اذهب الي المحتوي
منتديات ياللا يا شباب
ali desoky

ابو حنيفه النعمان

Recommended Posts

ابو حنيفه النعمان

 

 

 

قيل لأحدهم: صف لي أبا حنيفة، فقال: ((كان واللهِ شديد الذبِّ عن محارم الله - أي الدفاع, - طويل الصمت، دائم الفكر، لم يكن مهداراً ولا ثرثاراً, صائناً لدينه ونفسه، مشتغلاً بما هو فيه عن الناس, لا يذكر أحداً إلا بخير)) فقال أحد الخلفاء: ((واللهِ هذه أخلاق الصالحين)) .

قال ابن المبارك : ((ما أبعد أبي حنيفة من الغيبة، ما سمعته يغتاب عدواً قط))

وقال ابن عيينة: ((كان أبو حنيفة أكثر الناس صلاةً)

قال ابن عيينة: ((ما رأيت أحسن أمانة من أبي حنيفة، مات وعنده ودائع بخمسين ألفاً، فما أضاع منها دينارًا واحدًا))

ويقول ابن المبارك: ((ما رأيت رجلاً أحلم من أبي حنيفة، ولا أحسن سمتاً منه))

كما قال: ((كان أبو حنيفة بين العلماء كالخليفة بين الأمراء)) أيْ كان سيد العلماء، ومن علامات فهمه الدقيق أنْ قيل عنه: ((كان أبو حنيفة رجل فهمٍ متثبتاً، إذا صح عنده الخبر عن رسول الله, لم يَعْدُهُ إلى غيره))

 

وعن أبي يوسف: ((ما رأيت أحداً أعلم بتفسير الحديث من أبي حنيفة، كان مثلاً يقول في مسألة: ما عندكم فيها من الآثار؟ فنذكر ما عندنا ويذكر ما عنده؛ ثم ينظر فإن كانت الآثار في أحد القولين أكثر, أخذ بالأكثر، وإن تكافأت أو تقاربت, نظر فاختار))

 

قيل: ((كنا نختلف في المسألة، فنأتي أبا حنيفة، فنسأله، فكأنما يخرجها من كمه فيدفعها إلينا)) أحيانا الإنسان يفكر، ويقول: اتركها لي, حتى أراجعها، وقد تطرح سؤالاً على إنسان، وتجد الجواب جاهزًا، كأنه أمامه، كأنه أخرجه من كمه، هذه علامة علم عالية، علم راسخ .

سمعت أبا حنيفة يقول: ((ما جاء عن رسول الله فعلى العين والرأس - لأنه معصوم-, وما جاء عن أصحاب رسول الله اخترنا -لأنهم غير معصومين -, وما كان غير ذلك, فنحن رجال وهم رجال)) .

 

قالوا: ((كان أبو حنيفة خزازاً)) فروي أن رجلاً جاءه, فقال: ((يا أبا حنيفة، قد احتجت إلى ثوب خز، قال: ما لونه؟ قال: كذا وكذا، قال: اصبر حتى يقع، وآخذه لك، فما دارت الجمعة حتى وقع، فجاء الرجل وقال له أبو حنيفة: قد وقعت على حاجتك، ثم أخرج إليه ثوباً، فأعجبه ، قال: يا أبا حنيفة, كم أزن للغلام؟ قال: درهماً، قال: أتهزأ بي؟ قال: لا، والله إني اشتريت ثوبين بعشرين ديناراً ودرهمًا، فبعت أحدهما بعشرين ديناراً، وبقي هذا بدرهم، وما كنت لأربح على صديق, فأخذه)) يعني أعطاه إياه بدرهم، لأنه قال له: يا أبا حنيفة أحسن بالبيع .

جاءت امرأة إلى أبي حنيفة بثوب تعرضه عليه, قال: ((بكم تبيعينه؟ قالت: بمائة درهم، قال لها: هو خير من ذلك، قالت: بمائتين، قال: هو خير من ذلك، قالت: بثلاثمائة، قال: هو خير من ذلك، قالت: بأربعمائة، قال: هو خير من ذلك، وأنا آخذه بأربعمائة، حتى أربح به)).

