ِ.....

رَفِيقُ الدَّرب ِ شَامِل ٌ..يُهدِي التَّحايا لِجُند ِ الطَّالِبان ِ...

وَأَجوبُ في ثَنايا العَقل ِ...كَالمَوج ِ في هَبَّة ِ الطُّوفان ِ...

أَنظرُ بِطَواهِرِالأَجساد ِ.كَالبَلابِل ِ في جنة الرِّضوان ِ....

مُعَلَّقَة ٌ بقَنادِيل ٍ تُزُّيُنُها...قَلائِدُ عَرش ِ الرَّحمن ِ...

يَنظُرُ أِليهِم رَبُّهُم...بِنَظرَة ٍ أَضاءت الأَكوان ِ....

هل لَكُم شيءٌ أُلَبيه ِ...يا سُكانَ الفِردَوس ِوالجِنان ِ....

وَأَصرفُ الأَنظارَ بِلَحظَة ٍ..كَمَوج ٍ بِرَملِ الشُّطآن ِ....

وَأَهيمُ بِعَقلي عبرَ حَقَب ٍ..تَعاقَبت بطُول ِ الزَّمان ِ....

أَتُوقُ بها لِمجدِ أُمَّتِنا....رَسُولُها المُصطَفى العَدنان ِ....

لَعَلَّني وَقتَما أَهتِفُ..أُلاقي في الرَّد ِ صَاغِيَ الآذان ِ....

أَو أَرغبُ لِمَن بِه ِ حَمِيَّة ٌ..كصُهيب ٍ وسَعد ٍوَسُليمان ِ....

حَينَما ينطِقُ الأِعصارُ تَهربُ...عَصائِبُ الغُربان ِ...

وَيُشعُ في المَدى نُورٌ....مَلاكُهُ صَفوةُ الأِخوان ِ......

كُلُّ هَمِي أَن أُلاقِيكُمُ..في الخُلد ِ نُسابِقُ كما الفُرسان ِ...

وَحَوراؤُها وَعَيناؤها جَزاء ٌ...تفرَحان ِ وتَعزِفان ِ..

غِناؤُهما كَتَغريد ِ بلبُل ٍ..من شَدوِهما أَعذَبُ الأَلحان ِ..

حِينما يتَكَلمُ الأِعصارُ فَآصمِت...لَعَلَّكَ لم تُعاني....

الاعصار الصامت