دعوه للجنه 457 قام بنشر July 21, 2011 كيف نستقبل رمضان؟ تمر الأيام والسنون، ويأتي رمضان من كلَّ عام, والمسلمون في حيرة من أمرهم، ما بين مضطهد ومظلوم ومستعمر عسكريًّا أو فكريًّا, ولكنة النصر الآتي بإذن الله تعالى. ومن أجمل ما كتبه إمامنا الشهيد حسن البنا عليه رحمة الله بمناسبة قدوم شهر رمضان المعظم في جريدة الإخوان المسلمين, العدد32, رمضان1353هجرية – 13 ديسمبر 1934 ميلادية بعنوان" كيف نستقبل رمضان؟" "إنه هلال رمضان، الله أكبر، الله ربي وربك الله، اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى، هلال خير ورشد، آمنت بالذي خلقه، الحمد لله الذي ذهب بشهر شعبان وجاء بشهر رمضان. في مثل هذا الوقت من العام الفائت كنا نستقبل رمضان، وها هو قد عاد في هذا العام بغرته المشرقة، وطلعته البراقة المنيرة لنستقبله مرة أخرى، فمرحبًا بشهر الطاعة والتزكية والعبادة والطهر. وترى هل شعر أحدنا بأنها حلقة من سلسلة الحياة المحدودة الحلقات نقصت، ومرحلة من مراحل الأجل المعدودة قطعت، وخطوة في طريق الحياة إلى النهاية الغائبة عن كلِّ إنسان لتدري كم كتبت بعدها لكلِّ منا خطوات؟ لقد تلاشت هذه الأوقات في محيط الماضي الواسع الفسيح، وذابت في طيات أمواجه، كما يذوب الجليد الذي صهرته الشمس، وفنيت فناءً لن تعود بعده أبدًا، وهكذا تتلاحق الأعوام وتتتابع السنون. حبذا لو كان كل واحد منا يحاسب نفسه إذا أصبح وإذا أمسى عن هذه الساعات التي هي أجزاء حياته، فيما أنفقها؟ وما الذي اكتسبه فيها؟ وإلى أي مصير أديته؟ وما من يوم ينشق إلا ويُنَادَى: يا ابن آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنم مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة، ما أرخص الوقت في نظرنا، وهو أغلى شيء! أليس الوقت هو الحياة؟! لقد قالوا إن الوقت من ذهب، ولا أراهم إلا قصروا، فإن الذهب إن ضاع منك عوضته والوقت إن ضاع منك لم تعوضه ولو أنفقت ملء الأرض ذهبًا، ومن ذا الذي يقيس الحياة بالذهب؟! إن الذي جعل الوقت من ذهب بخسه حقه، فالوقت في حياتنا هو كل شيء، وإن كنا لم نعتبره شيئًا، وأعتقد أننا في اللحظة التي نقدر فيها أوقاتنا، ونعرف كيف ننفقها فيما يتفق مع قيمتها ويتناسب مع قدرها، نصبح أرقى الأمم وأسعد الشعوب، فهل يقدر لنا نحن الذين ضبط لنا الإسلام الأوقات ضبطًا ليس أدق منه ولا أروع، وجعل للذين يراعون الشمس والقمر منزلةً في الجنة؟ تعالوا يا أحبائي نرى الذي استفدناه لأنفسنا أو لأمتنا خلال عام كامل مضى بدقائقه وسعاته وأيامه ولياليه، هل اهتدينا في رمضان الماضي إلى أسلوب صحيح من أساليب تربية النفوس والأرواح وتزكية الأخلاق فحرصنا عليه ونهجنا نهجه حتى جاء رمضان هذا العام، فإذا نحن أزكى نفوسًا من ذي قبل؟ هل تمكن قطر شرقي إسلامي خلال هذا العام من فرصة سانحة كسر فيها القيود والأغلال، وخلص مما هو فيه الويلات، واندفع في طريق الترقي والكمال؟ هل وفقت حكومة إسلامية أو زعامة شرقية إلى وضع ناموس اجتماعي يوقف تيار هذا الفساد الخلقي والاضطراب الاجتماعي والألم النفسي الذي يشمل كل مرافق الحياة، وكان له في النفوس أسوأ الأثر وأعظم الضرر؟ هل أجلى خصم من خصوم الإسلام عن ديار الإسلام؟ لا. وهل عادت أحكام الإسلام وتعاليم الإسلام في أمة من أمم كما يريد الإسلام؟ لا. وهل صلحت أخلاق أبناء الإسلام كما يريد الإسلام؟ وهل أخذ المسلمون بأحكام القران الكريم، وطالما سمعوه ووعوه، وهم يعلمون أنه أساس الإسلام؟ لا. إذن لم يجد علينا جديد نسر به ونفرح له، ولا زلنا في موقفنا حيث نحن كما كنا منذ عام، وإذا استمر الحال على ذلك فلن يزيدنا على مرِّ الأيام إلا تأخرًا، وذلك ما يذيب لفائف القلب لوعة وأسى. ولئن كان التفريط في الماضي جريمة، فإنه في المستقبل أشد جرمًا وأكبر إثمًا، فهيا يا أبناء الإسلام ننتهز فرصة رمضان الجديد لنتجدد. تجددوا تجددوا يا شباب الإسلام، اخلعوا هذه الرثة البالية الخلقية الماجنة الطاغية الكاسية الضعيفة الناعمة الغارقة في الأماني والشهوات. واستبدلوا بها في رمضان الجديد نفوسًا جريئة في الحق، شاعرةً بالواجب, مقدرةً للأمانة، كلها فتوة وهمة وقوة ونزوع إلى المعالي، وعزوف عن الصغائر، وطموح إلى المجد، الذي خلده الله لكم في كتابه ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (8)﴾ (المنافقون). جددوا أنفسكم، وزكوا أرواحكم، واستعينوا بالصبر والصلاة والصيام والطاعة والقيام، وجددوا توبة نصوحًا ترضي ربكم، فيرضى بها عنكم. واحذروا أن يمر بكم رمضان فلا تصقل به النفوس، ولا تزكى به السرائر، ولا تطهر به الأرواح، وليس بجميل أن ينادي منادي الحق تبارك وتعالى- وقد جاء رمضان- يا باغي الخير هلم ويا باغي الشر أقصر، فلا يبادر المسلمون إلى الإجابة، ولا يسارعون إلى تلبية الداعي البر الرحيم. ولهذا آثر أن تخلو بنفسك، وتستجوب أصداء حسك في خلوة من ليل أو نهار، فتسأل نفسك عن واجبها نحو ربها ودينها وأسرتها وأمتها ووطنها وقربتها، وإلى أى حدٍّ قامت بشعب هذه الواجبات وفروعها، وثق بأنك ستفهم عن نفسك في هذه الخلوة الربانية أكثر مما تفهم عني، ولو كتبت لك كل هذه الصفحات، وثق يا عزيزي أن العلم الصحيح إنما ينبع من الروح، ويفيض من القلب، ويتفجر من جوانب النفوس الزكية المشرقة، فكن عبدًا ربانيًّا معلق القلب بالله تراه يملا نفسك بهجة وسعادة. والله ولي توفيقنا وتوفيقك إلى ما يحبه ويرضاه. شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر
نـــــــــــور 199 قام بنشر July 21, 2011 بارك الله فيكى حبيبتى دعوة للجنة جعلة الله بموازين حسناتك شارك هذه المشاركه رابط المشاركه شار ك علي موقع اخر