كان لأبي حنيفة شريك، فباع شريكه متاعًا، وكان في هذا المتاع عيبٌ، فقال له: ((إذا بعت هذا الثوب, فأَبِنْ عيبه، فالشريك باعه، ولم يُبِنْ عيبه، فلما علم أبو حنيفة, تصدَّق بثمن المتاع كله)) لأنّ البيع صار فيه شبهة، ولم يعرف من اشتراه, ليبيِّن له العيب

 

وقال عنه يحيى بن سعيد: ((كنت إذا رأيت أبا حنيفة علمت أنه يتقي الله)) .

الحقيقة: يجب ألاّ نقول عن إنسان: إنه صاحب دين, إذا كان يصلي فقط، بل يجب أن ترى دينَه في حديثه، وفي غض بصره، وفي استقامته، والدين لا يؤخذ من عبادات شكلية ، بل يؤخذ من سلوك يومي .

 

قيل: ((لو وُزِنَ عقل أبي حنيفة بعقل نصف أهل الأرض لرجح بهم)) هذه من نعم الله الكبرى: أن يؤتى الإنسان عقلاً راجحاً، وكان أبو حنيفة يتبين عقله؛ في منطقه، ومشيه، ومدخله، ومخرجه .

يقول أبو حنيفة نقلا عن أبي يوسف, قال: قال لي أبو حنيفة: ((لا تسألني عن أمر الدين، وأنا ماش، ولا أنا قائم، ولا أنا متكئ، فإن هذه الأماكن, لا يجتمع فيها عقل الرجل)) .

 

ومرة أجاز أبو جعفر المنصور أبا حنيفة بثلاثين ألف درهم, فلما قدم عليه بغداد قال: ((يا أمير المؤمنين، إنني غريب في بغداد، وليس لي منزل، فاجعلها في بيت المال، وليس عندي مكان أحفظها فيه, فإذا خرجت من بغداد أخذتها، قال له أبو جعفر: ليكن ذلك، فلما مات أبو حنيفة أخرجت ودائع الناس من بيته، فقال أبو جعفر: لقد خدعنا أبو حنيفة)) يعني ما أخذ المال، وأعاده إليه بلطف .

 

مرة كان أبو حنيفة عند أبي جعفر المنصور، وعنده قاضٍ من أعداء أبي حنيفة، كان ينكر عليه، فسأله سؤالاً محرجًا، قال له: ((إذا أمرني الخليفة بقتل امرئ، أأقتله أم أتريث؟ -سؤال محرج, إذا قال له: لا تقتله، واعصِ أمرَ الخليفة, وقع في مشكلة، وإذا قال له: اقتله فقد أغضب الله عز وجل- قال له الخليفة: على الحق أم على الباطل في هذا الأمر؟ فالكرة رُدَّت إلى القاضي، فقال له: على الحق، فقال له: كن مع الحق، فلما خرج, قال أبو حنيفة: أراد أن يقيدني فربطته)) .

 

قالوا: ((يوم مات أبو حنيفة, صُلِّيَ عليه ست مرات, من كثرة الزحام، وكان الناس يزورون قبره أكثر من أربعين يوماً بعد وفاته)) .

وروى أحدهم أنه رأى أبا حنيفة في النوم بعد موته، قال: ((يا أبا حنيفة, إلام صرت؟ قال: إلى رحمة الله تعالى، قلت: بالعلم، قال: هيهات للعلم شروط وآفات، قَلَّ من ينجو منها، ولكن بمَ؟ قال: بقول الناس ما لم أكن عليه)) يعني بما كان يُعمل من علمه، فبهذا نجا .

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

صل الله على محمد و رضي عن ابو حذيفة النعمان

بارك الله فيك و جزاك خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شار ك علي موقع اخر

انشئ حساب جديد او قم بتسجيل دخولك لتتمكن من اضافه تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

♥ تسجيل دخول ♥

هل تمتلك حساب بالفعل ؟ سجل دخولك من هنا.

♥ سجل دخولك الان ♥

×
×
  • اضف...

Important Information

By using this site, you agree to our Terms of Use, اتفاقيه الخصوصيه, قوانين الموقع, We have placed cookies on your device to help make this website better. You can adjust your cookie settings, otherwise we'll assume you're okay to continue..